كأنه ولد عالماً

بقلم / سميه محمد

كثيراً ماتستغرب من الشخص الذي يسخر من غيره لأنه لايعرف معلومة معينة و ليس لديه أي خلفيه عن المعلومة نفسها ..

و يظهر الشخص الساخر كأنه ولد عالماً ليس هناك من يجاريه في ذكائه و عقله عبارة عن موسوعة معلومات يحتويها كلها ، ولا يستطيع احد أن يجمع مثل المعلومات التي يعرفها هو ..

مع أنك لو تسأله عن نفس المعلومة لوجدته هو الآخر لا يعرف شيء عنها و لا يفقه فيها حرفاً ..

مانوعية مثل هذا الشخص ؟!

الذي لا يحترم الأخرين بالسخرية منهم مع أنه قد يكون أسوء بكثير منهم فإن كان هو لا يعلم فلا بأس في ذلك لكن إن كان غيره فيعامله مثل الذي أرتكب جريمة كبرى في حق البشرية يجب أن يعاقب عليها بالسخرية و الشماتة ..

هذا النوع من الأشخاص لديه نقص كبير في داخله ، لذلك يحاول ان يعوض هذا النقص بطريقة سلبية تتمثل في السخرية من غيره و إن كان مثلهم المهم أن من حوله لا يعرفون أنه لا يعلم مثلهم ..

الحل لمثل هذه النوعية في البداية تكمن في أعترافه بجهله بالمعلومة و ان كان هذا شيء مستبعد بالنسبة إليه ،

أما بالنسبة للشخص الذي يجهل معلومة بشكل عام لابد أن يقف هذا الشخص فترة معينة مع نفسه حتى يفكر بإيجابية أكثر ، و يكون ذلك بالإطلاع على الكتب المفيدة التي تشمل كل العلوم ومن جميع النواحي ، و يحاول أن يزيد من ثقافته ، و يستوعب أن هناك أمور يجهلها لابد أن يبحث عنها و يستقصي ، يسأل و يستكشف ..

قد يكون من نتحدث عنه لم يكمل تعليمه و لم يحصل على الشهادة لظروف خارجة عن أرادته لكنه يستطيع أن يثقف نفسه بالإكثار من القراءة و الإطلاع ، و مجالسة أصحاب العلم و الخبرة ليستفسر عن أمور هو يجهلها و يبحث عن إجابات شافية لأسئلة تدور في رأسه ولكنه لاينوي أن يتركها دون أجباتها ..

* من أجلك *

ستقهر الجهل بالتعلم المتواصل و عدم الإكتفاء بمعلومة أو أثنتين ، و إن سخر منك احد ما لمعلومة لم تعرفها حاول البحث عنها حتى تصبح على دراية بها تماماً ..

أرمي اي سلبية وراء ظهرك ، لا تسمح لأي أحد ان يقلل من شأنك ..

العلم بحر لا شطأن له فمهما تعلمت لن تحيط بكل شيء ، المهم أن لا تبقى مكتوف الأيدي وتسعى من اجل المعرفة ، كل يوم يمر نسمع باكتشافات جديدة و درسات مهمة فينبغي ان تلم بكل مايفيدك و أحرص أن تزيد من معلوماتك و صدق من قال قديما :

( الجاهل نصف أعمى )

قرائة القرآن الكريم يزيد من علمك ففي تفسيره نور للقلب و شفاء للروح و قوة للجسد و حصن حصين يحميك من كل شر ..

من قال : لا أعلم فقد أفتى

فقد سئل الأمام مالك أمام أهل المدينة عن أربعين مسئلة جاء بها مسافر فأجاب عن أربع فقط و البقية

قال : لا أعلم

فقال له السائل :

و من يعلم إذا انت لم تعلم انت عالم المدينة ،

ماذا أقول للناس ؟!

فقال الإمام مالك :

ارجع و اخبر كل من يراك أن مالك لا يعلم .

و كثيراً ماقيل :

( لا ادري نصف العلم )

حث الإسلام على العلم و احترام العلماء و تشجيع طلاب العلم فالعلم هو الذي يجعلك على درية بأمور الدين و تعاليمة و كل شيء يفيدك في الدين و الدنيا

لاداعي أن تتدعي العلم و أنت لا تعرفه فتضر نفسك و تضر غيرك ،

ان لم تستطع ايجاد المعلومة التي تبحث عنها فسأل أهل العلم عنها دون تردد أو خوف فالجهل هو أكبر عدو للإنسان إن لم يحاربه بسلاح العلم و المعرفة قضى عليه من الداخل شيأً فشيأً بداية بالعقل مروراً بالأخلاق و المبادئ و في النهاية تدمير شامل للجسد و حسرة للروح

فالجهل بإستخدام الدواء قد يقتل من يتعطاه رغم أنه يساعد على العلاج ..

شاهد أيضاً

” مهارات التأثير الإعلامي “

  بقلم – سراء عبدالوهاب آل رويجح: أقيمت بمحافظة بيشة يوم أمس الخميس التاسع عشر …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com