المعلم وصناعة الإنسان في ضوء الرؤية الوطنية 2030م

بقلم المعلمة/ فاطمة علي زابن

صناعة الإنسان عملية ديناميكية ومعقدة ومتعددة الأبعاد تسعى الى برمجة وبناء شخصية الإنسان من جميع النواحي الجسمية والعقلية والنفسية والروحية والاجتماعية ،وأقصد بها تنمية واكتساب مبادئ وقيم ومهارات هي الأساس قبل التعلم والتخصص في الحقول العلمية المختلفة .
صناعة الإنسان من أعقد الصناعات وأهمها على الاطلاق ،فلا تنمية بدون بناء إنسان صالح قادر على المشاركة في التنمية والازدهار ،وأكبر دليل على ذلك اليابان وسنغافورة حيث اعتمدت في تحقيق الرفاهية والتنمية على صناعة الإنسان عبر تعليمه وتثقيفه من جميع الجوانب .
يقول الشاعر:
(( قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا ))
وهنا يأتي دور المعلم في صناعة الإنسان فهو يحمل أشرف رسالة، ويؤدي أعظم أمانة ، فيبني الأجيال ويصنع الأوطان وخير معلم نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، وقد ذكر سبحانه وتعالى دوره فقال (هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين ) لقد كان لنبيه الكريم طلاب يتعلمون منه ،هم الصحابة الكرام نواة المدرسة النبوية ،وهم من حفظ كتابه الكريم وسنته المطهرة حتى وصلت الينا ، وقد أثنى نبينا على المعلم حيث قال عليه الصلاة والسلام (إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير ) صحيح الترمذي
وللمعلم دور عظيم في المعرفة والتحصيل الدراسي وهو من يغرس شغف التعلم الذي يستخدمه الطفل طول حياته ويدفعه إلى حب التعلم الذاتي المستمر ، والمعلم مسؤول عن تكوين شخصية الطالب ومساعدته في زيادة الثقة بالنفس ويشجعه لبذل المزيد من الجهد ويدفعه نحو التفكير الناقد لما يتعلمه .
المعلم مثال وقدوة فالمتعلم يقلد ما يشاهده من سلوكيات وأخلاق حميدة ،لذلك يحتفظ المعلم بمستوى عال من المبادئ والقيم والأخلاق لها تأثير إيجابي في حياة طلابهم والعديد من المتعلمين يتبعون خطى معلميهم ،ويحرص المعلم على طلابه بحيث يطورون مهاراتهم و يجيدون التواصل مع الآخرين ويلتزمون بأعمالهم و يكتسبوا احترام الآخرين من خلال أخلاقهم الفاضلة وما اكتسبوه من قيم ومثل عليا.
المعلم يؤثر على المجتمع ويشكله والمتميز منهم يفهم طلابه ونقاط القوة والضعف لديهم ويرشدهم لتحسين شخصيتهم ويساعدهم في تكوين آرائهم الخاصة والتأثير على الآخرين .
المعلم مسؤول عن زرع الانتماء والهوية ، فهو يعرفهم بهويتهم وثقافتهم وضرورة التمسك بحضارة بلادهم وتراثها ويعزز الانتماء الوطني داخلهم ويغرس حب الوطن والدفاع عنه ويعرفهم ماضيهم وتاريخهم ويشجعهم لاكتشاف حاضرهم وبناء مستقبلهم وحثهم على تقوية اقتصاد بلادهم .
المعلم يعمل على التحول إلى التعلم الرقمي و يطور التعليم الذاتي لطلابه بالبحث في الشبكة العنكبوتية والمكتبات والالتحاق بالدورات التعليمية ويرشدهم بفتح آفاق المعرفة لديهم , والمعلم يدمج التكنولوجيا الحديثة في العملية التعليمية داخل الصف فيستخدم ملفات الانجاز الالكترونية والفصول الافتراضية وتطبيقات الاجهزة اللوحية وكل ما هو جديد وجذاب لتعليم طلابه، ويحثهم على استخدام الشبكة العنكبوتية وتقديم البحوث والعروض باستخدام البرامج الحديثة ويعتمد على الاستقصاء الفكري والبحث العلمي الذي محوره التلميذ وينتقل من الاستظهار والتلقين إلى الفهم والتمكين ويوفر تعليم عميق ونوعي معتمد على النظريات التربوية الحديثة وهذا يدعم تقدم المعلم والطالب .
المعلم يحفز الإبداع وينمي مهارات التفكير لدى طلابه ويحثهم على التعلم مدى الحياة و التفكير وحل المشكلات وأن يتصفون بالمرونة والأصالة والتفرد ويخلقون حلول ابتكارية ويكونون ثروة هذا الوطن يمتلكون العقول النيرة التي تدفع ببلادهم الى مصاف الأمم في الاختراعات والابتكارات العلمية ويعملون على تنمية اقتصاد بلادهم وجذب الاستثمارات الاجنبية لبلادهم ويلبون متطلبات التنمية الوطنية ومتطلبات سوق العمل .

شاهد أيضاً

ينطلق الجمعة 19 أبريل..
 
“جمعة الماجد للثقافة والتراث” ضيف شرف مهرجان الجبل الثقافي الـ3

صحيفة عسير _ يحيى مشافي تنظم جمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية بالتعاون مع دائرة السياحة والآثار …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com