بقلم/ أ.صالحة القحطاني
“الإيجابية وُجِدتَ لِتُعطي لا لتمتلك ، والأشياء الجميلة لاتستنزف طاقتك ولا تهشم روحك ، بل تزيدك شغفاً وتوهجاً وجمالاً..”
كل يوم جديد في حياتك هو هدية من الله لك ،فأحسن إستقباله بأداء فريضة الفجر ،مسبِّحاً فيه لله، وتستعيد معه عافيتك ،وتجدَّد فيه نفسك بالعزم على فعل الخير ما استطعت إليه سبيلاً .
الصباح هو فرصة لترتيب فوضى ماضية. فما أجمل أن تصافح نسائم الصباح الندية بابتسامة أمل ، وشغف متجدَّد، وأن تجد سبيلاً لحب الحياة .
وقَّع معاهدة سلام مع نفسك بأن تكون صادقاً طيباً وتعيش بلا تكلّف ، فليس بالضرورة أن يقاسمك الحياة أحدهم لتنجح .وألا تقارن نفسك بغيرك وأن تمنحها الحب والسلام الداخلي .بل قارن نفسك بنفسك بماذا كنت بالأمس ؟ وما أنت عليه اليوم ؟وإلى ماذا تطمح ؟
قسِّم طريقك للنجاح والمعالي ، واستمتع بكل مرحلة وافتخر بذاتك ، حتى لو كان صغيراً في عينك ، تأكد بأنه كبيراً في عمر الهدف،كن واثقاً بأنك ستستمتع بنجاحاتك بقدر تلك الصعاب التي تخطيتها ، فنفوسنا تحتاج للإيجابية بقدر حاجتنا للأكل والشرب وللأحتواء وتضميد الجراح ،فلنكن مصدر للطاقة الإيجابية .
” أكبر منابع الطاقة والدوافع الإيجابية تكمن في عقلك وأفكارك أنت ، لافي أفكار وعقول الآخرين ”
من يستشعر معنى الإيجابية في محيطه من أهل بيته والده ووالدته وإخوته وكذلك الزوجة والأبناء بالتلطف معهم بأجمل العبارات ، والجلوس معهم على مائدة الإفطار ،وبثَّ رسائل الصباح الجميلة الإيجابية التي يكون لها وقعها بالنفس وشحن الهمّة ليوم جديد. يجب أن نكون مترفين مكثرين من عبارات التحفيز والتشجيع ، ونوسع دائرة الجمال والفرح في النفوس ،فالكلمة الطيبة تجعلك تحلق في سماء السعادة.
من يستشعر معنى الإيجابيه حينما يؤدي عمله بإخلاص تام بعيداً عن الشبهة والفساد، موقناً أن الحرب على الفساد معركة وطن .
يقول نايلسون مانديلا : ” الفاسدون لن يبنوا وطن إنما هم يبنون ذاتهم ويفسدون أوطانهم ”
“الحب ،الأمانة ،الإخلاص ، الإلتزام،الإيجابية ،الأرض، الإنسان، جميعها كلمات تختصر الوطن ”
وأيضاً حسن معاملة موظفيه بكلمة طيبة ،ونشر روح الفريق الواحد ، بالتعاون والأخذ بيد الآخر للنهوض بوطن يرتقي دوماً للمعالي ، والتحدث بلباقة ،واستقبال الناس بنفسٍ طيبة، والإستماع لهم بقلبٍ واعي.
من يستشعر معنى الإيجابية بالمحافظة على المرافق العامة ، والحرص والوعي بقيمة البيئة والمحافظة على نظافة البيئة التي نعيشها، وأنها واجب وطني وأن علينا نتصدى لكل ما يشوبها أو يخربّها، بالرفق بالحيوانات وعدم التعرض لها بالأذى، وسقي الطيور، وإطعام الحيوانات -ففي كل كبد رطبة أجر- وإماطة الأذى عن الطريق -فهي صدقة- .
من يستشعر الإيجابيه حينما يُوقر الكبير، ويرحم الصغير، ويعطف على المسكين ،ويعين ذوي الحاجة ،ويغيث الملهوف ،ويطعم الجائع ،ويقدم النصيحة، و ينشر الخير، ويعلم جاهلاً ،ويمنح وجوه الناس إبتسامة مشرقة ،فالمسلم إيجابي نبيل معطاء في كل الظروف والأحوال ،سهل التعامل، ليّن الجانب، سَمحُ النفس ،كريم المشاعر، ينشر الخير ، ويزخرُ بالإنسانية، ويُؤثر في حياة الآخرين ويُغيَّرهم نحو الأفضل.
من يستشعر معنى الإيجابية حينما يتأمل كلماته ويحرص عليها ألا تخدش قلباً ،ولا تكسر أملاً ،ولا تحبَّط همَّة، فلطافة الحديث وجمال الروح رصيدك الأكبر في بنك القلوب ، فأملأ قلوب الناس بأرصدة الجمال والإحسان. “الكلمة الطيبة لاتحتاج إلى مناسبة فكل الأوقات مناسبة لأن تقول طيباً وتنثر جميلاً”..
تود هنري في كتابه (مت فارغاً ) يقول فيه: لاتذهب إلى قبرك وأنت تحمل في داخلك أفضل مالديك ، أختر أن تموت فارغاً ،أي كل الخير الذي في داخلك سلّمه قبل أن ترحل .
إذا كنت تملك فكرة جيدة نفذّها، علماً نافعاً بلّغه، هدفاً عميقاً حقّقه .
يقول رسولنا صلى الله عليه وسلم :(إن قامت على أحدكم القيامة وفي يده فسيلة فليغرسها ).صحّحه الألباني .
أخيراً .. أترك أثراً جميلاً ، أرسم بسمة ، أخرج من الحياة وقد أضفت لها شيئاً يُميّزك للحدَّ الذي يعلم من يأتي من بعدك أنك مررت من هنا، وشيئاً يبقيك حياً بعد الممات فكن ذا أثر إيجابي ..
شكرا لله أولا
ثم شكرا للقدر ثانيا
وشكرا للظروف التي جمعتني بمعنى الإيجابية والحب والسلام في شخصك النبيل.
الله يسعد قلبك ماقصرتي مقال جميل ورائع👍🏻