بقلم – ناصر المسلمي
عندما تقرأ سيرة الرسول صلى الله عليه و سلّم .. في أول أيام بعثته .. تجد من الدروس و العبر ما يكفيك لتكون ناجحاً و مميزاً و مبدعاً في حياتك .
فهو صلى الله عليه و سلم قدوةٌ لنا في كل شيء
منه نتعلم كيف نثق في أنفسنا و كيف نصنع التاريخ و كيف نحقق الاهداف بعد توفيق الله .
تخيل .. أن يكون لديك أمرًا او فكرةً او مشروعاً … ثم تحاول أن تطرحه للمجتمع و تسعى أن ترى هذا المشروع ناجحاً و مميزاً …. ثم من أول خطوةٍ لك و مجرد أن تبدأ بالحديث عن الفكرة … يقابلك المجمتع بجميع فئاته ( و أولهم اقرباءك و من كنت تتوقع أن يكونوا هم الداعمين و المناصرين لك ) يقابلونك بالعداوة و التشكيك في نفسك و في مشروعك و يصل بهم الحال أن يكذبوك و يتهموك ظلماً و زوراً بجميع أنواع التهم …
ماذا سيحدث لك و لمشروع او فكرتك ؟؟
تماماً هذا ما حدث مع قدوتنا و نبينا محمد صلى الله عليه و سلم .. بل أعظم مما ذكرت …
هل استسلم ؟ هل توقف ؟ هل انكسرت عزيمته ؟ هل انعدمت ثقته في نفسه و في مشروعه الرباني العظيم الذي تلقى أمره من الله ؟؟
كلا … بل كل موقفٍ سلبي زاده ثباتاً و عزيمةً و إصراراً على المضي قُدماً و دعوة الناس و إخراجهم من عبادة الناس و الأصنام إلى عبادة الملك العلاّم …
فتحقق هدفه صلى الله عليه و سلم و آمن به بشراً لا حصر لهم و رأى نجاح دعوته واقعاً عاشه صلى الله عليه و سلم هو بنفسه و صحابته و التابعين … و نحن نعيشه اليوم بعد اكثر من ١٤٠٠ سنه ….
و من هُنا رسم لنا رسولنا و حبيبنا و قدوتنا محمد صلى الله عليه و سلم طريق النجاح و الثقة بالنفس و الإصرار على تحقيق الأهداف …
فهو المُلهم الأول لكل من يرد أن يصل و يحقق أهدافه و طموحه ..
تعلمنا من سيرته … أنه لن يتقبلك كل الناس و لن يرضى بفكرتك كل من يسمع بها أو يراها حتى و إن كنت ترى نجاحها أمام عينك ..
فهناك المعارض بهدف إسقاطك أنت …
و هناك المعارض لحسدِه لك و كُرهٌ في نفسه أن يراك ناجحاً و مميزاً…
و منهم من يغيظه نجاحك و يضيق به ذرعاً أن يراك مميزا
فيبدأ بإصدار الإشاعات و التقليل منك كلما سنحت له الفرصة .
لذا … إذا عزمت فتوكل على الله .. و ثق بالله ثم بنفسك ثم بفكرتك و مشروعك … و لا يمنع أن تستشير من تثق في علمه و دينه و صدقه .
لا تستمع للمثبطين و أصحاب النظرة السوداويه و أعداء الناجح و أصحاب عبارات الفشل (( لماذا تفعل و لماذا هنا و ستفشل و لن يأتيك أحد و لن يستمتع لك أحد
بالله ماذا تستفيد ……. ))
ضع بين عينيك أن لكل مشروع أو فكره او تغيير في حياتك عقبات … و هذه العقبات حتماً لها حلول حتى و إن طال الأمد … فأحذر أن تنهزم من أول عقبة أو تستلم في منتصف الطريق ( أنا تعبت !!)
أو تتوقف بعد تحقيق المراد و بلوغ الهدف بل استمر و قوي نفسك بنفسك و استفد من حلول العقبات و تجارب الفشل و قصص النجاح لتكوّنَ خبرةً عاليه و متينه تعينك في قادم حياتك و جديد أفكارك و مشاريعك …
ختاماً: عندما تكون واثقاً بالله ثم بنفسك و فكرتك و مشروعك حتماً ستحقق ما تصبوا اليه …