بقلم : عبدالمحسن عسيري
العقل الذي يستقبل كل ما يثار حوله من أفكار وآراء ولا يملك ميزان يزن به هذه الأفكار ليميز بين صحيحها وسقيمها هو عقل فارغ من المعرفة الحقيقية النافعة
الكثير منا عبر مواقع التواصل يظل يستقبل في يومه عشرات الرسائل بل المئات ويظن أنها تصنع ثقافته ، في الوقت الذي هي تفعل مفعول الغثاء في الوعاء وتشغل حيّزاً من فراغه ، فهي خَطَرات و تَرُهات تزاحم الأفكار النيّرة وتطغى عليها ، حتى لا تكاد تجد بضع كلمات مفيدة من بين ركام الألفاظ الهشّة و المشوّهة .
و أرى أنّ الحل الأمثل : أن يتم ترشيد استخدام هواتفنا ، و استغلالها بالشكل الذي يتناسب مع احتياجتنا المعرفية و العملية ؛ كلاً حسب مكانته و مهنته و ميوله وهوايته .
استخدام هاتفك عن قصد و بشروط تفرضها أنت و ليس هو !.
لا تنجرف وراء شريط المميزات و الاقتراحات و الروابط و العناوين الخادعة …
ولا تتابع الأشياء التي تشعرك بعدم الارتياح و تسيء إلى نفسيتك و تستنزف وقتك وطاقتك … لأنها مع مرور الوقت ستصنع لك ثقافة زائفة لا تبني فكراً ولا تغني عن جهل !
تابع ما يفيدك و دع ما لا يفيدك ، فأنت لست مجبراً على وضع هاتفك في حالة الطوارئ لاستقبال الخرافات و الخزعبلات .
ولا يكُن عقلك مَكب قمامة لما تراه في التلفاز أو لما يتم تداوله في مواقع التواصل الإجتماعي، بل فلتر كل مايصل إليك دون دليل ، فهناك مايُعقل وهناك ماهو ممكن وهناك ما يستحيــل!
لم يعد الناس يعبدوا الأصنام الحجرية ، لكنهم يظلوا عاكفين على أصنام العصر الحديث .
الهواتف المحمولة و التكنولوجيا و وسائل الإعلام و مواقع التواصل الاجتماعي جميعها تعتبر أصنام حديثة .
كل ما يبعدك عن الله و يستعبدك و يستنزف طاقتك في غير ما يرضي الله فهو أشبه بالأصنام التي كان يعبدها الناس في زمن الجاهلية .
وكان تبريرهم ( لتقربنا إلى الله زلفى )
واليوم يبررون باسم( التقدم التكنولوجي و مواكبة العصر و السباحة مع تيار الموضة )
دعهم يتهموك بأنك متخلف …
اقبل بقولهم أنك من مواليد العصر الحجري …
وأنك متاخر عن الجميع بملايين السنوات الضوئية .
لا بأس إذا سمعتهم يقولون أنك أغبى أغبياء الأرض ، منغلق الفكر ، متزمت ، متشدد ، رجعي
المهم هو أن لا تحاول إرضاءهم و تفعل شيئا مخالفا لتعاليم الشريعة الإسلامية.
نعم صحيح اشبة بأصنام العصر نسأل الله السلامة