بقلم حسن بن عايض ال معدي
الإدارة هي تنفيذ الخطط المرسومة بالموارد المتاحة للوصول إلى النتائج المطلوبة بالجودة والسرعة المناسبة وبأقل التكاليف الممكنة، وأكثر الإدارات تعمل وفق هذا الأسلوب مع التباين المتوقع في تحقيق النتائج؛ فهناك جودة عالية ولكن بسرعة متواضعة، وهناك إدارة تفضل سرعة الإنجاز على حساب التكلفة… إلخ. لكن ما قادني لكتابة هذا المقال هو ذلك النوع من المديرين الذي يصل للأهداف بتكلفة (إنسانية) باهظة.
لاحظ أنني هنا لا أتحدث عن التكاليف المالية، إنما أتحدث عن تكاليف أكثر أهمية وهي التكاليف الإنسانية، فهناك من يصل إلى الهدف ولكن في الطريق لتحقيق هذا الهدف قد أحرق العديد من الكوادر البشرية، هناك من المديرين من يستطيع القيادة ويملك أدوات النجاح إلا أنه يفتقد الإنسانية؛ فتجده يتعامل مع منسوبي إدارته كإنسان آلي خالٍ من كل مشاعر البشر، لا يحترم كبيرًا ولا يرحم صغيرًا ولا يُؤْمن بالظروف الإنسانية المعتادة كالمرض والحزن والسأم والضيق… إلخ، بل حتى لا يؤمن بالسعادة! فهو لا يعلم أن تحفيز الموظف وشكره قد يصنع السعادة في يوم هذا الموظف وأسرته كلها ويُضفي على أحد منازل الكوكب السعادة، هذا النوع غالبًا عقله لا يتجاوز الورق والأرقام ويؤمن إيمانًا شديدًا بالمادة؛ فتجده لا يعترف بتأثير البركة والدعاء في العمل وتجده غالبًا منسلخًا من مجتمعه، لديه ابتسامة صفراء شاحبة يُمَرِّرُ من خلالها أفكاره البكماء لتحقيق أهدافه الإدارية الجرداء, وعند نجاحه لا يمرر هذا النجاح لفريق عمله .. يستأثر بالمكافآت والحوافز والمدح كذلك .. !!
إن مشاركة الآخرين مشاعر الود والإخاء تزرع في قلوبهم ركنًا من أركان الإدارة وهو الولاء الوظيفي؛ والذي لن تستطيع صناعته بأي طريقة إلا بالود.
قال مِسعر بن كِدام: “كنتُ أمشي مع سفيان الثوري، فسأله رجلٌ، فلم يكن معه ما يعطيه، فبكى، فقال له: ما يُبكيك؟ قال: وأيُّ مصيبةٍ أعظمُ من أن يُؤمِّل فيك رجلٌ خيرًا، فلا يصيبه عندك؟!”.
هذا وهو لا يعرفه، فما قولك في حاجات الذين يُؤَمِّلون منك خيرًا ويرونك سببًا -بعد الله سبحانه- في مساعدتهم والتغاضي عن زلاتهم قدر الإمكان؛ وذلك لتخلق عشرات المحبين الذين سيبذلون الغالي والنفيس لإنجاحك وتحقيق طموحات إدارتك. إن ما يحتاجه الموظفون هو الاحترام المتبادل ومراعاة المشاعر.
إن المدير الناجح هو ذلك الذي يستطيع الموازنة بين تنفيذ خطط الإدارة والاستفادة القصوى من إمكانات فريق العمل وبين المحافظة على حقوقهم والسعي لراحتهم والدفاع عنهم ومراعاة الجوانب الإنسانية التي ستمكنه من الولوج في أعماقهم للحصول على ولائهم الوظيفي الذي هو -بحد ذاته- مكسب لا يقدر بثمن، وحينها نقول: إن هذا المدير هو إينشتاين الإدارة.. فكم اينشتاين بيننا !!
جزاك الله خيرا. ونشر الله علمك ووعك وحبك للخير. ف جميع أرجاء الدنيا. مع إضافة من راي الشخصي. إن العالم اينشتاين أفاد الناس وحقق هدف وعلمه درسناه ودرسه كثير من الناس اما القليل ولله من الحمد من المدراء وأهل الوجاهه. فهم تلك النفوس الذي ذكرت نظراتهم ومظرياتهم لا تتجاوز الأقلام والأوراق كما قال سيد قطب انا لم انسان بل مخلوق يمشي ع قدمين ف كتابه أمريكا من الداخل وهم معنا لكنهم قليل واما الكثير من المدراء وأهل الوجاهه. لهم ايادي بيضاء ونقيه ونزيهة واثرا بالغا ف مجتمعاتهم. وشكرا لابي بتيل ع علو فهمه وعمق إدراكه أكثر. الله ف الامه الاسلاميه والعربيه من امثالكم
ليت اللي في بالي يفهمون هالكلام .. لافوض فوك أبا بتيل .. تحياتي