سرني تكريمك يا دكتور علي موسى وانت اهل للتكريم

بقلم / إبراهيم العسكري 

بالامس كنت اتصفح جوالي المحمول الذي ينقل لي اغلب ما يدور في سماء النت الفسيح ويعج وتضيق قدرات جوالي على استيعاب كل ساقطة ولاقطة لكن المتصفح يستطيع بانامله استدراج الاطايب ودرء المريب والمتردي والنطيح والمنحوس والمنكوس وكلما يذهب زبد جفاء..!

من محاسن الصدف حينما نظرت عيناي اثناء التصفح لصفحة فيس بوك تعود لزميل عشنا سويآ ايام الطفولة والشباب في قرية واحده ثم دعت لقمة العيش على تباعد المسافات فلم اره منذ اكثر من ثلاثين عام.
فقط تواصل معي هاتفيا قبل سنوات من دولة لبنان واتابعه احيانآ عبر صفحته وان كان مقل النشر لارتباطه بالاهم ..!

انه الدكتور المناضل عن اللغة العربية /علي عبدالله موسى .
سرني حينما قرات منشور له في صفحته ارسله قبل يومين يشكر فيه مؤسسة قدوات عطاء ووفاء على الدعوة الكريمه للاحتفاء بتكريم نخبة من أبناء هذا الوطن تقديرا لدورهم الوطني البارز وجهودهم في مختلف المجالات وقدم وافر الشكر لهم باعتباره احد المكرمين ذلك المساء الجميل العطر.

بدوري انا اسعدني تكريم الجميع وتكريم اخي علي موسى بصفة خاصة وحينها تذكرت طفولتنا بقريتنا وشكرت ربي ثم قريتي الحالمة ووالدتنا العظيمة جمعة بنت محمد بن سلطان العاصمي ان انجبت هذا البطل من يستحق التكريم فهو اهل له ولعلي اورد نبذه لن استاذنه في نقلها عنه لكي يرفع بحقي قضية نتقاضى بها فاراه ويراني حينما اشتعلت الرؤس شيبآ يخالجني اليقين بالفوز عليه وان كان دكتورآ ذو شأن فلي فلسفة ولي حظ عظيم..!!
الدكتور المناظل /علي موسى من قرية مجاوره لنا لكن امه من قريتي فقد حظيت طفولتنا باللقاء سويآ حينما انتهت علاقة والده بامه وهو طفلآ في المهد فعادت تحمله لقريتها ترضعه وتهتم به فنشأ مع امه واخواله بقريتنا واصبح انتماءه لقريتنا قرية امه عذبة اللبن والغذاء واخواله اهل الفضل والعطاء فلم يرغب العودة لقرية والده لألفته بقرية منشأ الطفولة قرية الرهوة بآل عاصمي ربيعة ورفيده التابعه لمدينة ابها .
علمآ ان قرية والده ليست ببعد عن قرية الام ورغم وجود اخوته واخواته غير الأشقاء الذين احبهم بقريتهم قرية والده الا انه فضل العيش الى جانب الام الحانية ولا يستغني من زيارة الاب والاخوان كلما دعى الامر.
الدكتور علي موسى يكبرني ببضع سنوات فتخرج من ابتدائية باحة ربيعه ودرس المتوسطة بابها مع اخوته ثم تخرج منها وحاول ان يدرس بالثانوية العامة الا ان والده اصر ان يسجل بمعهد اعداد المعلمين بأبها مع اخوته من ابيه ولم يخيب طلب والده الذي يخالف رغبته الشخصية حتى تخرج من المعهد بعد ثلاث سنوات وعين معلمآ باحد مدارس ابها بشمسان وظل معلما قدير ومتواصل ما بين امه وابيه واخواله بقرية المنشأ الرهوة تنقله لاكثر من عقد سيارته نوع تويوتا سيلكا سبور لون ذهبي.

كان يحمل هاجس مواصلة تعليمه الجامعي وتقدم عدة مرات للجامعة ولم يقبل لعدم معادلة شهادة معهد المعلمين بالثانوية العامة الامر الذي دعاه لدراسة الثانوية بنظام الثلاث سنوات بسنة واحده فاقدم بعزم وهمة واحضر كتب مراحل الثانوية واعتكف عليها عام دراسي كامل مع مراعاة دوامه كمعلم بمدرسة شمسان الابتدائية بأبها وحينما حضر الاختبارات النهائية لمرحلة الثانوية بنظام الثلاث سنوات التقى بعدد من مسؤلي امارة عسير وبعض الادارات يختبرون بنفس النظام وحظي بالنجاح ليتقدم بعدها لجامعة الامام حاملآ ما يؤهله للدخول فلم يكن التخصص المتاح الا في الجغرافيا رغم ان ميوله لتخصصات اخرى ولكسب الوقت امتثل لمدة عام ونجح بتخصص الجغرافيا بتفوق وحينما اتيحت له فرصة التسجيل بفرع جامعة الملك سعود تخصص لغة انجليزية دعاه الامر للاعتذار من مواصلة الجغرافيا ليبدأ مشواره الجديد مع الانجليزية حتى تخرج ثم هاجر للابتعاث بامريكا.
اذكر من حديثه عن أمريكا اول سفرياته حينما وصل المطار ثم استقل التاكسي لتلك الولاية لاحظ الفوارق الشاسعة في كل شئ يقول انزلني سائق الاجرة ولا اعلم اين اتجه وكان الوقت قبيل المغرب بدقائق واثناء سيري احمل حقيبة ثقيله واتذكر اهلي وبلدي العظيم فاذا بالفرج بندأ الحق اذان من بعيد جعلي احاول اتبع الصوت قبل الانقطاع حتى وصلت وصليت ووجد عربآ دلوني للصواب.
استمر في مسيرة التعليم للمراحل العليا ماجستير ودكتوراة وحقق المراد وتقلد عدد من المناصب مثل فيها دولته خير تمثيل كما ابدع في منصب الامين العام للمجلس الدولي للغة العربية وشارك في كثير من المؤتمرات عربيا واسلاميا وعالميا..!!

لم يولد الدكتور علي موسى وحوله ملاعق ذهب بل كانت الظروف قاسية ومتعبه ومع ذلك كان شغوفآ مبدعآ متطلعا منذ نشاته فقد كون فريق عمل في نهايات المرحلة الابتدائية بالقرية لعمل مهرجان في حين كنا في القرية كبار وصغار لا نفهم ماذا تعني كلمة (مهرجان) حينما استقى ذلك من انشطة المدرسه وجسده على مستوى القريه في حفل حضره غالب القريه من رجال ونساء واطفال واعجبنا بالتقديم والفكرة والجوائز البسيطة رغم سهولة ويسر برامج المهرجان بما يناسب الحدث الا انه هبل بنا واذهلنا بذكاء ودهاء .
وعرفنا معنى ربما همة احيت امه.
قرات لاخي الدكتور/علي موسى كثير من مقالات الدفاع عن لغة الضاد ومنها المقال الهادف اثناء زيارة الخسيس بايدن لهذه البلاد بعنوان ( ترحيب وتذكير لفخامة الرئيس بايدن لبلد المعجزات ) واعجبت بما يحمل من ثقة وآداب وادب.
شكرا دكتور علي موسى لما قدمت وعذرا على البوح بما كان خفيآ للكثير.

شاهد أيضاً

غرور أنثى

بقلم الكاتبة /فاطمة محمد مبارك خلف أبواب الهوىَ ثنايا الروح سَكبت حروف عشقك شعراً ونثرا …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com