الاستاذ/سعيدبن سعد ال شيبان نجم افل كبرق في صحو

بقلم / إبراهيم العسكري

كنت مساء الاحد الماضي في ضيافة عشاء لدى صديق حميم دعاني لاحتفال مختصر في منزله العامر لترقيته ولم يتجاوز عدد الحضور عشرة من الاصدقاء..!!
اثناء حضورنا كضيوف بعد صلاة العشاء مباشرة قال مضيفنا اسمحو لي طالما ان الضيف في حكم المضيف ان ندع اجهزة الجوال في مخابئها مالم يكن هناك امر ضروري لنحظى جميعآ بسوالف المجالس التى انقطعنا عنها منذ ازمان بسبب الجوال..!

اثناء سوالفنا بتذكر الماضى وضحكاتنا من الحواشي التي يتداخل بها مضيفنا كريم النفس خفيف الظل.
تتالت رناة جوالي برسائل وتساب وتأدبآ مع الطلب السابق لمضيفنا استأذنته بمطالعة العناوين فقط فوافق وليته ابا لتأخير ردود فعل الفواجع التي تحل في لحظات السعد فتطفيها وتشعل الاحزان فيها..!!

كانت الرسالة حزينه للأسف لانها حملت ابلاغي بوفاة واحد من اجدر واوفى المعلمين الاكفاء احد اساتذتي الأوفياء ممن يحمل الخلق العظيم والقدوة الحسنة في رسالة التربية والتعليم بكل عطاء وانتماء لمهنته بصدر رحب وقلب خفوق محب كان ذلك في مراحل دراستي الابتدائية في منتصف التسعينات الهجرية الماضيه
انه الاستاذ/سعيد بن سعد آل شيبان من قرية جو آل شيبان بربيعة ورفيده عسير التابعة لمدينة ابها..!!

سرعان ما تغير الحال وحل الحزن واخبرت الحضور لكي لا نُلام في اطفاء لحظات السعادة فقد اتانا ما يجدر ان نحزن لفراقه مهما استلطفنا الصبر ونؤمن بالدعاء له وشهادة الحق لاهلها حق وعباد الله هم الشهود في ارضه..!

وحتى اكون منصفآ في وفاء استاذي ومعلمي الاستاذ/سعيد رحمه الله ساورد لكم اليسير مما اكسبه حب طلابه له على الرغم من مرور قرابة نصف قرن
من ذلك الوقت ولا زلنا نحمل له الوفاء لست وحدي بل اغلب الطلاب يذكرونه بخير كلما التقينا لتذكر الماضي في جيل الطيبين ونستشعر كطلاب ان له في اعناقنا افضال تتجاوز كونه معلم فقد علمنا وهو في سن مبكر فكان اشبه باخ حميم يساند اخوانه ويلملم جراح ما نعانيه كطلاب مجتمع قروي بسيط وربما حافي من العوز وضغوط مابين المطرقة والسندان..!!

من اسباب حب معلمنا الاستاذ/سعيد انه كان من النادر جدآ وجود معلم سعودي متخصص برسالة التعليم فكنا كطلاب قرى متجاورة لا نجد صفة الاحتواء فاصبحنا للاسف نضيع في حقد دفين من بعض الجاليات التي وفدت لبلادنا لنشر رسالة التعليم فاغلبهم يحمل لنا حقدا لا مبرر له وربما كراهية واكرر من البعض وربما الغالب من صفة الجاليات اللذين اتضح لنا جليآ انه ليس هدفهم تعليمنا بقدر كسبهم المادي وللانصاف كان منهم أكفاء لكنهم ندرة امام الحاقدين وكانت الرقابة عليهم قاصرة ومبطنة باقنعة زائفة..!!!

نعود لمعلمنا رحمه الله الاستاذ/سعيد شيبان اتانا في بدايات شبابه في رحلة التعليم ونحن في الصف الرابع الابتدائي فاخبرنا انه منا اهل الدار وانه يهمه ان نكون رجال لنا اهداف في الحياة وفي الفهم والتعلم وان الدراسة ليست الشبح المخيف كما كنا نتصور وصورها لنا المرجفون الحاقدون..!!

