قدر موقفي فاحترمته

بقلم / ابراهيم العسكري

كعادتي في بعض الايام اصلي الفجر ثم امتطي سيارتي بعد الصلاة واجوب ما قُدر لي من مشاوير تستهلك الوقود وبعض النقود او كما يقول شبابنا ناخذ الفره حتى ناكل الفول من الجرة.
يميز فرتي انه يسايرني الأمل ببدء يوم جديد وعمر مديد قبيل الشروق اتحدث فيها مع نفسي عن النعم فانظر خلال رحلتي في فضاء فسيح بعيدآ عن الزحمة والضوضاء التي اعتدناها ببقية النهار وحتى منتصف الليل فنصبح في دوامة كما يقول ذلك المطرباني:
في زحمة الناس صعبه حالتي
فجأة اختلف لوني وضاعت خطوتي..!!

كانت فرتي لفجر هذا اليوم في ضواحي مدينتي الغالية ابها البهية امتدت لطريق الملك عبدالله حتى قرب المطار ثم العوده لقواعدنا ..!!
قبل ان اصل البيت لاحظت مؤشر البنزين لسيارتي مايل للغروب والنهايات فادرت مقود السيارة نحو محطة البنزين فاتحآ مدخل الوقود وقلت للهندي صديق عبي بخمسين ريال احمر95..!!
تحسست جيوب ثوبي فلم اجد لا نقود ولا بطاقة صراف ولا جوال فقد تركتها في الثوب الآخر قبيل ذهابي لصلاة الفجر ولبست ثوب يليق بيوم عيدنا الاسبوعي المبارك يوم الجمعة..!
على الفور صحت للعامل الهندي الذي لا زال ممسك بمحبس لي طرمبة البنزين وقلت كفى كفى صديق مافي فلوس .!
اوقف التعبئة وتمعر وجهه قليلآ ثم نظر الي بجفوة وقال :كيف مافي فلوس انا صب بنزين خمسة ريال جيب انتا.
لم يكن لدي الا مداراة الموقف فانا المخطيء وليس له ذنب فقلت له صديق انتا معلوم انا ما يبغى حرام انا ينسى فلوس ثوب ثاني.
صديق انا بيت قريب ممكن عشره دقيقة يجي فلوس وانا ولد في نوم كمان انا والله ما يعرف رقم جوال عشان يتصل من جوال انتا من شان ولد يجي بفلوس..!!
كأنه قرأ في عيوني البراءة والندم وقال في داخله لعل هذا صادق فليس من عينات سبق ان خدعته من قبل.!
اغلق منفذ الوقود وهو يتحسر ويهمس بكلمات الله اعلم ماذا يقصد بها واكيد انه يسب لكن صاحب الخطأ لا بد ان يتحمل خطأه.
بنظرة عابسة منه اخلى سبيلي وعدت فورآ لبيتي ثم حملت محفظتي وجوالي وكأني ملك زماني ولله الحمد من قبل ومن بعد..!
عد للمحطة وقلت للهندي معلوم انا قال معلوم في خمسا ريال انتا .
قلت خلاص عبي اربعين ريال وعندما عبا اعطيته خمسين ريال وقلت اول انتا فيه خمسة والآن اربعين فيه خمسة ريال زياده انتا فطور فتبسم ضاحكا وقال والله شكرآ انتا ميه ميه.!
عندما هممت بالرحيل رأيت ان الذي عبا لنا الاول بخمسة ريال ليس من كنت اتحدث معه وقلت لنفسي يستاهل من يعوم بدون جدوى من الفجر وما عنده ولو شوية تركيز..!
اتضح لي ان الهندي الآخر الذي اتى من جوار زميله هو من اخلى سبيلي وليس من كنت اتحدث معه.
لم يكن لدي صرف فقلت لصاحب الفضل بعد الله عبي زياده خمسة واربعين ريال ثم اعطيته خمسين ريال وقلت له فيه خمسة ريال زياده انتا شيل فطور لانه صاحب الفضل الاول فقد اتضح انه اخبر زميله عندما اتيت للسداد كونه مشغول مع زبون آخر.

الهدف من سرد موقفي هذا ليس والله يعني اني فالتقصير حاصل ولكن لعل من الاسباب ما يلي: .

اولآ : الشكر لله على نعمة الرزق والامن والامان الذي رزقنا الله من فضله وجعلنا ننعم بالخيرات في بلدنا العظيم.

ثانيآ: رد الوفاء لاهل الوفاء فما جزاء الاحسان الا الاحسان فكان بامكان عامل المحطة ان يحرجني طالما عبيت بدون ان يكون لدي فلوس وربما يستدعي الامن وهذا من ابسط حقوقه.
ثالثا :نتاكد من وجود التموين في الحل والترحال او البقاء في ستر وسكينه ادامها الله لنا ولكم دومًا.

شاهد أيضاً

إن خانتك قواك ما خانك ربك ولا خانك ظناك

بقلم: ابراهيم العسكري تعرضت قبل فترة لعارض صحي اعياني من الحركة وارقني من النوم واثقل …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com