هل بالامكان خصي الحيوانات الضالة لعدم التكاثر بما يهدد البيئة والمجتمع ؟

بقلم : ابراهيم العسكري

عشت شخصيًا في منطقة عسير بقرية صغيرة تحيط بها مئات القرى المماثلة في كل جهات قريتنا الرئيسية والفرعية في تهامة والسراة وتشترك تلك القرى فيما بينها بروابط علاقات إجتماعية من اخاء ونسب واجماع في غالب العادات والتقاليد فكانت قبل بداية القرن الهجري الحالي لا تستغني اغلب الاسر عن وجود كلب يحرس البيوت والمراعي المزروعة والاغنام وحتى ساكني البيوت فيكون الاهتمام بالكلاب ربما اكثر من من الاغنام لانه يقوم بمهام غاية في الاهمية للحفاظ على حراسة الثروة الحيوانية سواءً اثناء الرعي في الجبال او اثناء تواجدها في احواش البيوت او حتى في الادوار السفلية المعدة لمبيتها في بيوتنا الشعبية انذاك.!

مع بداية القرن الحالى شهدت مناطق مملكتنا قلة عما سبق في هطول الامطار المغذية لمزارع قرانا التي تعتمد في الغالب على مياه الامطار وكذا مصادر تغذية مواشينا من الكلاء والنباتات التي تنبتها الارض بفضل الله بنزول المطر غيثًا مغيثًا فتراجع الاهتمام عن ذي قبل بالزراعة وتربية المواشي بانواعها.!

لم تُغفل حكومتنا المباركة الحكيمة نصيب القرى والارياف في الدعم والتطوير الاقتصادي والتعليمي وغيرها من الاحتياجات مع الفوارق حسب الانظمة والكثافة السكانية عما تحضى به المدن بسقف اعلى في المعطيات بكثير من الاصعدة كالجانب الخدمي والتعليمي بدرجاته وباشكاله المختلفة لتواكب جميع اقطارنا سعيًا نحو ما يشهده العالم من تنافس وتسارع بين الدول النامية لمواكبة الدول المتقدمة بشكل مبهر..!

ساهمت مدارس القرى لدينا في تعليم المجتمع بجنسيه واصبح انشغال الابناء بالتعليم فرض عين فساهم ذلك ايضا بتراجع كثير من الانشطة القروية في مجال الزراعة وتربية المواشي واعطاء الاولوية لتعليم الابناء واصبح من الصعب الجمع بين التعليم ومتابعة المزارع والثروة الحيوانية التي كان الاعتماد عليها بعد الله كمصدر اساسي يوفر الاكتفاء الذاتي بالمصادر الغذائية ومسايرة اعباء الحياة والمتطلبات البسيطة حينها في اغلب القرى والهجر.!

لمتطلبات التطوير نحو التحضر اصبح لزامًا على اهل القرى الهجرة للمدن المجاورة لمتابعة التطور والتعليم بجميع مراحله وكذا التوظيف لمن انهى مراحل التعليم بما يؤهله للتوظيف.!

سهلت الهجرة من القرى بغير سابق مفاوضات رسمية الهجوم البري من قبل الحيوانات الضالة اكثرها من القرود والكلاب التي تأهلت لدخول البيوت والساحات المحيطة بالقرى وساهم الى جانب اذيتها للاسف بعض الحيونات البشرية الخالية من العقول والصفات الأخلاقية والانسانية فكسرت ابواب كثير من المنازل وسرقة محتوياتها دون مرعاة وازع ديني او اخلاقي.!

في القرى المهجورة حلت الكلاب والقرود والقطط والفئران وكثير من الحشرات بانواع مختلفة وانتشرت وتكاثرت بشكل متسارع في الأراضي الزراعيه وباتت تشكل خطرآ على حياة الانسان وصحته واخذت من المزارع والاماكن البعيده عن أنظار الناس مأوآ لها ثم تمارس نشاطها في الليل والنهار واصبحت تلوث الشوارع ومداخل وأبواب المساجد والمنازل فلا نمشي بضعة امتار الا ونجد من مخلفاتها واذاها بما يؤثر سلبًا على الصحة العامة والتشوه البصري والذوق العام.!

كل هذه المناظر المقززة تحتاج إلى اعادة نظر واهتمام من جميع الجهات الرقابية المعنية بصحة البيئه في البلديات والجهة المشرفة بمتابعة الغطاء النباتي والبيئي.!

ادت هذه المعناة لمواطني القرى عند زيارة منازلهم الى وجوب اتخاذ الحيطة والحذر ان يكون البيت قد حوصر بحيوانات ايآ مما سبق لتتم المواجهة كما يجب.!

هذا الامر لم يعد ظاهرة بل واقع ملموس مخيف نشاهده يتكاثر في القرى واطراف المدن منذ عقود من الزمن دون اتخاذ حل جذري لتلافي نتائجه السلبية الضارة وربما القاتله فارى ان يكون هناك لقاح يرمى لتك الحيونات في اكلها او على شكل حقن ترمى لاجسادها ويقضي اللقاح على التوالد وبهذا الحل الجزئي يقنن التواجد المهدد نتيجة اذاها.!

وعلى طاريء اللقاح المقترح قبل عام يحدثني زميل يقول انه مزح على جاره الشايب الذي كان يشتكي الجار من حشرات صغيرة جدًا توذي اغنامه بالانتشار في اجسادها بالمئات في كل رأس.!

فقال زميلي لذلك الرجل ان والده جلب لهم قطره لتُسكب في عيني كل حشرة مما لا تكاد ترى وبالمئات في جسد كل نعجة او خروف وعند سكب القطره تعمى الحشرة وتظل وجهتها فتموت بسقوطها..!

لم يكن رد ذلك الشايب لزميلي خيار افضل لانه كان بما يستحق زميلي ونصحه الشايب رحمه الله ان يتعالج فورًا.

هنا كلي رجاء ان لا يؤخذ اقتراحي كما قال الشايب لزميلي وقد يرى المسؤول تشكيل لجنة مشتركة لدراسة الحلول المناسبة فالأمر جد خطير .

شاهد أيضاً

غرور أنثى

بقلم الكاتبة /فاطمة محمد مبارك خلف أبواب الهوىَ ثنايا الروح سَكبت حروف عشقك شعراً ونثرا …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com