نخيل بيشة تموت ُ واقفة ولازالت تعطي

صحيفة عسير – تقرير : ظافر عايض سعدان

قال تعالى :
(وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ)
خَصَّ الله النخل لأنها أشرف الأشجار، ولهذا شبه بها المؤمن، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم::
(إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةً مَثَلُهَا مَثَلُ الْمُؤْمِنِ)
هي تلك التي ، لا يفسد نتاجها، شكلها فريد، وطلعها نضيد، وثمرها مفيد، هي النخلة، الشجرة الطيبة كما ضرب بها المثل في القرآن
( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ )
بعد أن كانت بيشة الغيداء وباسقاتها مضرب المثل في انتاج ألذُ عيشة وهو الصفري ( صفري بيشة ألذُ عيشة )
اصبحت الآن مائلة اعناقها ويابسة جوانبها والآن جذوع شامخة ورغم انحناء أصلابها لازالت تعطي مرتفعة شامخها
ولسان حالها يقول :
كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعاً
يُرمى بصخرٍ فيلقي أطيب الثمرَ
أصحابُ تلك الباسقات
فقدوا صوت حفيف الريح في سعفاتها فقدوا اصوات الفلاحين عندما يغردون ذات صباح في افرع الباسقات
وفقدوا شدو الطير وترنيمه وهديل الحمام
كانت تلك الأصوات تبعثُ في الفلاحين
النشاط وتزرعُ فيهم الأمل
وغاب وغاب عن أبصارهم ذلك الطلعُ النضيد
بيشة بلاد الخير و النخيل والماء والعطاء المستمر
بيشة وادعة الجنوب وبوابة نجد من الجنوب ، كانت بيشة تحتضن ثلاثة ملايين نخلة ، عندما كان واديها الشهير نهراً جارياً
وبعد انشاء سد الملك فهد قبل ٢٦ عاماً
أخذ ذلك الوادي في الإنحسار والتعدي عليه بالبناء وأصبح مقصداً تجارياً بنهب رماله وبيعها ، ففقد الوادي جريانه بشكل مستمر مما أثر على الزراعة في بيشة
كميات كبيرة من مياه السد محبوسة خلف الخرسان المسلح وبسبب ذلك جفت المزارع وماتت النخيل واقفة ،وهجر الناس مزارعهم والحسرةُ والألم تورقهم
ونحنُ على أبواب شهر مبارك
نتوجه بهذا النداء لأمير منطقة عسير الأمير
تركي بن طلال بن عبد العزيز
وفقه الله
لحل هذه الحالة المزعجة للمزارعين
والتي أساسها يقعُ في :
١- حبس مياه السد علماً بأنه تم فتح بواباته لفترات متفرقة ،ولكن كان هناك مشاكل وعوائق أمام المياه القادمة من السد ؛
٢- وهي تلك الحفر الخطرة الممتدة من جنوب الوادي الى شماله التي سببها تجار الرمال يتم حبس الماء بها ؛ ناهيك
عن المخاطر التي وقعت مابين غريق ومفقودوستشاهدون عدد من صور تلك الحفر التي بسببها ماتت نخيل بيشة وجفت مصادر المياه بها ،بل وحتى الطيور هاجرت
لتبحث عن أوكارها التي فقدتها في نخيل بيشة بسبب الجفاف
علماً بأنه قد صدر أمر كريم
برقم 32700 وتاريخ ١٣- ٨- ١٤٣٥ًهـ
يقضي بإزالة وردم تلك الحفر وتنظيف مجرى الوادي !
مزارع بيشة تئـنُ وتئـن كما يئِـنُ مزاريعوها
لعل أن تعود تلك الطيور المهاجرة لأوكارها في فروع باسقات بيشة !؟
هناك تـشـابـهٌ بين نخيل بيشة ومزارعها
وبين سدها العملاق من خلال قول الشاعر :
كالعيس في البيداء يقتلها الظماء
والماءُ فوقَ ظهورِهـا مـحـمـول ُ.

( ولكن العينُ بصيرة واليدُ قصيرة )
ويقول الشاعر :
( والباسقات الطلع يحلو نضيدها
وتمد في عرض السماء ضياء
وتمس ُمريم جذعها بتوكل
فتساقط الرطب الجني غذاء.)

وفي بيشة الفيحاء تشمخ نخلة .

شاهد أيضاً

جمعية كيان شهدت نشاطا مكثفا لمستفيديها في رمضان 

صحيفة عسير _ يحيى مشافي شهدت جمعية كيان للأيتام ذوي الظروف الخاصة نشاطاً مكثفاً لمستفيديها …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com