بقلم الكاتبة / أحلام الخيبري
قال تعالى ( ومن آيته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجآ لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ) .
جعل الله الأسرة ركيزة مهمة في المجتمع إذ من خلال الأسرة تتكون المجتمعات ويتخلل هذه المجتمعات شعوبآ وقبائل ليتعارفوا وجعل من الشعوب والقبائل أرحام وأصهار ونسب حتى يعمروا الأرض من خلال الزواج الذي خلقه الله وجعله وسيلة لعمارة الأرض وحتى تستمر الحياة من خلال الإنجاب ومنها تتكون الأسرة الذي هي أساس المجتمع .
ولكن تمر الأسرة في هذه الحياة بأمور تجعلها تفقد السيطرة أو تفقد توازنها ويميل أحد جوانبها وهما الوالدان الأب والأم الذين هم أساسا هذه الأسرة على دين وقيم وعادات وتقاليد لا يجوز الخروج عنها ولا
التخلي عنها لأنها ركيزة هذه الأسرة وعمودها فإذا فقدت كان الله بالعون وربنا المستعان
ومن هنا تتفكك الأسرة أو ما يسمى بالتفكك الأسري
وسوف نتعرف على أسباب التفكك الأسري وحلول
هذه المشكلة .
● أسباب التفكك الأسري
1_ غياب أو إنشغال أحد الأبوين أو إنشغالهما معآ .
فوجود الأب والأم في المنزل مع أبنائهما نعمة عظيمة
من خلال الجلوس معهما لتناول الطعام أو عند التلفاز
أو للتحدث معآ . فهذا له طابع وحافز جدآ جميل للأبناء
وعلاقة الوالدين بهم ولكن إذا أنشغل الأب أو الأم فهنا
مال أحد طرفي هذه الأسرة مما يجعلها تدخل في صراعات ومشاكل و أمور لا تحمد عقباها
بالمقابل إذا كانت الأم رب بيت فهذا بحد ذاته يخفف
من الصراعات أو المشاكل التي يمكن تواجه الأسرة
لأن وجود الأم مع الأبناء وإنشغالها بهم فتكون قريبة
منهم وتساعده في استذكار الدروس وحل بعض الأمور البسيطة التي تواجههم سواء في المدرسة أو حتى مرضهم .
2_ تدخل الأهل في شؤون الزوجين .
كلنا نعلم أن تدخل أهل الزوجين في شؤون الزوجين
شي ليس بالسهل فيترتب عليه نزاع وخصومات بين
الزوجين فتصبح حياتهم قلق دائم وهم مرهق وتعب
مستمر وفوق كل هذا تصبح نفسياتهم متدمرة بسبب
ما وصلوا له من حياة غير مستقرة يتخللها نفوس مهزوزة متحطمة عائشة على الهامش قد تسقط بأي لحظة .
3_ الحالة المادية للأسرة .
كل منا في هذه الحياة يعيش على قد مقدرته المادية
فمنهم الغني ومنهم المتوسط دخله ومنهم من الفقر
زاده همآ فوق همه . والأبناء بطبيعتهم يريدون أن
يأكلون ويشربون ويشترون ما بخاطرهم فيرون
من أقرانهم من الأطفال وهم يلبسون الجديد
ويأكلون أحلى وأشهى المأكولات ويذهبون إلى
الأسواق والتنزه في الحدائق والمنتزهات فهذا
يجعل في قلوبهم ألمآ وحسرة على ما هم به
حال .
4_ برامج التواصل الإجتماعي .
في ظهور هذه البرامج التواصل التي وجودها في
البيت في يد الأبناء خطر فادح يصيب الأسرة بتسمم
في أركان هذه الأسرة يجعلها في مأزق وتمزق أطرافها
فوجود هذه البرامج نعمه من الله لنا فنحن من نتحكم
بهذه البرامج فبيدينا نجعلها نعمه وبيدينا نجعلها نقمة
فهذه البرامج فيجب علينا أن نحسن استخدامها ولا
نعطي الأبناء مساحة هم صغار أن يستخدموها لأنها خطر عليهم في سن مبكر وعدم إعطاء الطفل الجوال
من أجل سكوته لإنشغال الأم بل يجب عليها الإهتمام
بالطفل و إعطائه الحب والحنان والعطف عليه
و إشباعه منذ الصغر حتى يكبر عليها .
