نوعية من البشر

بقلم / سميه محمد

أحياناً يعيش الإنسان في هذه الدنيا وهو يظن ان كل من حوله يحبونه ويكنون إليه الإحترام خاصة إذا كانوا من المقربين له بصلة الدم ..

بينما الحقيقة المرة عكس ذلك تماماً في معظم الحالات ، و يحتاج الإنسان إلى موقف او أكثر يمر به ويعيش فيه ، فتتكشف من خلاله أمور ، وتتضح الصورة الكاملة لديه ، ويستطيع بعد ذلك ان يعرف الفرق بين من كان يحبه وبين من كان يظن انه يحبه ..

لكن الأقسى هناك نوعية من البشر يعرفونك وقت مايرمون عليك جميع طاقتهم السلبية من مشاكل و ازمات ، وكلمات حزن وحسرة ، وضيق وتذمر لاينتهي ..

بينما عندما يكونون في قمة سعادتهم ينسونك وتشك انهم يتذكرون حتى أسمك فأنت لست موجود في قائمة الفرح لديهم لأنك في عرفهم ومن وجهة نظرهم انت إنسان غريب عنهم لايحق لك ان تشاركهم لحظاتهم الجميلة ..

والأدهى من ذلك أنك عندما تكون فرحاً يتحسرون بشكل ملحوظ بل ويستكثرون الفرحة عليك ، تشتعل لديهم الغيرة من غير مبرر ، و يشعرونك بنظراتهم و غمزاتهم أنك لاتستحق ان تعيش هذه الفرحة و الأجدر بك أن تدفن نفسك حياً فتفكيرهم المريض يقودهم إلى أن الفرحة مخصصة لهم فقط ..

هل تستحق هذه النوعية من البشر أن تعرفهم أو تتعامل معهم ؟!

عندما تكتشف حقيقة هذه النوعية انك تعرف منهم عليك الأبتعاد عنهم أقصى مايمكنك ان تبتعد .

وإن كنت مجبراً على التعامل معهم فيجب أن تتجاهلهم قدر ماتستطيع .

ولا تقيم لكلماتهم التي تسمعها منهم في نقدك اي وزن .

وضع في بالك ان رأيهم بالنسبة إليك ليس له اي اعتبار ..

هؤلاء الأشخاص قادرون على تحطيم حياتك بأبشع صورة ، فهم يجعلونك تشك في نفسك ، يحاولون ان يسخروا من مواهبك ، وينتقدون أفعالك ، ويتصيدون أخطائك ، ويراقبون تصرفاتك وأن وقعوا على زله و لومن غير قصد فتحمل ماسيأتيك منهم من إحراج وعدم تقدير واستهتار لامبالي بجرح المشاعر ..

بالتأكيد لابد أن تكون حريصاً لكن الأهم أن تكون واثقاً من نفسك حتى لايؤثرون عليك ..

قد لايكونون حزينين أو أيام الحزن لديهم مرت و أنطوت ، ولكنهم يريدونك أن تعيش في حزنهم كالسجين ، و يحملونك ذنوبهم مع الشعور بتأنيب الضمير كأنك أنت من أرتكبها ، وكل مالديهم من بلاء ستتحمل أنت وزره حتى لا تجد الراحة وتفكيرك يصبح محصوراً في الشقاء ..

لذلك يجب على الإنسان أن يحب نفسه و يثق بها لأنها الوحيدة التي تبقى معه في كل أحواله وتتحمله على أي صورة كانت ،

نفسه التي لاتصد عنه ولا تنكره لا تأنبه ولا تطلب منه المستحيل ..

الإنسان عندما يعيس مع نفسه وحيداً لفترة ولو كانت قليلة يعرف قدر نفسه و أهميتها ، لأنه أحياناً كثيرة يكون الناس كثر من حوله لكنه لايسعد إلا لوحده لذلك يبتعد ويفضل أن يعيش مع نفسه ..

نحن لانستطيع ان نفسر أمور تحدث في الحياة أو الموت فهناك أشخاص قريبون من بعضهم المسافات التي تفصل بينهم تكاد تكون مجرد جدار أو شارع ، ولكن القلوب هي التي أبتعدت وأخذت شوطاً طويلاً من الغربة .

بينما تجد الأموات في بعض الحالات يزورن الأحياء من خلال المنامات والرؤيا والفاصل بينهم موت وحياة ..

الإنسان لايستطيع أن يعيش لوحده إلى الأبد لكن عليه أن يختار من يستحق أن يعيش معه .

يعطيه القوة ، يدفعه للإمام ، يشجعه على إظهار مواهبه واستخدامها فيما يفيد ..

الإنسان كله عبارة عن جمال وطاقة إيجابية لكنه يتأثر بمن حوله حتى لو حرص ان لا يتلقى منهم شيء فإن لم ينسحب فسيصبح مثلهم نسخه عنهم أو سيتحول إلى إنسان آخر مختلف بطريقة لايتمناها احد لنفسه لذلك عليه أن يزيد من معرفته ويكثر من تجاربه وبعد ذلك عليه أن يختار من يحفزه للأفضل ويكون معه على الدوام وإلى جانبه بكل حب و إحترام .

شاهد أيضاً

((من ذكرياتي في لبنان ))

بقلم/ حسن سلطان المازني  خلال الحرب الاهلية التي عصفت بلبنان بداية من عام 1976م ولسنوات …

تعليق واحد

  1. أستاذة. هؤلاء شرذمة لا دور لهم في المجتمع و لا مع من حولهم سوى اصوات نشاز مقتصرة على خنخنة لؤم ونعيق شؤم و نقيق سقم .الصبر على قبحهم يحتاج إلى صبرا ليصبر. فلا حاجة لمخالطتهم ، ولا أمل في تغيير سلوكياتهم السلبية والحكمة تقول ( من استحلى رضاع الكذب عسر فطامه ) وبهم انطفأت سُرج الإلفة و انقطعت نواميس الاحترام و اواصر المودة . يقول المثل الألماني :(ضع الضفدع على كرسي من ذهب …يعد في الحال إلى المستنقع ).

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com