للكاتب : فايع آل مشيرة عسيري
قدّمت المملكة العربية السعودية ملفها لاستضافة المعرض العالمي إكسبو 2030 ، وهي تعلم مسبقاً بأنّها أمام تحديات كبيرة ومنافسات أكبر وتكمن تلك الصعوبة إنها ستنافس مدن عالمية ومنها كوريا الجنوبية وإيطاليا وهي بلا شك ضمن المدن العالمية الشهيرة التي لها من التجارب التراكمية والخبرات الدولية الكثير الكثير ، وتعلم الرياض بأن هذه المنافسة تتقاطع فيها الكثير من الخطوط السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية والتنموية والفكرية ؛ لذا كانت الرياض هي نقطة التقاء لكل العالم ونقطة التقاء لكل الخطوط لتضرب موعداً مع المعرض العالمي الدولي «إكسبو 2030» تحت عنوان رئيس : ” حقبة التغيير : معاً نستشرف المستقبل ” . ففي عاصمة الحب والنور ” باريس ” اختارت الجمعية العامة للمكتب الدولي للمعارض “العاصمة السعودية ” الرياض ” لتكون مقراً لمعرض «إكسبو 2030» بعد اقتراع سرّي شمل مائة وثمانين دولة لتكتب الرياض فوزها الساحق والمستحق بمائة وتسعة عشر صوتاً وبفارق كبير عن المدينتين لتكون الرياض المدينة الأولى عالمياً التي تعلن فوزها منذ الجولة الأولى . هذا النجاح العالمي قادنا إليه ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله – والذي يعرف سبر أغواره هذا النجاح وتحدياته وتداعياته وهو يستشرف هذا النجاح منذ قدّمت السعودية ملفها إذ كان هذا الملف استثنائياً يتميّز بالجدّة والابتكار إذا يقدّم تجربة غير مسبوقة وغير متوقعة بعيداً عن التقليدية مما منحه بُعداً جديداً يحمل معانٍ إنسانية نبيلة وعمقاً دولياً تشاركياً ينشده العالم بأسره . ملف الاستضافة جاء متماهياً مع رؤية ولي العهد ( 2030 ) فكان جزء من مشروع دولة تسابق الزمن في تسارع نهضتها ونموّها على كافة الأصعدة نحو العالمية فقد شهدت المملكة العربية السعودية خلال الفترة الوجيزة الماضية الكثير من المؤتمرات الدولية والمنتديات والبرامج العالمية والتي كان لها الدور الكبير في الترويج لملف الاستضافة العالمي « إكسبو 2030 » , والجميل المدهش أن الملف السعودي كان يحمل روح الدبلوماسية السعودية في معظم عواصم العالم فهو خارطة طريق نحو رؤية ( 2030 ) رؤية ولي العهد رؤية التجديد بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله – إن استضافة المملكة لـ(إكسبو 2030) تمثّل رسالة عالمية من أرض الأصالة والعادات والتقاليد والقيم الإنسانية العظيمة من أرض الهدي والحب والسلام والأمن والازدهار والتطور والنماء ونبذ العصبية التطرّف والكراهية والأحقاد والعنصرية والخلاف والسفك والحروب والقتل والدمار من أرض الحضارة الإنسانية والتعايش والتاريخ الإسلامي الناصع من أرض الرسالة المحمدية على صاحبها أفضل الصلاة وأتمّ التسليم . هذه الرسالة التي حملت 7.8 مليار دولار هي الميزانية التي اعتمدت لتنظيم معرض (إكسبو 2030) في الرياض هي رسالة ترحيبية بكل العالم في عاصمة السلام والمستقبل عاصمة الرقي والتنمية نحو الفضاءات الاستثمارية والمشاريع العظمى نحو الأحلام التي تتحقق والنجاحات التي تبدأ قصصها برؤية، وأنجح الرؤى هي تلك التي تُبنى على مكامن القوة والتي من خلالها لن ننظر إلى ما قد فقدناه أو نفقده، بالأمس أو اليوم، بل علينا أن نتوجه دومًا إلى الأمام كما يردَدها ويؤمن بها عرَاب الرؤية والمستقبل ولي العهد الطموح . هذا المنجز الوطني الكبير الذي كسبته بلادنا العظيمة ينطلق من مبدأ السلام والاعتدال والاحترام والتعايش والحوار والجدَة والابتكار نحو هدف سام وطموح يعانق السحاب .
ومضة :
يقول ولي العهد الأمير محمد بن سلمان : ” طموحنا أن يكون اقتصادنا أكبر مما نحن فيه اليوم، كيف نخلق بيئة جذابة وجيدة ورائعة في وطننا، كيف نكون فخورين في وطننا، كيف يكون وطننا جزءًا مساهمًا في تنمية وحراك العالم سواء على المستوى الاقتصادي أو البيئي أو الحضاري أو الفكري ” .