✍️ طارق مبروك السعيد – جده
لعل الغالبية منا وخصوصا ميسوري الحال والطبقة التي أقل من ذلك لديهم أعباء مالية تهد الحيل وتدمي العين, في ظل الظروف الحالية المواكبة لارتفاع وتزايد الأسعار, وإذا كان رب الأسرة لديه قناعات ومؤمن بالمثل : انفق ما في الجيب يأتيك ما في الغيب , أو انه مسرف جدا بطبعه, وبطريقة غريبة والذي يملكه ليس له , وهذا ينطبق على أخوكم كاتب المقالة !
علينا أن نعرف أنه من الممكن لأي أحد منا أن تتحول حياته المالية في المستقبل من فقر إلى غنى, وبالتالي ينعم مع أهله بالعيش الرغد, طالما وُجد التخطيط السليم. ولا شك أن الخطوة الأولى في بعض الأحيان تكون هي الجزء الأصعب في حياتنا , لكن بمجرد التعود على نمط سير الحياة في حفظ الأموال عن طريق التوفير أو الادخار من الراتب, نستطيع وبإذن الله تحقيق ما نصبوا إليه كهدف بعيد المنال لا يتم بلوغه إلا في مراحل متأخرة من الحياة ..
والهدف من ذلك هو تنمية وزيادة قيمة الادخار لتحقيق أهداف على المدى الطويل بعد التقاعد, لأجل شراء المسكن المناسب وتأمين مبالغ للأسرة أو أي أمر له أهمية للعائلة , ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إنك أن تترك ورثتك أغنياء، خير من أن تدعهم عالة يتكففون الناس”.
واستراتيجيات الادخار الشخصي لتحقيق وجني أهداف مالية أفضل من الخيارات التي تنتهي بفائدة عالية مثل القروض البنكية وتراكم الديون وما يترتب عليه من هم بالليل ومذلة بالنهار, وبذلك يكون عرضة لاستنزاف الجيوب وقد يؤدي إلى السجن في حال تراكم الحقوق والديون الأمر الذي يجعل المقترض في هم وغم !!
لذا يجب علينا وأقولها لنفسي أولاً أن نحفظ أموالنا بطريقة مقننة ومدروسة, ونعيد النظر والتخطيط في المصاريف اليومية والأسبوعية والشهرية المكلفة, مثل مصاريف البيت ولوازم المدارس والأعياد , ومصاريف الأهل, ومرافق المنزل مثل الكهرباء والمياه وفواتير الاتصالات, وعدم مبالاة الأبناء واستهتارهم بأنظمة ولوائح المرور, مما سيكون له الأثر السلبي في اضمحلال الراتب الشهري في مده زمنية قصيرة !!
برأيي أن موضوع التوفير أو الادخار من الراتب يعتبر من العوامل المهمة التي يجب على كل موظف أو موظفة أن يعملها , لأجل حفظ بعض الموارد المالية للمستقبل , والواجب علينا أن نضع ذلك بعين الاعتبار ومحمل الجد , وإذا اضطررنا إلى الاقتراض من البنوك الإسلامية المعتمدة بفتاوى شرعية من المشايخ , يجب أن تُنفق المبالغ المقترضة في محلها, مثل شراء أرض أو بيت للعائلة, وهي أفضل من اقتراض المبالغ للسفر والسياحة والمتعة, أو لعمل مشاريع تجارية بدون دراسة جدوى, وفي نهاية الأمر تكون الخسارة ليست بالحسبان !
الخطة المالية هي الوسيلة الرئيسية والمهمة لكل منا للحفاظ على ما لديه من مال, والقرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود.
والادخار ليس بصعب وله طرق كثيرة, مثل أن يكون عن طريق الاتفاق مع البنك بعمل محفظة للادخار أو بحسم مبلغ مالي من الراتب, أو بالدخول في جمعية مع الزملاء, أو الرجوع للزمن القديم بوضع حصالة أو خزنة في البيت , وأنا لا أؤيد هذه الطريقة لأنها تكون قريبة ممن يملك سرعة “حطة اليد على الصدر” !
وأخيرا أوجه نصيحة لمن رزقه الله مبلغا من المال أن يردد الدعاء المأثور” اللهم بارك لنا فيما رزقتنا”
للتواصل مع الكاتب
@AlsaeedTariq