عسير صحيفة عسير الإلكترونية
بقلم / عبدالمحسن عسيري
السخرية ومعناها: أن تستهين وتحتقر الغير فإذا استهنت بالغير واحتقرته ونبهت على عيوبه وذكرت نقائصه فهذا هو المعنى الأساس للسخرية والإستهزاء ، ليس فقط بالكلام قد يكون أيضاً عن طريق المحاكاة يعني: التقليد في الفعل والقول ، إنسان يقلد إنساناً يحاكيه في أفعاله وأقواله، أو بإشارة معينه، أو بإيماءة معينه، أو بتلميح معين، فيفهم من يرى هذا أن فلاناً يستهزئ بفلان
بعض الأشخاص لا شاغل لهم في الحياة سوى الاستهزاء بالآخرين والسخرية منهم، ذلك أنهم يفتقرون إلى الثقة بأنفسهم ويحسدون كل ناجح على نجاحه، فما إن يروا إنساناً متميزاً حتى يسارعوا إلى إهانته، ظنَّاً أنهم بفعلتهم تلك يرفعون من قدر أنفسهم في عيون الغير ويصبحون محطَّ أنظار الجميع
ولا شك أنه في مرحلة ما من حياتنا لا بدَّ أن نتعرَّض إلى واحد أو أكثر من المواقف التي يحاول فيها أحدهم التنمُّر علينا والتقليل من شأننا، ولا بدَّ أن مثل تلك التجارب المؤلمة تثير في دواخلنا مشاعر سلبية قد تستمر حتى آخر العمر لشدة وقعها على النفس. قال الكاتب الإسباني بالستار غراثيان: «السهم يغرز بالجسد لكن الإهانة تخترق الروح».
في علم النفس توجد هناك علاقة بين السخرية من الآخرين واضطراب الشخصية، فعادة لا يهزأ بآخر شخصٌ سليم نفسيًا، وأصبحنا نرى كثيرًا من الناس يتعرّضون للاستهزاء والسُخرية في حياتهم من الآخرين، إما بسبب طبيعة عملهم، أو شكلهم، أو لونهم، أو لوجود إعاقات جسدية أو لفظية كالتأتأة مثلاً، ويكون الاستهزاء بإطلاق الألقاب عليهم والكلمات الجارحة ليصبحوا أضحوكة بين الناس، الأمر الذي يؤدي إلى تدمير نفسياتهم وتكون النتيجة العُزلة عن الناس، والاكتئاب والابتعاد عن الواقع المؤلم
وفي النهاية:
(لا يسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى ان يكن خيرا منهن)
مهما كانت مسببات ما تقول وتفعل لا تسخر سخريتك ستعود عليك ( وجزاء سيئة سيئة مثلها).
كلام في الصميم نسأل الله أن يعافينا ويهدينا