وفاء عسير في ديار القصيم

بقلم الدكتور صالح الحمادي

غادرت عسير وانا أتراقص طربا بإعلان اميرها تركي بن طلال بن عبد العزيز إنشاء شركة عسير، وإنشاء أربعة فنادق عالمية، وحزمة من المشاريع الاقتصادية كنواة لاستراتيجية عسير التي تعتبر أول استراتيجية للمناطق، وبداية فعلية للتطلع للعالمية.
فرحة هذه المشاريع، وهذه الخيرات الاقتصادية المحفزة لرجال الأعمال السعوديين، والخليجيين وكبرى الشركات العلمية توشحت بفرحة زيارة القصيم مع مؤسسة “قدوات وفاء وعطاء للوطن” بدعوة من رئيس مجلس المؤسسة ناصر بن عبدالله العواد الذي تكفل بزواج ستة وعشرين شابا سعودي من ذوي الهمم برعاية أمير القصيم الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود الذي اتى للمجلس هاشا باشا مرحبا برئيس المؤسسة والأعضاء بروح نقية عامرة بالتواضع، وصدق المشاعر التي وصلت ذروتها عندما القى كلمته الضافية بل وزاد من مساحة تواضعه حرصه على التعامل مع أصحاب الهمم بروح أبوية، رافعا معنوياتهم وقربهم منه في الصور الجماعية وحثهم على التمسك بالدين واحترام الزوجة شريكة العمر وقدم لهم نصائح صادرة من القلب إلى القلب.
خرجنا من مجلس أمير التواضع ونحن ندعو له، ونحمد الله أن تواضع قادة هذه البلاد زادهم رفعة ومكانة بين العباد، أما مستقبلي المؤسسة من قيادات ورموز القصيم فقد وضعونا في خانة الحرج الشديد، ونحن نشاهد الشيخ صالح التويجري مدير التعليم سابقا واقفا على قدم وساق لإنجاح حفل زواج ذوي الهمم، وحرصه على وضع الضيوف في المكان اللائق بهم، واستضاف الجميع في منزله العامر، واصر على مرافقتنا في كل أنحاء القصيم يشرح لنا خطوات التنمية، والتطور في قصيم الخيرات، أما شقيقه عبدالعزيز التويجري فقد ادهشنا بمعلوماته الثرية، وشخصيته الجذابة، وحرصه على تقديم صورة زاهية عن القصيم ومنتجاتها الزراعية ” هضيم” وكان ينادي بأعلى صوته في أرجاء المزرعة بابا رائد وأن قريب منه جدا، وكأنه يبحث عن رائد التحدي في أعماقه – غمرنا وأخوانه بكرمهم وحرص رجل الأعمال أحمد التويجري على زيارة المنقية من الإبل التي تعتبر من أندر وأجمل وأغلى الإبل في السعودية، ولم نتمكن من ذلك لضيق الوقت على أمل تحقيق رغبته في زيارة أخرى.
مؤسسة قدوات وفاء وعطاء للوطن لم تخرج عن أهدافها الأساسية فقد زارت متحف العقيلات وسعدنا بمعلومات ” الوهيبي المعرفية ودور هذا المتحف لحفظ الجوانب الاقتصادية والثقافية والمواقف التي كتبها رجال أصبحوا رجال دولة بمعنى هذه الكلمة الحقيقية، كما زرنا أول وأكبر مستشفى للإبل والمواشي، ووجدنا معلومات تأكد أسبقية القصمان في المبادرات، وفي الأفكار الإبداعية ، ثم زرنا البدائع وحققت المؤسسة هدفها الثاني بزيارة أمين منطقة عسير المهندس إبراهيم الخليل في مزرعته بباريس نجد” عنيزة”، ولن اتطرق لتفاصيل زيارة الخليل فلكل شيء محب وكاره وكفى، ثم زرنا أبناء المنيف الذين قدموا صورة للوفاء لوالدهم من خلال تنفيذ طريق يربط البدائع بالخبراء مختصرا الطريق من 36 كيلو إلى حوالي 18 كيلو من ثروة والدهم رحمه الله، واستقبلنا أبناءه واشقاءه ووجدنا حُسن الاستقبال ولطف التعامل من عبدالله المنيف واشقاءه وأبناء إبراهيم، ثم انتقلنا لمقر أمراء الهلالية أبناء أسرة آل العواد فوجدنا القيمة والمكانة العراقة والتاريخ وكرم الضيافة، ولم نزور مسجد المدينة الأثري على أمل تكرار الزيارة حج وحاجة.
تسربت الأيام بسرعة عجيبة وخشينا من خطورة التسمين التي حاصرتنا بالمفطحات، والفواكه الطازجة من المزارع مباشرةً، وهمبرجر القصمان “الكليجة” وكل أنواع الكرم والتواضع.
غادرنا القصيم نحمل الذكريات الجميلة التي اختزلتها الذاكرة للأبد، غادرنا ديار المبادرات والكرم والفكر والعطاء، غادرنا أمارة القصيم بكل جماليات وثقافة أميرها، ولا زلنا ننتظر وفاء نصارها بتزويدنا بمؤلفات أمير التواضع.
أخر نقطة مفصلية في هذه الزيارة التاريخية هي قيمة ومكانة مؤسسة “قدوات وفاء وعطاء للوطن” فيكفي أن تدعم أمارة القصيم هذه المبادرة، وتتولى ترتيبات حفل زواج ذوي الهمم، وتسهل كل شيء لصاحب المبادرة رئيس مجلس الإدارة ناصر العواد، وتتوج ذلك بالرعاية الكريمة للحفل كتثمين حقيقي لهذا الوفاء، وهذا العطاء.
أجواء القصيم خلابة، وزين أجواء هذه الزيارة وجود أشخاص انقياء، أوفياء لا يشقى بهم جليسهما، وهذه من أهم مكاسب هذه الزيارة التاريخية التي تزرع بهجة الحياة في كل دقيقة وكل ثانية منذ وصولنا حتى الرحيل المر.
ركزة
اكثروا من الاجتماع بالأهل والأصحاب فإنكم مفارقون

شاهد أيضاً

غرور أنثى

بقلم الكاتبة /فاطمة محمد مبارك خلف أبواب الهوىَ ثنايا الروح سَكبت حروف عشقك شعراً ونثرا …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com