جور

بقلم/ عبدالله عمر

دخل مكتبه مسرعاً
وعلى الفور .. أمسك القلم وكتب:
(سعادة المدير العام)
لم يتبقى على تقديم المناقصة سوى سبعة أيام..
وأنا وبصفتي أخلي مسؤوليتي عن هذا التصرف فنحن منذ عامين لمن نتقدم لمشروع بهذا الحجم!
ثم لكلامه اختتم:
(صورة مع التقدير لسعادة رئيس مجلس الإدارة)
انتهى ….

اِطَّلَعت على الورقة…
بصفتها المدير العام ثم كتبت على نفس الورقة:
لم أقرا من الخطاب سوى كلمتين!!
الأولى فقط (مَسْؤُولِيَّتِي)
وتساءَلْتُ أَيْنَ كانت وأنت تدخل سرداب القضاء وتعجّل القاضي..
في انهاء إجراءات طلاقي!!

أَيْنَ كانت (مَسْؤُولِيَّتِي)
وأنت تتركني جوراً وبهتاناً
فقط لأنني أنجبت طفلتنا (لما)
وبها إصابة.. بنسبة بسيطة .. متدنية للغاية!

جعلها تُصنَّف ضمن أطفال التوحد..
وأكد لك الأطباء إنها نسبة تكاد لا تذكر وقد نتجاوزها مع مزيد من التعلم والتدريب..!

أَيْنَ كانت (مَسْؤُولِيَّتِي)
وأنت ترمي بحب سبع سنوات قبل العقد
وخمسٍ بعده وكنت أدعو الله أن يمتد ..
فأنت ابن عَمِّي وَمِنِّي ..

أَيْنَ كانت (مَسْؤُولِيَّتِي)
وأنا أجهش بالبكاء أمامك وأتوسل إليك
ألَّا تتركني…
أنت لي الهواء والدواء
أنت الحب والعشق والصفاء

جَلَسْتُ على الأرض
ورميتُ رأسي عند أقدامك
– أخالني – سجدت لك!!
وأنت …
لم ترفعني حناناً أو احتراماً
بل أزحتني امتناناً

أَيْنَ كانت (مَسْؤُولِيَّتِي)
وانت ترمي بالحب كأنه شررٌ كالقصر..
وعلى أني خدعتك تُصر..
لأننا أجرينا فحص الزواج عند صديقتي !!
واتهمتني زوراً أنني أخفيت عنك الحقيقة !!

أقسمتُ لكَ أيمانا مغلَّظةً ..
بالله وتالله ووالله والرحمن
بأن هذا لم يكن ولا كان ..

قل لي بِربِّكَ
مِنْ أَيِّ طِينةٍ أنت
مِنْ أَيِّ رحمٍ خرجت
مِنْ أيِّ قبيلةٍ نُسلت

وأنا ابنة عمك
شعرة وجهك
شامة خدك!!

أما الكلمة الثانية فهي (صورة إِلَى …)
ومن ذاك الرجل ..
إنه أبي ..
عمك ..
قرابة وصهارة ..
ولأنك اعتدت على الوأدِ
فلم يعد لديك تفكير أو إدارة ..

هل تريد ان تقتله للمرة الثانية ؟
كما كانت الأولى…
حين رميت ابنته بلا رحمة أو هوادة!!

لمْ أكُن أعْلَمُ أنَّك تحملُ كل هذا الحقدَ..
وأنا لم أبادلك سِوى الحبَّ والودَّ !!

سأختصر لك العبارة..
أوراق الفض رفعت للتجارة ..
فلم يعد لنا بقاء أو للحياة طعم ونضارة!

سأتركها لك ..
واتفرغ لطفلتي ..
وحتى لا تسألني هي في يوم من الأيام عنك !!
سأكتب في نهايتي خطابي
(صورة مع الحب إِلَى صغيرتي لما وحتماً ستفهم يومها الإشارة)

وأعدك ..
أنني سأكتب قصتي معك ..
حتى تكون لمن مثلي بصائر..
ومعذرة أَبِي فجرحي غائر..

ووجعي وفقدي وألمي
أنني أحببت في يوم ابن عمي
مَنْ كنت أظنه سندي وظهري ..
فكان خنجره في ثوائي …

ثم..
قامت من مكانها..
تسللت إِلَى الشُرفة..
لعلها ترى طيفه ..
وهي تُتَمْتِم:
مَنْ يُحِبُّ بِصِدْقٍ صعب عليه أن يغّير طباعه..

شاهد أيضاً

يردد البعض الراتب مافيه بركة!!

عبدالله سعيد الغامدي. الراتب ما فيه بركة اولاً البركة في وجه الله سبحانه يمنحها لمن …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com