المرآة التي أبكتني

بقلم الكاتبة أ/ فاطمة الشهراني

حينما بدأت أكبر صادقتُ مرآتي الجميلة، كنت أرى فيها ملامحي البريئة، كنت آخذ مساحيق أمي وأضعها على وجهي وأبتسم وأفرح، لكم وبَّختني أمي كثيرًا؛ لأجل ذلك، كنت لا آبه بكلامها، حينما كنت أريد أن أقلِّد النساء في ذلك الوقت، أردت أن أكون امرأة جميلة، كنت أحافظ عليها من الكسر، إنني أرى الجمال من خلال مرآتي، لطالما رأيت فيها تلك الأنثى الجميلة، بالقرب منها مشطي أمشِّط به شعري، والكرسي مقابل المرآة، وحقيبتي التي بها أشيائي، مضت الأيام ورحلت من منزل أهلي، ورحلت بعيدًا دون الرجوع، لقد نسيت تلك المرآة، وأصبحت شيئًا لم يذكر، ومع مرور الأيام نمتُ تلك الليلة، وحلمت بأنني عدت لمنزلنا القديم، لقد أخذتني الحياةُ بما فيها، ونسيت مرآتي، وجدت روحي تبكي فراقًا، إنه فِراق العمر الذي مضى، أين مرآتي، ومشطي، وحمرة الشفاه، وبعض عطوري؟ لقد نهضت سريعًا وعدت إلى بيت أبي وأمي، وفتحت غرفتي ووجدت مرآتي، مكانها لم يتغيَّر، ووقفت أمامها، إنني كبرت كثيرًا، وبات الشيب في رأسي، ولكن كانت ملامحي مازالت رقيقة وجميلة يعلوها مُرُّ الحياة، ومرور الأيام والسنين، ألتفتُ إلى مرآتي بكيت كثيرًا، فقالت: مهما مضى من العمر تبقين جميلة يا فاطمة؛ بمظهرك الجميل، وبقلبك الطيب الحنون، وبروحك الصافية الجميلة.

شاهد أيضاً

خطوة العمر الكسيرة

بقلم ✍️فاطمة محمد مبارك يا خطوة العمر الكسيرة لا تجزعين ففي السحب قطر بعد شدة …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com