بقلم / إبراهيم العسكري
أحيانا كثيره يدهشنا التطوير في الصناعات المتعدده بانواعها في السيارات والطائرات وحتى البنايات وما تحمل من تقنيات مذهله.!
اصبح بايدينا تقنيات نراها ضرورة ملاصقة لاجسادنا تتجدد فيها الابتكارات بالديمومة فلم تقف عند حد معين بل تتجاوز حدود تفكيرات العقل البشري حينما يتدخل فيها الجانب التقني الاكتروني الذكي .!
ما يزيد الدهشة ان كل ذلك من صنع البشر الذي سخره الله سبحانه وتعالى ليبدع في التطوير وفق الاحتياجات ولا نعلم ماذا يخبيء لنا الزمن القادم من ابهارات تتجاوز مفهومنا وتبدع في أستراتيجية الحياة فكلما زاد بنا الزمن راينا عجائب الصنع التي احدثها البشر للرفاهية والرقي وفوق كل ذي علم عليم .!
امام هذه الانجازات المدهشة المتطورة في سباق مع الزمن بشكل يومي مذهل يخوض اعماق عالمنا الزاخر بالتحديات الكبيرة التي تتسابق فيها دول العالم المتقدم في نيل القدر الاكبر من الصناعات التطويرية وفق الاحتياجات لكل موقع في العالم وبما يحسب للمبتكر بالسبق مع احتياج العصر المتجدد ناهيك بان كل هذه الصناعات تجارة رابحة لبلد المنشأ ..!!
اعود واكرر امام كل هذا التطوير بالوسائل المساعدة للبشر للاسف الشديد اقول ذلك بحرقه وحزن حسب رؤتي الشخصية التي اتمنى ان اكون فيها مخطئا فارى ان الوفاء الانساني ربما على مستوى عالمي وبصفة خاصة على المستوى الاسلامي ينحدر مؤشرة ببطء ويميل للترهل في بناء العلاقات الانسانية امام تلك التطورات والتقنيات المتاحة لتخلق اجواء حياتية مملة في عملية الوفاء بالتواصل الاجتماعي لبني البشر وقس على ذلك بدءًا بضعف تواصل العلاقات والقيم الاسرية او لذات القرب ليكتفي راغب التواصل بالاتصال او برسالة اكترونية في كل المناسبات المختلفة من حين لآخر وربما يقتصر ذلك بتهنئة او بتعزية ومواساه اما غيرها من العلاقات بدأت تذوب بالتدريج وفق متطلبات العصر .!
بلا شك التطوير التقني والمعرفي في عالمنا باشكاله الشاملة صنع من اجل احتياج البشر وساهم في رقي الحركة والتطور والنمو بأشكال مختلفة لكن ارى انه احدث فجوات وخلل في ضعف التواصل الانساني والاجتماعي والاخلاقي بين بني البشر حتى اصبح الكل مشغول بنفسه ولا يعنيه الطرف الآخر الا عند الحاجة الماسة له فقط في اجتماع عمل او دراسة او ظاهرة مستجدة.!
لا اريد ان اعلق الاسباب بشماعة واحدة فقط هي شماعة التطوير التقني المتسابق لاقول هي وحدها السبب في انخفاظ مؤشر الوفاء الانساني لبني جنسه خصوصًا على الامة الاسلامية التي نمت على التربية باهم القيم الانسانية والاجتماعية التي تحث عليها شريعتنا الاسلامية بدءا بتوجيه رب العباد في كتابة الكريم بالاعتصام بحبله الوثيق ورسائل وتوجيهات جميع رسله عليهم صلوات ربي وتسليمه التي تفسر وتوضح الكيفية الصحيحة في الدلالات على ماقد يكتنفه الغموض من قصور معرفة البشر بالدين والقيم الانسانية والاجتماعية التي تتجلى في تواصلنا واجتماعنا المتكرر كمسلمين مثلًا بالصلوات والعلاقات الاسرية وذوي القرب والجوار والمناسبات الاخرى بذات القيم الاجتماعية والاخلاقية والثقافية ليكون المسلم مع اخيه كالبنيان المرصوص اذا توفر الوازع الديني الاخلاقي ونقصه قد يكون سبب آخر.!
كنا نتعجب حينما يقال لنا ان في الغرب من يتخلى بعضهم عن بعض حتى الوالدين عن ابنائهم عند سن معين فتاخذنا الغرابة والدهشة كمسلمين احقآ ما يقال فمن الحيوانات من يحفظ الحقوق والوفاء حتى الموت ..!!
في سباقنا العصري اصبحنا كغيرنا من العالم السريع نعيش دوامة التجديد والتطوير الذي لا نستغني عنه ولا يجب ان نكون فيه بمعزل عن متطلبات الحياة فنحن جزء من هذا الكيان في العالم وقد نكون كمسلمين الاصل فيه لانا نعرف النهايات الحتمية مهما كان التطوير من المخلوق الضعيف الانسان الذي ينتهي به المطاف الى تنكيس ثم انتهاء من الوجود..!!
ربما ادركتم معي في اعيادنا الماضية انحدار مؤشر التواصل الذي يتزايد انخفاضه كل عام بشكل ملفت حتى اصبح الامر طبيعي الاكتفاء برسالة جوال لاقرب الناس واحقهم بالتواصل فتخيلنا انا في طريق ذوبان لكل واجبات وسنن التواصل الحي المباشر لنا كمسلمين ليكون فيما بعد كل شيء عن بعد..!!
هنا ادعوكم ولست بخيركم بل انا جزء منكم يا مسلمين يا سادة يا كرام يبقى الوفاء صفة جليلة وعظيمة يمتلكها العظماء فقط الذين يوفون بالعهد ولا ينقضونه فلتبقى صفة الوفاء والتواصل لدينا كمجتمع اسلامي مترابط لنعيش اوفياء مع بعض في تواصلنا وتوادنا وتراحمنا واجتماعاتنا مهما تطورت مفاهيمنا وتقنياتنا فكل شيءٍ في الحياة الدنياء ينتهي وما عند الله خير وابقى.
مبدع وفقك الله وفعلا التقنية والعلوم الحياتية ماهي إلا رافد وداعم للانسان وحافظ له ومساعدة في بناء القيم والتواصل الاجتماعي وحينما ترتد على دورها تبقى الإنسانية جسد بلا روح ولا سمو ولا قيمة.