قل رأيك ولكن

بقلم / سميه محمد

قل رأيك بحرية مطلقة و بصراحة كاملة ، أضهر ماتشعر به و عبر عن ما يجول في خاطرك ..

و لكن !

لا تفرض رأيك على الجميع فهم أيضاً أحرار في تفكيرهم و أختياراتهم فأما أن يقبلوا رأيك و أما أن يرفضوه ،

لا تكن مثل الشخص الذي يريد من الجميع أن يوافقوا على رأيه دون مناقشة وأياً كان من سيعارضه فسيضع نفسه في موقع العدو الذي يجب الحذر منه .

مع الأسف هناك من يتخذ من اختلاف الأخرين عن رأيه خطأ كبير يجب أن يعاقبوا عليه لأن رأيه هو الصحيح و إن كان على خطأ فيجب على الجميع أن يرضخ لرأيه حتى إن أساء الأدب او قام بالتجريح او تعمد احراج إنسان كل همه أنه يريد ان يستفيد من خبرة من هم جربوا وعاشوا مواقف في حياتهم نتج عنها اراء مهمة و مفيدة لهم و لغيرهم ..

تنشأ الخلافات ، و تكثر فصول المكائد و الخطط ، و اختراع الأشعات و الأكاذيب التي تؤثر سلباً على حياة الجميع و قد لا يستحق الأمر كل هذا فمن المستحيل أن يوافق الجميع على رأي واحد حتى ان وافق شخص على رأيك فقد يختلف معك في الأسلوب ..

من الأفضل عندما تقول رايك أن تشارك الجميع و تتناقش معهم ، دعهم يكشفون لك عن أسباب الرفض قد تكون هناك سلبيات و معوقات يريدون أن يخبروك بها ..

شيء جميل أن تتعامل مع الأخرين بأحترام و تقدير ، و تدعهم يعبرون عن آرائهم بكل راحة و عدم خوف منك ..

الأستبداد و التعصب أمور تهدم ولا تبني

لذلك أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشورى و في نظام الشورى الكل موضع الأهتمام فلا فرق بين أحد .

الأساس العدل و المساوة ، و يزدهر الإحترام كورود بيضاء تنشر رذاذ عطرها الفواح في كل مكان ..

يجب ان يكون الرأي سديد و اجتماع الموافقة عليه تكون للصالح العام و يراد به الحق فمثلاً اجتماع مشركين قريش ضد الرسول صلى الله عليه وسلم و دعوته لم ينفعهم في شيء لأن رأيهم ظالم و باطل و الأجتماع عليه خسارة لهم في جميع الأحوال ، وقد كتب في بعض رويات التاريخ انه لما اجتمعت قريش من أجل قتال الرسول صلى الله عليه وسلم و اصحابه تلبية لنداء أبوسفيان لحماية القافلة التي تحوي على تجارتهم خرجوا من مكة بجيشهم المسلح تحملهم الخيول و الجمال ولما جائهم خبر ان القافلة سلمت ووصلت إلى مكة أشار اليهم عتبة بن ربيعة العودة إلى مكة ولكنهم لم يستمعوا إليه بل استمعوا إلى رأي ابوجهل الذي حثهم على اكمال السير وقتال المسلمين و عندما وصلوا الى آبار بدر وجدوها قد ردمت كما اشار الحباب بن المنذر على رسول الله صلى الله عليه وسلم و الصحابة بردم آبار بدر إلا القريب منهم ،

وبهذا كانت ضربة للمشركين الذين أنهكهم تعب الرحلة بمعدات الحرب وزاد على تعبهم العطش ،

في خضم معركة بدر كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو حتى مسك ابي بكر ردائه و هو يقول :

يارسول الله أشفق على نفسك ان الله منجز لك وعدك فحضر الملائكة الكرام بأمر من الله أستجابة لدعوة رسوله ،

و كان أبليس متمثلاً على شكل سراقة بن مالك يشجع المشركين على القتال فلما راى جبريل عليه السلام خاف و هرب فأمسك به الحارث بن هشام و هو يقول :

انت من يشجعنا على القتال كيف تهرب .

فقال :

أني بريء منكم أني اخاف الله و لم يعلموا أنه ابليس .

وقد كان المسلمون يرون من يقاتلون معهم و لا يعرفونهم .

نتيجة معركة بدر هزيمة المشركين شر هزيمة و أنتصار المسلمين وكانت هذه بداية لأنتصارتهم في المعارك التالية بسبب الأراء الحكيمة نتيجة للشورى و تعاون المسلمين فيما بينهم فالتعاون هو المعنى الأصيل الذي يدل على الاخلاق الكريمة للبشر فالمجموعة تمثل الفرد و الفرد يمثل المجموعة والكل موضع الأهتمام و المحبة ، بالثقة المشتركة تكون عبارة عن درع قوي لايمكن أختراقه و من المستحيل أن يتجرا أي عدو أن يقترب منه فالرأي السديد الذي فيه الصالح و الخير كرامة للجميع دون إستثناء ..

الدنيا لا تساوي شيء و الأيام قصيرة و الجمال كله يتمثل في الكلام الطيب و الصادق .

فإن كان في رأيك خطأ اعتذر و لا تنكر فأن الاعتذار في هذه المواقف شجاعة تعلم من خطأك و استفد قدر الامكان من تجارب الأخرين و لا تستبق الأحداث و تستعجل الأمور ثق بعدها انك ستحول الخطأ الى صواب و سيأتي يوم ينظر إليك الجميع على انك قدوة ..

وإن كان رأيك صواب فتشارك به مع الجميع انشر كل ماتعلمته ، و مد يد المساعدة لمن يحتاج إليها و لا تبخل في أي معلومة فقد تكون بمثابة طوق نجاة لغيرك ، وقلم يرسم سعادة على جدران منزل أسرة كاملة ، ونبض يعيد الحياة في قلب ظن انه ميت .

شاهد أيضاً

خطوة العمر الكسيرة

بقلم ✍️فاطمة محمد مبارك يا خطوة العمر الكسيرة لا تجزعين ففي السحب قطر بعد شدة …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com