5_ وجود مشاكل في الأسرة .
إذا كانت الأسرة تعاني من مشاكل فهذا سبب كافي
بتفكك الأسرة وجعلها هشه خفيفة أليه بالسقوط بأي
لحظة ما . فيجب على الأم والأب تجنب المشاكل
وعدم إظهارها لأبنائهم فيجب أن تكون المشاكل
بينهم وحلها وعدم جعلها كذا من دون حلول فتتراكم
وتترك أثر كبير عليهم ويظهر ذلك عليهم عند أبنائهم .
قرائي الأعزاء كما طرحنا لكم بعض من مشاكل التفكك
الأسري سوف نطرح لكم بعض الحلول ولا يوجد مشاكل إلا ويوجد فيها حلول فإليكم هذه الحلول .
1_ قوة الإيمان بالله تعالى .
كل ما كان الإنسان علاقته بربه قوية كلما زادت قوة
إيمانه . الإيمان بالله أساس الحياة ويجب تربية الأبناء على تعاليم الدين الإسلامي وجعل علاقتهم برب العالمين قوية ويحث الأب أبنائه على الصلاة وأدائها معهم في المسجد والإستماع إلى دور حلق التحفيظ
وقراءة القرآن تجعلهم أكثر فهما وأكثر ذكائا وأكثر خلقا
فالقرآن يهذب النفس البشرية ويبعث في نفسها الأمن
والأمان والطمأنينة والسكينة . فيجب على الوالدين
تلاوة القرآن في البيت ومع الأبناء لخلق روح المحبة
والتعاون بينهم ويجعلهم أكثر ألفه وصلاح وتقوى .
2_ تعامل الزوجين مع بعضهم البعض ومع الأبناء .
على الزوج تعامل الزوجة بأسلوب جميل وروح مرحة
وأخلاق عالية وعليه ألا يكثر الطلبات والأوامر وعلى الزوجة تعامل زوجها بالطاعة والإنصياغ إلى ما يطلب منه من أمر وعدم التذمر والشكوى من طلبات الزوج
أو الأبناء وعلى الأبناء مساعدة الأم في شؤون المنزل
أو ما يخص شؤونهم من ترتيب وتنظيم للمنزل
3_ خلق روح المحبة والألفة في المنزل
المنزل أو البيت هو مكان تجمع فيه العائلة فيكون
فيه حياة وسعادة وحب وحنان وإهتمام بين أفراد
الأسرة فكلما كانت الأسرة أمورها مستقرة فكلما
كانت أكثر عطاء ونجاح وتوفيق في حياتهم
وحتى هذا الشي يأثر على الأبناء وله تأثير إيجابي
عليهم وتكون شخصياتهم قوية وثقتهم في نفوسهم
مزروعة في داخلهم بكل أريحية ونقاء .
4_ عدم تدخل أحد في شؤون العائلية .
كل أسرة تمر بظروف وهذه الظروف قد تكون قاسية
وتخلد ذكرى سيئة لدى أفراد الأسرة وقد تكون ظروف
عادية تمر بها كل الأسر في العالم وهذه مجرد سحابة
مرت ورحلت بسلام وبالنهاية علاقة أفراد الأسرة ببعضهم قوية لا يتخللها أيت شوائب تضعفها بكل
جعلتها أقوى من قبل وهذا يترتب عليه التربية
الإيمانية والأخلاقية والسلوكية بين أفراد الأسرة .
5_ توفير متطلبات الأبناء الحياتية وعدم إهمالها .
متطلبات الحياتية للأبناء مهمة جدآ حتى لا يجد
الأبناء أنهم أقل من غيرهم . وكل أسرة تعيش على
مقدرتها . فيجب تعليم الأبناء أن لا يسرفون ولا
يبذرون بالأشياء ويجب المحافظة على الأشياء
وعدم إتلافها حتى نرغم الأب بشراء غيرها .
وعلى الأبناء تقدير ظروف الأب المادية وعدم
شراء أشياء لا حاجة إليها إلا مجرد فلان قد
أشتري مثلها . ويكونوا يد العون والمساعدة
لوالديهم .