في الخيال حياة

بقلم / دولة بنت محمد الكناني

يجذب المرء السويّ كل ماهو عزيز ويعزَّ النفس من خلق ٍ وفعلٍ ومقام فتراه يكره مواطن الذل والنقص وحتى الرذيلة لأنها دنيّة مقامًا وفعلًا؛ ولعل من الأمور التي ليست بغريية و عهدها العرب حبهم للخيل والصقر والتعلق بها وقصائدهم مليئة بوصف الخيل والصقر قديمًا وحديثًا؛ بخلاف مانشهده اليوم من تعلق الكثير بالكلاب أعزكم الله ، ولا أجد فيه سوى الحراسة وغيرها من الأمور العملية أما التعلق وتفضيله لم يكن عند العرب في الجاهلية فضلًا عن الإسلام!
فتعبت مما رأيت فرحلت بنفسي إلى سماوات الخيال _وفي الخيال راحة وحياة _ ورحت أسبح مع طيرٍ أولعت به وتاقت النفس وتلهفت لمحادثته أتسلى معه بحوار عزيز مثل عزة الصقر وشموخه وحريته التي تستهويك لتكون طائرًا حرُّ نفسك فدار بيننا هذا الحديث الشاعري:

حوار بيني وبين صديقي الصقر. :
أنا:
حرٌ طليق وتهوى القمم
وإن قيدت نفيسُ الثمن

وكيف لمثلي ألا يجنّ
بطير أبيٍّ عزيز الوطن

الصقر :
حديثي لمثلك شرف أتم
فعيناك تحكي علو الهمم

سقاكِ زمانك مرًا وهم
ونارٌ ضلوعكِ منها تئن

عجبت لمثلكِ بي يفتتن
وأنتِ بعينيَ جبلٌ أشم

فرغم الجراح بكِ والمحن
أراكِ بقلبٍ جسورٍ شهم

أنا:
كفاكَ حديثًا ومدحًا وظن
فإني قروحٌ تجر الألم

أئنُ أحنُ وأشكو الوهن
همومٌ عظامٌ زمنٌ أصم

فكيف لمثلي بك لا يجن
جناحيك هما بغيتي والوطن

ثم تنبهت من غفوتي فإذ بي لاطير ولا سماوات أسبح فيها ولا أجنحة أحلق بها إنما الارض تجذبني بقوة إليها لولا رفعة من الله نجدها في فضائل الأخلاق والأعمال؛ وها أنا أغلق صفحاتي وطيري المولوعة به يجوب السماوات حقيقة وخيالي يجر قلمي إليه فكلانا يحلق بطريقته.

شاهد أيضاً

إن خانتك قواك ما خانك ربك ولا خانك ظناك

بقلم: ابراهيم العسكري تعرضت قبل فترة لعارض صحي اعياني من الحركة وارقني من النوم واثقل …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com