الأولى عالميا في قيادة أمن الحشود

د. علي بن إبراهيم السنيدي

السعودية تدخل في كل عام سباقاً وتحدياً جديداً مع نفسها، وفي كل موسم للحج نجد أن الكثير من التجهيزات لخدمة ضيوف الرحمن تقدم بشكل يفوق ما سبق وكل هذا يحدث برعاية ملكنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي العهد ورئيس مجلس الوزراء محمد بن سلمان.

دائما تحرص المملكة على أن تكون هناك بصمة واضحة للتغيير والابتكار والإبداع، وأبسط الطرق للتعرف على ذلك متابعة السوشيال ميديا التي تكتظ بمقاطع مصورة تكشف عن مدى انبهار الحجيج وإعجابهم بالتجهيزات التي صنعتها المملكة حتى تجعل الحج أكثر سهولة ومرونة في أداء شعائر فريضة الحج.

وليس من باب المباهاة أو التفاخر إلا إنه إحقاق للحق؛ فإن وطني يثبت بجدارة في كل عام إنه قدم أفضل ما يمكن أن تقدمه البشرية من تكنولوجيا ورعاية وحفاوة من أجل خدمة ضيوف الرحمن، فالمملكة تستقبل في هذا التوقيت من كل عام الملايين من البشر من مختلف أنحاء العالم، ولعل هذا يحتاج إلى قوى كبيرة للتأمين والسيطرة على هذا العدد الضخم من الوفود، وتقديم أفضل الخدمات لهم خاصة من المسنين والسيدات والأطفال، وكل هذا يتطلب فترة طويلة مسبقة من التجهيزات.

ولا عجب فإن المملكة العربية السعودية تحتل المركز الأول في العالم في أمن التجمعات وأداره الأفواج

والحقيقة أن دور جميع القطاعات يعود دوراً بطولياً، وبحسب الإحصائيات المتداولة هذا العام فإن ذلك الموسم يعد الأضخم من حيث زيادة عدد الحجيج بعد إلغاء بعض الاشتراطات الصحية الخاصة بفيروس كورونا، حيث بلغ عدد الحجيج نحو 3.2 ملايين حاج من مختلف أنحاء العالم، كل هذا العدد بطبيعة الحال يفرض وجود زيادة في معدلات الرعاية الطبية وهذا ما يكشف عن مدى قوة وزارة الصحة، ويكشف أيضا أن هنالك حالة من التعاون المشترك بين جميع أجهزة الدولة من أجل تيسير أداء مناسب الحج.

المهمة البطولية لأجهزة الدولة لم تنته إلى هنا فحسب، فميناء جدة الإسلامي استقبل أكثر من 1.7 مليون رأس ماشية من 81 سفينة لإحياء شعائر النحر، وكل هذا يتم وسط اشتراطات صحية ومراقبة، ولا يمكن بأي شكل من الأشكال أي ينكر أحد على رجال وزارة الداخلية دورهم في تأمين والمشاركة في ذلك تنظيم كافة التفاصيل المتعلقة بموسم الحج، وذلك بتوجيه من وزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان، فرجالنا الأقوياء الأشداء الذين ينتمون لوزارة الداخلية يعملون -ليل نهار- من أجل تأمين الحجيج، ورعايتهم ومراقبة كل من يريد أن يستغل هذا الحدث الديني في أمور أخرى، وكمْ أود الإشادة بالرسالة التي وجهها أمن الدولة على لسان قائد قوات الطوارئ الخاصة برئاسة أمن الدولة اللواء ركن محمد بن مقبول العمري خلال المؤتمر الصحفي لقيادات قوات أمن الحج في مكة والتي حذر من خلال كل من يحاول «يسيس» أو يخل بسير موسم الحج، وهذا ما يعني أن هنالك يقظة أمنية قوية استطاعت أن تكشف تلك التوجهات لبعض الحجيج.

وإن الدولة بجميع أجهزتها ومواطنيها، تفخر بخدمة الحجيج وتعتبرها أعظم. النعم. التي من الله بها عليها وماذا نحمده -سبحانه وتعالى- إذا هيبي لنا القيادة الرشيدة التي لم ولن تغفل أصغر الأمور التي تجعل المواسم جميعا تسير بكل يسر وسهولة.

شاهد أيضاً

كم كنت عظيماً يا ابي

بقلم : د. علي بن سعيد آل غائب بمناسبة الذكرى الخامسة على رحيل والدي رحمه …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com