بقلم / إبراهيم العسكري
حاولت وانا اقرأ ما تيسر لي من كتاب ربي في هذا الشهر الكريم شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى .
قرأت بشكل مختلف عن مجرد قراءة سريعة لتشمل قراءتي التدبر بفكري وعقلي وبما اوتيت في تدبر بعض الآيات والمعاني حسب فهمي الذي يظل قاصرآ مهما اجتهد في البحث والتدبر وبما قدر لي وبما أستطعت اليه سبيلا فلم اوتى من ذلك الا القليل القليل..!!
كلما قرأت اسعدني كل حرف في كتاب ربي يعدني باستمرار الوعد والعطاء في مواقع كثيره بمفازة لاهل الخوف منه والعبادة واهل الصبر والبلاء بالعطاء الوفي من الله الذي لا يخلف الميعاد وان الله عفوا كريم يحب العفو عن الناس في كثير من الخطأ والنسيان وما استكره عليه البشر ..!!
في الجانب الآخر هناك وعود لاهل الخزي والخذلان بالعذاب والنيران اعاذنا الله وانتم من ذلك.
هنا لا ادعي زكاة نفسي الخطاءة والامارة بالسوء من الوسواس الخناس فلست صالحآ كما يجب وربما اتعرض كغيري لمغريات كاذبة خاطئة من مصادر عدة بحكم النفس البشرية الضعيفة واراني مهما اجتهد اضل مقصرآ في امور شتى لا يعلمها الاهو وارجوه العفو والغفران لنا ولكم ولكل مسلم ..!!
لا مجال للفوارق وشتان بين الثرى والثريا فان في مواعيد بني البشر الدنيويه الغالب منها لا يتحقق مهما اعطاك فمنها القليل مما يصدق والكثير من الوعود تذهب سرابًا تذروه الرياح..!!
احزنتني قصة احد اشقائي حينما كان صغيرآ والتي لم ينساها رغم مرور السنين التي اشعلت راسه شيبآ واصبح منذ زمن في عداد المتقاعدين ..!
يقول اخي كنا في بداية هذا القرن الحالي في قريتنا الصغيرة اطفال نلهو ونلعب بالمتاح في ساحة القرية وفجأة استدعاني جارنا بالقرب وهو في سن الشباب وحديث عهد بالزواج ومن اسرة نحسبهم اهل تطور وحال ميسور جدآ بحكم معيشتهم المتنقلة في مدن متعددة من المملكة مع والدهم العسكري برتبة ضابط .
يضيف اخي ان جارنا اختاره من بين اطفال القرية وقال لي يا فلان انت رجال ثقه وانا ذاهب للسفر الي مكة المكرمة وجده لمدة اسبوع مع عائلتي وهذا مفتاح الحوش ارغب منك ان تنتبه للحمام والدجاج وتسقيها وتنثر لها الحب من ذلك الكيس يوميآ وابشر ساحضر لك هدية قيمة لا تتوقعها ولا تخطر ببالك فلم اختارك من بين ابطال هذه القرية الا لانك ثقة وتستاهل واضاف بكلام لم يستوعبه عقلي وصغر سني ولكنه وعد بالجزاء والعطاء الذي يفوق اجر الاجير..!!
يقول اخي لم اكذب خبر واستعديت برعاية الحمام والدجاج التي لم اعتاد تربيتها ولكن بذلت كلما في الوسع فاصبحت اطلب امي ان تصحيني مبكرآ لارعى واشرف حمام ودجاج الجار واحضار الماء ونثر الحب بما يكفي ويزيد ويقول لو تمكنت لوضعت لها الحرير والديباج فانا اتفقدها باستمرار وارجو الله ان لا تضيع او تمرض او تموت اي منها فهي امانة عظيمة وباجر عظيم جدآ كما وعدني المالك الدنيوي..!
يضيف اخي انه يعد الثواني والدقائق في الليل والنهار وعندما يريد النوم في المساء يبدأ يفكر في الجائزة والهدية التي وعده اياها صاحب الحمام ذلك الجار الذي يراه ثري فهو في بداية عمل لوظيفة تعتبر ممتازه ويملك سيارة جديدة وسافر برحلة سياحية تضيف له رفاهية لا نحلم بها اهل تلك القرية.
يقول اخي كان حينها منتهى حلمي وطموحي سيكل (دراجة هوائية)فانا امسي واصبح ارها في الصحو والمنام في احلام متعدده فهي لا تعجز ذلك المسافر الذي وعدني بما لا يخطر على البال.
يضيف الموعود ان طيف الاماني حدد لي لون الدراجة فهي حمراء فاقعة ويغطيها قراطيس بلد المنشأ فلم تذهب من الخيال وطارت بنومي وصحوتي واتخيل اقراني وهم حولي ينظرون لسيكلي واحاول ابعادهم عنه ..!!
بعد قرابة اسبوع عاد الغائب بسيارته الصغيرة التي كنا نراها فارهة وانزل اهله المرافقين وانا اسارقهم النظر من شباك بيتنا المجاور لاتسعني الفرحة وانتظر متى يفتح الصندوق الخلفي للسيارة لاخراج السيكل المسكين محبوس الانفاس في الصندوق الخلفي
وظل تنزيل بعض الحقائب وقلت في نفسي لماذا لا زال السيكل مضغوطآ تحت الاغراض وانا غاضب ان كل الاغراض فوق سيكل الاحلام..!!
يضيف انتظرت متى يدعوني لاستلام العهدة وتسليم الاجر الذي لابد انه سيكل..!!
لم يفعل المسافر فقد فتح باب البيت من الباب الآخر ودخل حوش طير الحمام والدجاج من مدخل البيت ولم يحتاج مفتاحي المؤقت ولم يستدعيني رغم مرور يومين تقهقرت فيها من التعب لانتظار الحلم وحينما ايقنت انه لم يبقى داخل سيارة المسافر شيء قلت اكيد انه سيجلب سيكلي من ابها فلديه العذر ان السيارة لا تكفي حمل السيكل مع الأغراض..!!
ظل محدثي يراقب كل مشوار للمسافر عله عاد بالسيكل فلم يتم شيء من ذلك.
يقول تشجعت واخذت امر من جوار بيت المسافر وكاني عابر سبيل عله يراني ثم يعطيني سيكل الحلم
كررت المرور حتى رآني واستدعاني وقال شكرا يابطل تعال تعال.
ثم اخذ يفتش في درج السيارة حتى اعطاني ميدالية مفاتيح قديمه مهترئة ومرميه في الدرج منذ زمن
لا تساوي حينها قرش او قرشان..!
اخذت الميدالية وليتني استطعت حفظها لارسم بها لوحة خيبة الأمل لضعف بني البشر ومواعيد السراب ومعرفة كيف تكسر القلوب ثم لا تبرأ جراحها…!!
ومضة :
صدق من قال الوعد عهد والعهد دين لابد ان يقضى.
واخيرآ ورد في الحديث الشريف وعد ربي تعالى للصائمين بالدخول للجنة من باب الريان فلنحسن الصوم لنفوز بالدخول منه بصدق من الواعد والموعود.
آميين نسأل الله السداد في القول والعمل وأن يجعلنا من عباده المحسنين