يا خسارة التبطاح والتدحرج

بقلم/حسن سلطان المازني 

لم يعد غالبية المصورين يجدون الآن صعوبة في اختيار الزاوية المفضلة والتي كنا نبحث عنها أنا وجيلي منبطحين ومنتكسين وعلى جميع الأوضاع فقد جاءت تقنية طائرات ((درون)) لتجعل الذي لايصور محترفاً فلم يعد المصور الحالي يبذل اي مجهود في اختيار الزاوية بفضل جهاز التحكم الأرضي ((ريموت)) الذي يوجه كاميرا درون وفق الزاوية المطلوبة من علوٍ مرتفع نسبياً دون عناء فظلاً عن شمول الصورة والتي لم نكن نحصل عليها يا ضعوف الله إلًا من قمة جبل او تل مرتفع واحياً نتسلق الأشجار العالية لنحصل على صورة متكاملة للمنظر او الحدث ذلك كان جزء من هوسنا وجنوننا الصحفي…حاولت ان اجرب التصوير عن طريق درون لاحد الأحبة ولكني لم اجد المتعة التي كنت اتمرغ واتدحرج على الطين وبين الأحجار والشناظيف حتى أحصل على لقطة تبيض بالوجه كما يقول الشباب …دعوني وبكل صدق وامانة اسرد لكم قصة موجزة…ذهبت انا والزميل علي محمد مفرح الشديدي مصور مكتب جريدة المدينة في ابها سابقاً في عمل صحفي إلى العسران ببني بشر قحطان وكلٍ منا لديه كاميرا وفي الطريق شد انتباهنا منظر لعدد من البيوت الاثرية المتداخلة مع بيوت حديثة وبدأنا نتبارى في من منا يحصل على لقطة منفردة للبيوت الأثرية دون الحديثة وامضينا اكثر من ساعة ونحن نتمرغ كالمجانين للبحث عن الزاوية المفضلة وعندما انتهينا ووصلنا الى العسران كانت الكارثة الحقيقية فالكاميرات تعمل بنظام ((مانويل)) يعني يتم وزنية فتح العدسة وسرعة الغالق وتعريض الضوء باليد وعندما بدأ كل واحد منا يلف الفيلم ليستخرجه من الكاميرا وجدنا ان ليس فيها افلام وأن الكاميرات كلها كانت فاضية ويا خسارة التبطاح والتمراغ من اول الغدية…هذا جزء يسير من المعاناة التي عشناها مع التقنية البدائية للتصوير أبتداءً من التقاط الصورة مروراً بالتحميض لتظهير الصور وتجفيفها إلى وصولها للصحيفة للنشر والتي قد لا تصل إلا بعد ايام اما الان فلم يعد هناك اية معاناة تذكر لم يعد عندك خِرجٌ تحمله ملئ بالعدسات والافلام والمسجلات فكل ذلك اصبح الان في جهاز الجوال آاااااااه ليت ذي التقنية لحقتنا ايام خبالنا كان سوينا البطيط وكان سلمنا من التبطح والتدحرج والسحوق والمحوق التي ادمت رجولنا وجنوبنا والتصوير بدون افلام يا صبي شديدة.

شاهد أيضاً

باب ما جاء في حب “ السعوديه “

بقلم/ الدكتور خالد ال سعد مر بنا وبالعالم أجمع خلال اليومين الماضية درس عظيم، درسٌ …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com