يقول الاستاذ/سعيد لطلابه لا تترددوا في تكرار السؤال للفهم ومن لديه اي مشاركة وان كانت خارج الدرس لا باس ..!!
يعلم الله انه اعطانا اريحيه كنا نفتقدها وكسر امامنا حاجز الخوف الذي اكتسيناه من جاليات الكسب دون العطاء فلا انسى احدهم حينما كان يرتدي قميص اسود فيشير له امام الطلاب ويقول انا اخلاقي سوداء مثل هاظ وهو يقصد مثل ذاك القميص وبالفعل كان كذلك واعتقد لن يسامحه الكثير..!!

كان الاستاذ سعيد داعمآ معنويآ وابآ روحيآ اذاب كرة الثلج التي تحول بين الطالب والمعلم واصبح في صراع مع من نشكو له منهم
وهم بعض المعلمين الوافدين فيحاول مسك العصاء من المنتصف فهم اكثرية وهو ذكي يحافظ على بقاء شعرة معاوية من هنا وهناك…!!

كان يعطينا خمس دقائق او اكثر قبل بدء الحصه لتناول بعض النكات والفكاهة مما نستلطفه من بيئتنا وقرانا وبعد استمتاعنا نستضيف عنوان الدرس بكل حب ورحابة صدور ولن ننسى له فضل نقلتنا النوعيه في فهم الدروس بنفوس راضية مطمئنة ..!!
ليس ذلك فقط فكنا ايام البرد القارص نشكو له من تشقق ايدينا ونطلعه ماذا احدث البرد والصقيع بنا فسرعان ما يتخذ قرار صائب بان نخرج للوادي القريب من المدرسه تحت اشعة الشمس وفوق المسطحات الخضراء امام النهر الجاري الذي تعرفه كل اجيالنا شمال مدرستنا ابن تيمية الابتدائية بقرية زبنه وكنا نظن ان النهر الجاري حولنا لا ينضب وسبحان من له البقاء فقد تراجع ذلك الوادي وتلك الحقول التي تعاني منذ اكثر من ربع قرن الجفاف..!!

باغتتني واحرقتني واحرجتني تغريدة احد اشقاءه الاوفياء حينما قال:
(اخي سعيد بن سعد آل شيبان كان بالامس جبل بيننا تعانق عطاياه وخلقه وصبره ومروءاته وشموخه سحب السماء حثونا بالامس على جسده الطاهر بأكفنا التراب بعد ان صلينا عليه صلاة لاركوع لها هناك اختفى الجبل العظيم لكن ذكراه ستبقى حيه فينا ماحيينا)

لم الم شقيقه فالفقد لمن يعرف الفقيد جلل ودون ادنى شك الأستاذ/سعيد شيبان محبوب من الجميع لانه يحمل خلق رفيع واسلوب تربوي وهم رسالة تربوية في احضان تواضع جم وقد شغل عدة مناصب في ادارة التعليم بمنطقة عسير وفي مجالس المنطقة للاعمال التطوعية ولعل ما ذكرناه من بعض محاسنه يشفع له ان يكون ضيفآ في جنة الخلد مع الصديقين والشهداء وحسن اولائك فهو قد وفد ضيفآ لأكرم الاكرمين وارحم الراحمين اسال الله له الرحمة والغفران ولمن فقده الصبر والسلوان .

انا لله وانا اليه راجعون.

شاهد أيضاً

كم كنت عظيماً يا ابي

بقلم : د. علي بن سعيد آل غائب بمناسبة الذكرى الخامسة على رحيل والدي رحمه …

2 تعليقات

  1. علي محمد علي ظفيّر عسيري

    رحم الله أخينا وزميلنا في نفس الدفعة عام ١٣٩١/ ١٣٩٢ الاستاذ سعيد سعد شيبان وقد قصرنا في بعضنا بعدم الزيارة وقبل اشهر وبعد التقاعد تذكرنا بعضنا وتوفرت لديّ جوالاتهم وتواصلنا مع الجميع الا من ليس لديه واتساب وقد اتصلت على الاخ سعيد ولم يرد علينا وعندما سألت بعضا من اقاربه ذكروا بحكم حالته الصحية لايرد على الاتصالات وكنا نريد الاجتماع وبحكم البرد الشديد رأى الأغلبية تأجيل ذلك ولكن سبق الأجل وفقدنا زميلنا الاستاذ سعيد شيبان رحمه الله رحمة واسعة وغفر له وجعل قبره روضة من رياض الجنة

  2. عبدالله الحياني

    رحمه الله رحمة الابرار واسكنه الفردوس الاعلى من الجنة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com