أبها – متابعات _ عبدالله هبيش:
كثيرة هي الأمثال الشعبية التي تتحدث عن الليل في حياة الإنسان ومنها:
الليل أخفى للويل
ومعناه إفعل ما تريد ليلاً، فإنه أستر لسرِّك.. وأول من قال هذا المثل سارية بن عويمر أبي عدي العقيلي..
وقال أبوهلال: المثل لأكثم بن صيفي يقول: إذا أردت أن تأتي بريبة فأتها ليلاً فإنه أستر لها.
وكتب عبدالله بن طاهر إلى ابنه وقد بلغه عنه إقباله على اللهو:
انصب نهاراً في طلاب العُلا
واصبر على حر فراق الحبيب
حتى إذا الليل بدا مقبلاً
واستترت عنك عيون الرقيب
فبادر الليل بما تشتهي
فإنما الليل نهار الأريب
وقال بعض العرب، وأنشدني بالحجاز فتى من هلال:
فلم أرَ مثل الليل جُنَّةَ هارب
ولا مثل حد السيف للمرء صاحبا
الليل أعور
رواه الثعالبي في التمثيل والمحاضرة وقال: لا يُبصر فيه، وبذلك فسره النويري..
الليل جنة الهارب
رواه التوحيدي في البصائر والذخائر..
قال ابن المعتز: من فضائل الليل التهجد الذي مدح الله أنبياءه به فقال: {كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون} (الذاريات: 17).
وفي الليل تنقطع الأشغال وتجم الأذهان وتدر الخواطر، ويتسع مجال القلب، والليل أضوأ في مذاهب الفكر، وأخفى لعمل البر، وأعون على السر، وأصبح لتلاوة الذكر.. قال الله تعالى {إن ناشئة الليل هي أشد وطئاً وأقوم قيلاً}.
قال الشاعر:
ولم أر مثل الليل جنَّة فاتك
إذا همّ أمضى أو غنيمة ناسك
فيه ينجو الهارب، ويدرك الطالب، ويفرق بين الشجاع والجبان..
الليل داج، والكباش تنتطح
قال الزمخشري: وهم الأقران في الحرب.. يضرب للأمر الكثير الشر قال الشاعر:
الليل داج والكباش تنتطح
نطاح أسد ما أراها تصطلح
منهن مجروح ومنها منبطح
فمن نجا برأسه فقد ربح
وقد تمثل به علي رضي الله عنه في حرب صفين.. قال في اللسان: الدجى: سواد الليل مع غيم وأن لا ترى نجماً ولا قمراً.
قال الأجدع الهمداني:
إذا الليل أدجى واستقلت نجومه
وصاح من الأفراط هام حوائم
وحكي عن الأصمعي أن (دجا الليل) بمعنى هدأ وسكن..
وشاهده قول بشر:
أشيح بها، إذا الظلما، ألقت
مراسيها، وأردفها دجاها
الليل طويل وانت مقمر
قال أبوهلال: يضرب مثلاً في التأني والصبر على الحاجة حتى تمكن..
ومعناه: اصبر على حاجتك فإنك تجدها في بقية ليلتك، فإنها طويلة وأنت مقمر..
أي ليس فيها ظلمة تمنعك عن قصدها.. والمثل لسليك بن سلكة السعدي.. فقد كان نائماً مشتملاً، فبينما هو كذلك، إذا جثم رجل على صدره، ثم قال له: استأسر فقال له: سليك «الليل طويل وأنت مقمر» أي من القمر، يعني أنك تجد غيري فتعدني، فأبى.. فلما رأى سليك ذلك التوى عليه وتسنمه..
ورواه الثعالبي في التمثيل والمحاضرة وقال:
اي اصبر لحاجتك حتى تصبح
الليل نهار الأديب، الليل نهار الأريب>