اغرس بذور مثمرة بكل الحقول

بقلم: إبراهيم العسكري

طلعت صعودًا أمس الأحد الموافق ٨ صفر ١٤٤٤ه بعد صلاة العصر برفقة ام أبنائي للتنزة من ابها مرورآ بسودة عسير في أجواء خيالية وخالية من الزحام بعد مغادرة ضيوف صيف أبها لهذا العام حفظنا الله واياهم في الحل والترحال.

مررنا في طريقنا بفرن التميس وبائع المطبق بالسودة الذي اعتدنا ان نأخذ منه دائمآ بعد انقطاعنا عنه فترة الصيف لتجنب الزحام في ذروته..!!

أثناء انتظار الطلب كنت في حديث ممزوجآ بالمزاح مع التماس اليمني الذي سأل عن طول غيابي فقلت له قد حال دون زيارتكم زحام الصيف ثم سألته على الطاريء كيف كانت أحداث الزحام بحكم تواجدهم في وسط مركز سودة عسير فقال: الحمد لله هي فترة الموسم الذي نشد فيه سواعدنا لتغطية احتياج الطلبات ونيل لقمة العيش التي تغطي فترات الركود اللاحقة شتاءآ..!!

أثناء الحديث اوقف شابآ يجمل عارضيه بعض الشيبات سيارته حولنا ونزل يطلب أيضآ شاي بالحليب وسنبوسه له ولزميله الذي بقي في السيارة.
أثناء الأنتظار ظل الشاب يسارقني النظر بكل لحظه ودار بيننا الحوار التالي:
هو: هل انت فلان باسمي الثلاثي.
فقلت نعم.
فقال اسمح لي بتقبيل رأسك.
فقلت استغفر الله ولماذا؟
فقال: لقد قدمت لي معروفآ قبل خمسة عشرة سنة.
لا أخفيكم سرآ لم اثق كثيرآ فلم اعرفه وخشيت ان يكون ذلك اعداد كمينآ منه وصاحبه الذي يناظرنا من السيارة فالاحداث التي نسمع بها تبدأ بشرر مثل ذلك لتهيئة مسرح الجريمة لا سمح الله..!!
صافحته بحذر شديد ولا أعلم هل اركز في نزول صاحبه من السيارة ام اركز لعزيزتي الغاليه التي تتصفح جوالها في سيارتي ولم تعي شيئآ من معاناتي وكل في فلك يسبحون..!!

بفرج من الله توقفت سيارة ثالثة حولنا ونزل منها شايب مملوء بالبهجة والحيوية ويغني بعفوية وبصوت مرتفع وحينما اقترب منا سلم علينا وقال للتماس بلهجته التهاميه ثلاثه تميس وواحد فول وواحد عدس واعجل علينا..!!
أعجبت بحضور ذلك البطل الذي ازال هلعي مما خشيت منه..!!
عدنا بعد الارباك من الزبون الثالث لحديثي مع الشاب الذي قال: لي انا فلان ابن فلان من رجال المع اتيتك زمان بحكم عملك وتشفعت لي بأن اكون بادارتكم كحارس أمن وبقيت أشهر ثم حصل لي ظروف دعت لغيابي عشرة أيام ثم عُد بعدها واذا بقرار طي القيد أمامي وأثناء كلامه تذكرت الموقف كالحلم ولكنه ذكر لي اسمين من زملائي في العمل فعرفت انه صادق..!!
يضيف الشاب أنني تعاطفت معه وارسلته لزميل آخر في الغرفة التجارية الذي بدوره حوله لأحد القطاعات الخاصه التي لازال يعمل بها حتى الآن مفيدآ انه واصل دراسته أثناء عمله وحصل على البكالوريوس بالانتساب ولديه زوجه وطفلين ثم قدم لي دعوة ضيافة بالحاح بقوله أنني صاحب فضل… الخ..!!
فقلت اولآ سامحك الله فقد اربكتني وأبلغته ما كان يخالجني من شعور فضحكنا وشكرت له موقف المعروف المحفوظ لديه الذي وصفه لي وقلت الفضل لله اولآ ثم له ان منحنا وزملائي تقديم خدمة اعاننا الله بها مع الزملاء الأوفياء فربما كان دورهم الأهم.

قال الإمام الشافعي رحمه الله.

لا تقطعن يد المعروف عن أحد

ما دمت تقدر والأيام تارات.

شاهد أيضاً

غرور أنثى

بقلم الكاتبة /فاطمة محمد مبارك خلف أبواب الهوىَ ثنايا الروح سَكبت حروف عشقك شعراً ونثرا …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com