في ديسمبر تنتهي كل الأحزان

بقلم / الأستاذة : صالحة القحطاني

بدأ ديسمبر يُلمَلِم أوراقه الأخيرة، وتنقضي سُويعاته المعدودة ،ليحلّ يناير منتظراً مناّ أن نفتح له نوافذنا للنسيم لتبددّ حالة السكُون، وجليد الشتاء القارس، لنُشاطره الشعور بالوَهَج ْوالتحرّر من الأحساس بالجرح وقبول الماضي وآلامه واستقبال الحاضر لاِستقبال أنوار السماء، لنزخر بالسلام ،ونتطلّع للحياة الكامنة بين جوانِحنا،وقلب ٌصافي كسماء الربيع، العذبَ كالبنفسج، ندي ٌّ كالعشب الأخضر ، وساطعاً كالشمس حين تُشرق في أبهى حلّه .
ديسمبر يُودَّعُنا ويوُدّعه صوت المطر العالق في النوافذ ،ومعزوفة الشتاء، وغيمةٌ بريئة ،والدُمى المهجورة،عَذَبَ الندى، أودية الوجدْ، وحكايات الرؤى، وهمهمات السهر، وليالي الحنين، والطيور المهاجرة لمواطن الدفء رغم إشتداد الريح، ورصيف المُتعبين،وطُرُقاتَ البسطاء، وأُمنيات الحالمين،ومقاعد المنسيّيّن، والمشرّدين من وطناً مملؤ بلغة البارود والموت والبرد، والمعتقلون في منافي الحُزن، والمنكبّون على ذوَاتِهم ،والمتناثِرُون عَلى أزقّة العدم ..
في يناير سيرقُص القلب ،وتُزهِر الأُمنيات ، سيُشرق النورْ ،وتُشرّع الطمأنينةَ النوافِذ لِحكايات أكثر دفء من صقيع ديسمبر، وسنلفِظ أوجاعنا برِئة الأَمل، وسيُشرق علينا يناير بخيرهِ ودِفئه ..
مرحباً يناير العزيز ،ووداعاً ديسمبر نهاية الألم وبارِقةَ الأمل .

شاهد أيضاً

إن خانتك قواك ما خانك ربك ولا خانك ظناك

بقلم: ابراهيم العسكري تعرضت قبل فترة لعارض صحي اعياني من الحركة وارقني من النوم واثقل …

تعليق واحد

  1. 👏🎊🙏

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com