” اليوم العالمي للمرأة “

بقلم الأستاذه/صالحة القحطاني

“منذ أكثر من 1400 سنة، حيث لم يكن هناك مواقع تواصل ولا هاشتاقات، كان هناك رجل وقف في حجّة الوداع وقال:”استوصوا بالنساء خيراً”.

يعود تاريخ مناسبة يوم المرأة العالمي إلى عام 1856 عندما تظاهرت آلاف النساء في نيويورك إحتجاجاً على ظروف العمل اللآ إنسانية التي كُنّ يُعشنها، وشكّلت هذه التظاهرة التي تكررت لاحقاً مُقدّمة لحصول المرأة على المزيد من الحقوق وتخصيص يوم الثامن من مارس/آذار كل سنة للإحتفال بإنجازاتها والتعبير عن التقدير والإحترام لها،جاء الإحتفال بيوم المرأة العالمي كثمرة لنضال ملايين النساء في مختلف أنحاء العالم للحصول على حقوقهن والمطالبة منذ عقود بالمساواة مع الرجل .

قديماً قيل: “وراء كل رجلٍ عظيم امرأةً عظيمة.. ووراء كل امرأة عظيمة نفسها ” المرأة هي من تلِد نصف المجتمع الذي لايُعمل فيه شيء إلا بها ولأجلها ،وهي من تربي النصف الآخر، المرأة أكبر مربيّة، فهي من تعلّم الفضائل الجميلة ،وأدب السلوك، ورقّة الشعور، المرأة هي زهرة الربيع وبهجة الحياة ،هي سكن ووطن وانتماء، “المرأة أصل الحياة،”المرأة تهزّ المهد بيمينها وتهزّ العالم بيسارها” وهي من تُبدّل بؤس العالم بابتسامة منها وتقلِب الموازين لصالح ضحكتها.

وفي اليوم العالمي للمرأة وكونكِ امرأة ثقي “أنكِ من يُدير الكون وتقفُ الحياة بفقدانها، ومن يُنجبُ الطِفل ويُلهِم الرجل، أنتِ من يُضيفُ للحياة وجوداً ومن غيركِ تُدخل أباها الجنة أنتي أساس الحبّ ومصدره”.

كونكِ إمرأة فأنتي خُلقتي لتتركي أثراً لا لتتبعي أثراً،ولستِ كياناً يكتمل بآخر،كوني امرأة تُلهِم وتتغيّر وتنهض بمجتمعها فـ”عندما تبنين ذاتك تستطيعين بناء أسرتك بحبّ” أيقضي حواسك، أطلقي نوارس دفئك ، افهمي نفسك بطريقتك “لستِ ظلاماً يدّعيه جاهل بل أنتِ النور الذي يخشاه ضياءه” لاتتلوثي بأفكار باليه ومفاهيم ممنهجه، بل تصالحي مع ذاتك، فكل أنثى مميّزه ولديها مايُميّزُها عن سواها ،استشعري عَظَمَتَك ،وارقصي على حافة هذا العالم ،وتحررّي من القوالب التي وُضِعنآ فيها باسم العادات والتقاليد دون إرادتنا ، ثقي أنكِ أقوى من الوجع، وأصلب من اليأس ،وحرّة رغم هيمنة القيود، وحالمة رغم أنف العقبات،أنتي عاطفة الكون ،ورفيقة الأنبياء والعظماء ،وسيّدة الحضارة، اجعلي من الأحداث البائسة، والتجارب المريرة ،والفشل السابق وقوداً لتُشكّل بداخلك القوة ،لتمنحك فسحة لتتعلقي بتلابيب الأمل، وسماء رحِبة واسعة “عودي صفحة بيضاء ، وانقشي بمداد النور مجدك، واستلمي دُفّة القيادة لحياتك وللدنيا التي اكتأبت لغيابكِ طويلا”

ختاماً:

لكل جدّة لكل أُم وزوجة وأخت وصديقة وطفلة ولك يا “أنا” ولكل نساء العالم جميعاً أقول :

كل عام وأنتنّ القوة العظيمة لتاء التأنيث

وكل آذار وأنتِ امرأةٌ لاتُنسى

وكل عام وأنتِ الجزء المكمّل لهذا العالم

نحن لانحتاج ليوم يُعظِمُنا ،بل نحنُ عظَمة الأيام جميعها وجمالها ،ارفعي رأسكِ عالياً يكفي إنك امرأة والعالم كله بين يديك..

شاهد أيضاً

المرأة في ميزان الإسلام.. كرامة تُصان وحقوق لا تُمس

بقلم / ظافر الشهراني حين جاء الإسلام جاء ليجعل قوانين نظامية وسنن شرعية ، جاء …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com