بقلم / إبراهيم بن عمير ال عون
يقول بطل هذه القصة خرجت بمساعدة والدتي من القرية التي نشأت بها منذ نعومة أظفاري بعد أن تعثرتُ دراسيا ولم أحقق ادني درجات النجاح ولو بتقدير اجتياز فقط. وقد صاحب هذا التدني في المستوى الدراسي كثيراً من الشغب واللعب. مما جعلني محط أنظار المجتمع والاسرة. في المدرسة. والقرية. والمسجد، ومصدر إزعاج وإحراج لوالديّ في كثيرٍ من المواقف – سامحني الله – وبعد القلق المتزايد من قبل أسرتي اقترحت والدتي – رحمها الله – أن أغادر تلك المنطقة الى المدينة التي يعيش بها خالي وسافرت إليه واستقبلني بكل حفاوةٍ وجعلني كأحد ابنائة. وبعد حصولي على شهادة الثانوية العامة توقفت عن الدراسه في المرحلة الجامعية خوفاً من الفشل. عندها شفع لي خالي الذي أقيم عنده. أن أعمل مراسلاً في أحد البنوك. وكانت طبيعة عملي قريباً من أحد موظفي الخدمات وتقديم المشروبات ( غير سعودي) . وهو يتحدث اللغة الانجليزية بطلاقة. وبعد ملازمة هذا الشخص باستمرار طيلة ساعات الدوام. وجدت نفسي أتقدم في فهم هذه اللغة بعد أن كانت من أصعب المواد أثناء الدراسة. وأصبح لدي رغبةً قويةً في تعلّمها وإجادتها تحدثاً وكتابةً. ومع تلك الرغبة الجامحة. والطموح المتزايد صرت أنتقل من مكتبة الى مكتبة لشراء كتب وأشرطة الكاسيت التي تُعنى بهذا المجال. والتحقت بأحد مراكز تعليم اللغة الانجليزية مقابل رسوم عالية تستنفذ كامل مرتبي الذي اتقاضاه. لتنمية مهارات التحدث بهذه اللغة وفهم اساسياتها وقواعدها. وبعد مدة يسيرة – ولله الحمد – اصبحت اجيد اللغة بطلاقة
وذات يوم بينما كنت اتصفح احدى الصحف المحلية قرأتُ اعلان لابتعاث عدد من الحاصلين على شهادة الثانوية العامة ومن ابرز شروط القبول إجادة اللغة الانجليزية تحدثاً وكتابةً. تقدمت لهذا الابتعاث وتم اجتياز المقابلة الشخصية التي تركز بشكل كبير على مستوى اللغة للمتقدم وتم قبولي للابتعاث لمدة سنتين حصلت بعدها على شهادة الطيران. ولله الحمد وعدت الى قريتي التي خرجت منها قبل أربع سنوات بمهنة طيار. هذا المنعطف في حياتي نقطة تحول كبيرة. ولله الحمد. وأصبح الجميع في القرية ينظر إلي ولسان الحال يقول. ( هذا الولد الشقي المتعثر دراسياً. برأيٍ من والدته الامية عاد إليها طياراً . فسبحان مغير الأحوال.
ومن ثنايا هذه القصة نستفيد عظم دور الام المشار اليه في البيت المشهور لأحمد شوقي – رحمه الله –
الأم مدرسة اذا أعددتها….. أعددت شعباً طيب الاعراق. تتحمل الم الفراق لمصلحة أبنائها.
والفائدة الابرز أن الطموح اذا لم يقترن بالرغبة مجرد أمنيات.
أبنائنا الأعزاء:
( حتماً سيجعلك الله في المكان الذي اراده الله لك. فقط اجتهد وحدد أهدافك بدقة واعلم أن الأهداف السامية سيعينك الله عليها ولا تنسى أن رضا الوالدين مفتاح النجاح في هذه الدنيا والآخرة ).
ابراهيم بن عمير ال عون
جوال 0504451834
aloun11@ gmail.com