بقلم الكاتبة : سلافة سمباوه
الفترة الماضية برمتها بحكم عملي صادفت الكثير من الأشخاص الناجحين ، المبدعين ، المتميزين ، أصحاب رسائل جميلة في الحياة ، سعدت بمعرفتهم ولعلي أكون إسهام جيد لهم ، ولكن على الجانب الأخر سؤال ومجموعة يصبح تفكيرها ضبابياً أن كان ثمة عاطفة في حياتهم ، أطلعني أحدهم مقالاً عن الحب و العلاقة بين رجل وامرأة و الحب بصفة عامة، ولاحظت أن المقال قد اكتظ بعبارات رومنسية شاعرية لا تغني ولا تنقذ أحدا من خطر الخذلان، كالحب هو الروح، السكينة، هو الأمان وغيرها توقفت فورا عن مواصلة القراءة لأني شعرت بغثيان الرومنسية الواهمة.
الحب هو السكينة، نعم وقد يجعلك واثقاً من نفسك وسعيد وهاديء ولكن هل مجرد التقاء رجل وامرأة بينهما بإعجاب متبادل لبعض الوقت هو سبب كاف لجعل تلك السكينة والمشاعر الصادقة من كلا الطرفين تتحقق؟ من قناعاتي يالطبع لا، وإلا لما خذل بعضنا وما فشلت علاقات معينة دون سواها ونجحت أخرى. علينا أن نعي جيدا أن ما من أحد قام بخذلاننا إلا وقد كنا طرفا مساعدا له لتحقق ذلك . البعض سيقول: كيف ؟
الرجل الذي كنت ترينه حبيبا إلى الأبد خذلك وانت السبب ، وعليك أن تقتنعي بذلك لتمري إلى المرحلة التالية ، وهي كيف قمت بمساعدته لخذلانك؟
في هذه الدنيا، يقوم القدر بوضع أشخاص معينين دون سواهم ليعترضوا طريقك، أشخاص لن تنساهم الذاكرة، ستعجبين به، ومن المرجح أيضا أنه سيبادلك الإعجاب، ستكون به جميع المواصفات التي قد نقشها قلبك لعقلك، لكن الأمور لا تسير على ما يرام وتنتهي بتخليه عنك لأي سبب من الأسباب وفي ظرف مدة زمنية مختلفة. إن حدث وكنت الطرف الذي خذل، فحري بك أن تقتنعي بأن الذي خذلك لم يكن يعتبرك مكسبا لا يفرط به، وذلك هو خطئك الذي قمت به، أنك لم تتنبأي منذ البداية لقوة حظوظ علاقتك به من عدمها ومشيت وراء عواطفك لا وراء المنطق والحقيقة التي في العادة تكون واضحة من خلال تصرفات وممارسات يقوم بها الطرف المتخلي منذ بداية العلاقة واستئنافها.
بعد مرحلة الخذلان، لا داعي لتصديق حجة الظروف أو الاقتناع بعبارة الرجال الشهيرة التي يستخدمونها عند الانسحاب التكتيكي،أنت تستحقين رجلا أفضل مني من أهم الأمور التي يجب عليك الإيمان بها في العلاقات العاطفية، أن تقتنعي أن ما من رجل أرادك بصدق سيظن بأنك تستحقين رجلا أفضل منه. وما من رجل أرادك بصدق إلا وقد قالها صريحاً وفعلها وتقدم لك وطلبك للزواج ، ولم يتحجج بالظروف أو البعد ، لم يكذب أبداً
ستكون أفعاله واضحه ليثبت لك رجولته وأنه الاحق والأجدر بك .
من يغرقك بالوعود والكلام الرومانسي أو يريد بقائك في الظل أو السر ليس برجل وكلما بقيت معه كلما كان وحع الخذلان يصيبك بالأسى على نفسك
لذا كي تحافظون على نجاحكم واحترامكم لذواتكم كونوا واضحين تماما مع أنفسكم أولا ثم الاخرين