بقلم / سميه محمد
هناك فئات في مجتمعنا و إن كانت قليلة في وقت ماضي إلا انها بدأت تتزايد بشكل ملحوظ و مستمر ، و تنتشر بطرق مختلفة قد تكون معلنة و قد تكون مخفية على حد سواء إن كانت تتمثل في فرد واحد أو في مجموعة متكاملة ..
هذه الفئة مثل البذور الفاسدة المزروعة في أرض صالحة كلما أعطيتها و رويتها و أحسنت إليها أسائت إليك و تكون السبب الأكيد في دمارك و تشويه سمعتك أمام الجميع ..
هم أصحاب أفكار هدامة ليس لديهم أخلاق يملكهم التعصب لدرجة الإنفجار ، ليس لديهم موازين ، يتجاهلون الحقوق ، و لا يميزون الإختلاف ، يفتقدون الإحترام و لا يوجد لديهم بالدين أو العبادة أي أهتمام ..
من المؤسف أن ترى و تسمع شباب و هم يتحدثون مع أصدقائهم محادثة عادية تكون لغتهم بالشتم و السب بل وسب الأب و الأم و كأن اللعن الذي معناه الطرد من رحمة الله أمر عادي ..
من المؤسف أن ترى و تسمع شباب يسكنون الشوارع و المقاهي و لا يكادون يذهبون إلى بيوتهم إلا في وقت النوم مثل أي فندق دون مرعاة للوقت وحرمة الأهل ،
و هناك من تستغرب منهم فمعظم وقتهم يقضونه في السيارات يأكلون و يشربون فيها وهم ممسكين بهواتفهم المحمولة التي تظنها ملتصقة بأيديهم من كثرة مايمسكون بها ..
من المؤسف أن ترى و تسمع شاب يتشاجر مع رجل عجوز على أمر تافة دون مرعاة لسنه و قدره و مكانته ..
من المؤسف أن ترى و تسمع شاب يضرب طفلاً صغير بحجة انه اكبر منه و لو كان من غير سبب فليس لديه عطف على طفل الذي من المفترض ان يكون قدوة جيدة له و يغرس فيه الحب و العدل ..
من المؤسف أن ترى و تسمع شاب لا يرفق بالحيوان ويحاول أن يقضي عليه بأية طريقة ولو كانت محرمة و هو من حقه أن يعيش مثل ما يعيش بني البشر على هذه الأرض فهم أمم أمثالنا ..
من المؤسف أن ترى و تسمع كيف يقلد الشباب تقليد أعمى للغرب دون وضع قيود أو حدود تجدهم يعرفون كل شيء عن الموضة و صيحاتها ، يعرفون عن حياة المطربين و الممثلين بكل تفاصيلها ، يتفنون في معرفة أعياد و مهرجانات الغرب و يحتفلون بها ، بينما لو تسألهم سؤال عن الإسلام أو التاريخ يقفون متسمرين بينما تجد منهم من يفضل البحث في جوجل ..
من المؤسف أن ترى و تسمع شباب يدمرون و يهدرون في المال العام يكتبون على الجدران ، يرمون الأوساخ و بقايا الطعام في الحدائق العامة وعلى طرق المارة بل بلغ بهم أن يرمونها من سيارتهم و هم يقودنها و لا يهم إن أصابت السيارت التي خلفهم بأذى ،
لم يسلم منهم حتى البحر الذي يرمون فيه مخلفاتهم من طعام ومواد بلاستيكية فتسببوا في قتل بعض الحيونات البحرية وتلوث مياة البحر ،
أينما يكونوا يسعى الدمار و التخريب معهم و كأنهم عقدوا أتفاق مع التلوث حتى يقضوا على جمال البيئة و نظافتها ..
تخجل أنهم من هذا البلد فهم إن خرجوا لدولة اخرى تنكروا أنهم منها و لا يهتمون بالدفاع عنها و هم بعيدين عن اي قضية تخص بلدنا الغالي أنما يستنزفون المال و يهدرون الطاقة و يستهلكون اكثر من حاجتهم و يتنعمون بخيرات المملكة العربية السعودية من الداخل والخارج من فرص و إمتيازات ..
لم نتخيل إن يوجد مثل هؤلاء على ارضنا الطيبة كيف ظهروا ؟!
ومن أين جائوا بهذه المفاهيم الخاطئة و الأفكار المدمرة ؟!
و لماذا تربوا على مثل هذا الاستهتار و عدم المسؤلية ؟!
وهم بعيدين كل البعد عن القيم و المفاهيم والمبادىء و العبادات ..
شتان بين هؤلاء الشباب المشغولين بالهدم و تشويه كل شيء جميل في مجتمعنا و بين شباب آخرين يتعبون و يضحون و قد يفقدون حياتهم من أجل بناء هذا الوطن ومن أجل أن يبقى أسمه عالياً و سامياً و يكونون في اي مكان عنوان لبلدهم مرتبطين بالشرف و الأخلاق الرفيعة و الأمانة .
أًُستاذة . مقال رائع وكلمات من ذهب . المثل يقول: (من أمن العقوبة أساء الأدب) لم تأت هذه السلوكيات من فراغ …الأبواب مشرعة …ارتفع السقف …وغض الطرف …وباختصار المثل يقول 🙁 لولا المربي…ماعرفت ربي) .