ربما الإهمال يُعد شروع في قتل.!

بقلم / إبراهيم العسكري 

كمجتمع إسلامي نؤمن بالله ونؤمن بالقضاء والقدر خيره وشره ونعي وندرك انها لا تموت نفس قبل أن تأخذ آخر نفس قدره خالقها لها
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا﴾

حتى لا يمل القارىء أو يقول لم تأتي بجديد سأكتفي بتمرير المهم ويبقى الأهم بيد الله ثم من يملك الصلاحية..!!

قبل يومين وبعيد صلاة التراويح اتصلت بأحد الزملاء لنزور زميلنا الذي خرج من المستشفى قبل رمضان بيوم او يومين.

تواصينا في الطريق اليه ان تكون زيارة مريض يتحقق فيها مبدأ مقولة رحم الله من زار وخف.

ذهبنا لصاحبنا الوفي وقد سبق أشعاره بقدومنا فرحب وسهل ثم أضاف ان زيارتكم كانت مناسبة للسمرة وتبادل الحديث ولأننا كزملاء نمون على بعض بعيدآ عن المجاملات وعقب كلامه مددنا فترة الزيارة التي حددنا مسبقآ بمثلها كرغبة الطرفين.
المحزن جدآ أثناء الحديث من قبل المريض وطريقة تعامل الكادر الطبي بالمستشفى الذي أوضح ان الحالة حرجة نظرآ لانفجار المرارة وقد تفرز عصارات تسممآ للجسم وتحتاج عملية على الفور الا ان الطبيب الوحيد مجاز ليومين قادمة ولا يوجد بديل مما دعى لمخاطبة المستشفيات الخاصة المجاورة اذا كان لديهم أخصائي وأصبح الأمر مسلم بعد الله لأنت وحظك اما ان يأتي طبيب أو تموت ايهما اسرع..!!

قلنا ليس الأمر كذلك يا أبا فلان فنحن بفضل الله في دولة عظيمة وغنية ومتطورة يقصدها البعيد لتلقي العلاج فضلآ عن احد أبناءه ومن خدمها لأكثر من ثلاثة عقود فوطننا وحكامه يهمهم المواطن اولآ.

أكد لنا محدثنا صاحب المعاناة ان الأمر كما ذكر فقد همسو له ولأبنه المرافق بذلك من واقع الكشف والتقارير الطبية ثم يضيف بقوله لم أكن خائفآ من الموت فلم يبقى بالعمر أكثر مما رحل ولم يعد على الدنيا حسايف..!!

ثم يضيف انه مع إيماني ان الأمر بيد الله من قبل ومن بعد ولكن المؤلم أن تكون الأرواح في بلادنا رخيصة إلى هذه الدرجة كما سمعنا ورأينا بأم أعيننا فلو كان المريض شخصية فوقية أو صاحب علاقات لاستدعوا الطبيب المختص من ابعد مدى سواءآ الطبيب المجاز أو غيره.
الأمر الذي دعى ابنه لتقديم شكوى للجهات المعنيه جعلت بعض الكوادر يمتعضون من تلك الشكوى بغض نظرهم عن مسببات الشكوى من الشاكي..!!

يستمر الحديث من قبل صاحبنا بأن ساعة الاجل لم تحن ولأن الأمر بيد الله بقي حيآ حتى تدبر الأمر بفضل الله ورعايته وعُملت العملية بين الرجاء واليأس فقد تنجح وقد يودع الدنيا..!!

من المصادفات البائسة أنني قبل يومين التقيت بمجموعة من العمال من الجنسية البنقالية يستنجدونني ويصيحون بذلك البناء الذي يشيدونه ويقولون احدهم سقطت عليه سقاله فأصبح فاقد الوعي ويستفرغ دمآ فعندما رأيته قررت انه لم يكن هناك وقت لطلب الهلال الاحمر وبادرت بطلب تحميله في سيارتي مع احد زملاءه ولان تأمينه الطبي لدى احد المستشفيات الخاصة بخميس مشيط اضطررنا لإيصاله هناك ليصدمنا موقف محزن حينما رفضت موظفة الاستقبال تسجيل الحالة الطارئة بحجة انتها فترة عملها رغم توسلنا إليها من باب الدافع الإنساني ولم يزدها الترجي الا اصرارآ بموقفها ورفضت حتى اعطاءنا اسمها لتقديم شكوى ثم جاءت زميلتها بعدها وسجلت بأقل من دقيقه ولكنها لم تعطينا اسم زميلتها السابقه من باب التعاطف..!!
قدمنا شكوى للمدير الطبي بذلك وهنا نعجب لهذا النوع من البشر على وجه الخصوص من يعمل في مهنة الطب ولا يملك الجانب الإنساني اولآ.
اتباعآ لقوله تعالى:
مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا)
صدق الله العظيم.

شاهد أيضاً

معقودون بالأمل 

بقلم / أحلام الشهراني  تعلمنا من الصغر أن المرأة تسمع وتصغي لرجل كان أب أو …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com