بعد رحيل العيد عاد عيدكم

بقلم: إبراهيم العسكري

حينما يعود العيد اربط واتذكر عيدنا الاول وذكرياته الجميلة التي كنا نعيشها قبل قرابة نصف قرن فكم كنا نفرح وننتظر العيد لنتعايد بالحب والصفاء ونحيي بصدق سنة العيد .!

اتذكر انني كتبت ذكريات سلفت عن اعيادنا السابقة قبل عقد من الزمن ثم عاود ذلك بعد نصف الزمن يزيد او ينقص قليلآ واحسبها خططآ خمسية ..!

تحدثت حينها في المقالين السابقة من محبرة مليئة بالاحزان على الماضي حينما كنا نتعايش مع العيد كعيد وكفرحة ونشاط مفعم بالحب والبساطة ومعايشة اللحظات بكل ابتسامات صادقة وجميلة وغير مزيفة قياسآ بما رأيناه في اعيادنا التالية ..!

اشرت في المقالين السابقين عن ثيابنا الجديدة والاحذية اكرمكم الله حينما نصفها لتنام بجوارنا قبل العيد ونتحدث معها بصدق ونقول لها لا تتصفد ولا تحزن فلنا معها موعد لقاء في العيد لتغطي اجسادنا النحيلة ونجول بها اروقة البيوت لنتعايد معها واهلها بعد تزيين البيوت وصهارها وقطها وخضابها ولن أُعيد ما سبق خشية تكرار مُمل ..!

بالعيد الماضي قبل ايام حدثني مباشرة احد الزملاء حينما شكوت له

كان يتهمني ظلمآ باني بت متشائمآ بنظرة تختلف عن نظرة الصباء حينما تجاوزناها على غفلة .!

وهنا احدثكم من بقايا قطرات تلك المحبرة كما قلت لزميلي بأن الامر غير ذلك فلا زلت اتذكر جيدآ ضحكات ومعانقة الأجداد والإباء وحسن مزاحهم مع الكل حينما كانت اعمارهم تتجاوز بكثير اعمارنا هذه الايام رحم الله من فقدنا منهم وعافا الباقين بحسن ختام ..!

يا احباب كنا بالفعل نفرح بالعيد ونجهز له الثوب الجديد ومايرافقة من اكسسورات مبسطة للزينة في الملبس كعقال مغسول او كبك مكسور او سبحة ناقصة الخرز لكن كل ذلك يفي بالغرض حتى في تزيين روعة البيوت ورش مداخلها بالماء ثم كنس التراب من حولها .!

العيد السابق رغم البساطة كان وكنا.

 

.كنا نفرح بصدق

.كنا نتعايد بحب

.كنا نتصافح بود

.كنا نحب باخلاص

.كنا نستمتع بالحديث ولا نقاطع المتحدث

.كنا نحترم الكبير والصغير

.كنا نستمتع بما يضاف لغيرنا بكل جديد.

.كنا لا نعرف الابتسامة المغصوبة او الملونة

.كنا لا نحمل الغيض الدفين او الحقد المشين .

.كانت مشاعرنا صافية نقية تشمل القريب والبعيد

.كنا نسعى بالصلح والمصداقية كبر او صغر الخلاف .

.كنا ندحر الشيطان ونستشعر اللحظة ونستمتع بها لحد الثمالة لدرجة اننا نكسر زجاجة العطر لنستجلب مابقي عالق باطرافها ولا نمتعض او نعتب او نقلق حينما تصيبنا شظاياها فيختلط الدم الزاكي بالعطر المقتلع .!

اعزائي القراء الكرام ليس ما سبق مبالغة او تشاؤم لاحق لكن كما قيل

بضدها تتميز الاشياءُ.!

المحزن انني تقابلت بعيدنا الماضي مع البعض من ذوي القرب او بعض الاصحاب فكان اللقاء للأسف باهت وكأن البعد كان بيننا للتو .!

لاحظت البعض وليس الكل يصافح باطراف الاصابع فكأنه يعيد ذكريات كرونا او يخشى ماسآ كهربائيآ يخطفه.

آخرون يكتفون بالرسائل رغم قربهم ويفضلون المعايدة عن بعد بلا لقاء ولا اسف .!

مُحبط حينما تقدمنا رأينا تضاءلآ في بعض القيم واتمنى ان لا تندثر من معناها الأصل فالحب الحقيقي ان تذهب بعطر وتعود بعطرين او اكثر وكل عام ونحن وانتم بخير بعيدآ عن الاحزان وما يكدر صفو الحياة..!

شاهد أيضاً

” مهارات التأثير الإعلامي “

  بقلم – سراء عبدالوهاب آل رويجح: أقيمت بمحافظة بيشة يوم أمس الخميس التاسع عشر …

تعليق واحد

  1. فيصل محمد سارح

    يا أخي الكريم انت رائع وكاتباتك رائعه اسأل الله ان يطيل عمرك

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com