سمفونية الصمت

الكاتبة : سلافة سمباوه

هل جربت يوماً ان تسير بلاتفكير ؟

هل شعرت يوماً باالاشعور؟

كنت أقود سيارتي ذات صباح بعد ان أوصلت بناتي للمدرسة ، كان الصمت رفيق الطريق ..وشاحي هدوء

وعبائتي السكينة كان صمتا مختلفاً ادركته عندما وصلت لمنزلي .. الهدوء اثار دهشتي لاتفكير ولا شعور ولست هنا وهنا في آن ..

وعاد لي التفكير

أن تفكر تحتاج للصمت.. وأن تصمت تعتاز التفكير.. يظن البعض أن للكلام طبقات وحتى للصمت طبقات، وللألفاظ رنيناً، وللقول مدلولات..

تسأل نفسك أحياناً بعض الأسئلة لا تريد إجابات بقدر ما تريد الاستشعار بالأنا داخلك لتتذوق نزراً من ذاتك المتسارعة.. هنا تصمت فالأسئلة أعباء، والإجابة غثاء..

كم مرة في عيشك.. حياتك.. صوتك.. صمتك رددت في سياق حاضر، أو زمن ماضٍ ” يفترض” أن عملت كذا، و”يتوجب” قول كذا، و”يجب” الحصول على ذاك، و”ينبغي” فعل ذلك.. ستعتريك إحدى طبقات الصمت عقب مسائلتك..

كم هو مضحك حال عقلك الذي يثرثر من خلال صمتك حين تتوقف في منتصف التحير..

لتسأل عقلك هل حجم أحاديث نفسك يوازي أحاديثك مع الآخر؟ أتوقع أنك ستجيب أن حجم ثرثرتك مع ذاتك أعظم من الغير..

كم نحن ضعفاء أمام صخبنا الداخلي الذي تعبّر عنه طبقات الصمت..

تشعر تارة أنك مشحون جداً تريد أن تتحدث بكل كلمات القواميس التي تعلمها فتجد صمتك يعتقلك.. وتارة تحس أنك مملوء بالصمت تحتاج أن يهدأ عمقك الصاخب فتلقى صوتك يسبق عقلك ليرمي كلمات القواميس السابقة دون ترتيب ومعرفة كيف وجدتها فقلتها..

الصمت مستبد.. والكلام عدو، هكذا نعيش في حالة من الاتجاه هنا أو هناك دون خيارات لأننا مقيدون بما يجب داخلنا، وبما يفترض خارجنا..

تعود دهشة الأسئلة فتتساءل كم حجم ما خسرت جرّاء صمتك أو كسبت!؟.. وكم فقدت أو حصلت بسبب صوتك!؟ هل تستطيع الإجابة دون “كان يجب أو يفترض” ستجد أن الإجابة هائلة ذاهلة، ويلحقه سؤال كم مرة احتجت للصمت فلم تجده وكم كان ذلك لصوتك؟

مؤكد ما بين الصوت “الكلام”، والصمت مسافة جدل ذاتي يقود أحدنا إلى التعب والتوجس فالإنسان آلة تفكير لا يترك أمراً إلا فكّر فيه ولا يتجاوزه إلا وأدخله في مساحة الفرز بين الصمت والكلام..  أن تفكر يعني أن تعيش.. وأن تسأل يعني أن تجد إجابة.. وأن تصمت يعني أن تتكلم والعكس صحيح..

نحن نعيش في واقع ذاتي متخم بالثقل على أنفسنا ونعيش في حالة غازية لا تتكثف أبداً بسبب نشاط تفكيرنا المعقد..

حقيقة بعد التأمل علينا أن نجعل أعماقنا الصاخبة تهدأ جداً، وعقولنا النشطة تستقر، وتفكيرنا المتوقد يبرد..

مراجعة ذاتية حقيقية لمقارنة الربح والخسارة في مواقفنا الصامتة أو الصوتية ستحيلنا إلى نتائج نعرف من خلالها أننا لم نخلق لنسأل أو نصمت أو نتكلم فنتحسر، وأن الأمور بسيطة بتعقيدات ومعقدة ببساطة يدركها المتأمل بهدوء وذلك الذي لا يقلقه صمته أو صوته دوماً.. بعد ذلك اختر بلا تكلف وتوجس طبقة صمتك قبل صوتك أو العكس لتغني شيئاً من نوتة حياتك الجميلة

شاهد أيضاً

” مهارات التأثير الإعلامي “

  بقلم – سراء عبدالوهاب آل رويجح: أقيمت بمحافظة بيشة يوم أمس الخميس التاسع عشر …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com