بقلم/ حسن بن عايض آل معدي
ستجد في كل مجتمع – بزغة شر – تؤلمه السعادة، ويتشبث بالهم، ويستمتع بالتعاسة، ويستميت في نشرها لمن حوله، ناقم على مجتمعه، وينظر للدنيا بسوداوية، فتراه عابس الوجه، متجهم الملامح، قبيح المنطق، قلما يبتسم وإن فعلها فهي للازدراء والسخرية، مزاجي ومبتذل، قد يعطيك قلبه اليوم وينزع عينيك غدًا، لا تشعر معه بالأمان، ونظراته للسعادة لا تتجاوز حدود مصلحته، وعطاؤه المجتمعي لا يتجاوز أسوار منزله.
الآن أكاد أجزم بأنه خطرَ على بالك أحد ما، لأن هذا النشاز لا يخلو منه مجتمع، فهؤلاء من الأعراض الجانبية للعلاقات الاجتماعية، ووجودهم أحد الأسباب التي تحفز فينا جانب الصبر والتغاضي ونكسب فيهم الأجر بإذن الله، فتجدهم في عملك وفي الحي السكني، بل في البناية نفسها، في المسجد، أو المدرسة، حتى في الطريق وأنت تسير يظهر لك – بزغة شر – يعكر عليك صفوك.
وهذا ليس فقط على مستوى المجتمعات، بل على مستوى الدول أيضًا، فهناك دول عدوانية تتسم معاملاتهم بالشر لا تستطيع أن تأمن لهم جانبًا ولا أن تعتمد عليهم في ضائقة.
تذكرت هذا وأنا أنظر لمجسم الكرة الأرضية الذي وجدته في إحدى المكتبات، تحمل هذه الكرة قرابة 8 مليارات إنسان مشتتين بين قاراتها يتنازعون مواردها ويتنافسون على تنميتها ويتناحرون أيّ منهم أكثر كسبًا وأسرع لطريق النجاح، كما تحمل هذه الكرة تحت قشرتها مليارات ممن مر بهم مثل هذا المسلسل ورحلوا دون أن يحققوا تغييرًا حقيقيًا في وجه هذه الكرة العملاقة.
منهم من نجح نجاحًا باهرًا، ومنهم من فتن مجتمعه بثرائه وترفه، ومنهم من كسر قلوب من حوله بفقره أو مرضه… جميعهم رحلوا وكانت ساعات حياتهم مجرد حاله كونية مؤقتة كتبها المولى سبحانه، ومن الأجدر أن نعيشها بسكينة وسلام،، والسلام..