بقلم / د.فايز بن علي ال صالح الأسمري
يشهد التعليم في المملكة اليوم خطوات كبيرة نحو التطوير في ظل التغييرات وتمكين المدرسة، والكل يتلهف لأفكار واستراتيجيات معالي الوزير البنيان، في ظل إعادة النظر في قيادات التعليم ، وهيكل التعليم الجديد، مما يترتب عليه تغيير في المهام والأدوار والاستراتيجيات والتي تتجه جميعها إلى المستهدف الأول والأهم وهو الطالب ومدرسته ومعلمه ومدير المدرسة، في ظل تكامل مأمول ومؤثر غايته الأولى وهدفه الاسمى هو أن يكون التعليم في مدارسنا يحقق أهداف رؤية المملكة 2030 والمنافسة العالمية، حيث يوجه العالم اليوم تحديات غير مسبوقة اجتماعية واقتصادية وبيئية، مدفوعة بتسارع العولمة، والثورة التكنولوجية ، والانفجار المعرفي، وما يترتب عليها من تأثير على حياة الإنسان، والمشكلة تكمن في أن المستقبل مجهول لا يمكن التنبؤ به، إننا بحاجة إلى الانفتاح والتأهب للمتغيرات المستقبلية المتسارعة. والحاجة كبيرة إلى التعلم المتكامل بحيث يكون تعليم الفنون لكل طفل ليتمكن من التواصل مع الأخرين والتعبير عن أفكارهم وعواطفهم، وغرس الإبداع والتعبير والخيال لديهم، نحن بحاجة إلى تعليم يحقق مهارات نظم التفكير العليا، والاتصال الفعال، وتكوين الشخصية المعتدلة، في ظل أهداف وغايات واضحة ، تعزز القدرة على حل المشكلات ، والقدرة على تحليل المعلومات وبناء المهارات ، والعمل الجماعي، وتنمية مهارات الفريق باستخدام التكنولوجيا المناسبة ، والأدوات الرقمية ، والوسائط التعاونية ، وفق مهام ذات قيمة فردية ومجتمعية ، تسهم بشكل كبير في اكساب المتعلمين تقديراً للذات، وتقدير للأقران ، بأساليب تحقق طلاقة المعلومات ، وصناعة المعنى، واتقان المهارات، وفق قيم عالية ، مما يتطلب وجود مؤشرات أداء تقيس كل هذه المتغيرات ، تبنى عليها خطط التطوير والتحسين ، لمخرجات تعليمية تركز على ما هو متوقع من الطالب معرفته والإلمام به والقدرة على أداءه بمهارة عالية ، إيمانا بأن المعلم ومدير المدرسة عناصر أساسية في العملية التربوية والمفتاح الرئيس في العملية التعليمية، لتكون النتيجة طالب منافس عالمياً، لديه قدرة على تقييم ذاته وتقييم أقرانه، وبناء مستقبله ليكون جزء من نهضة هذا الوطن الغالي.
إن التحول من الاقتصاد الصناعي والاقتصاد المعرفي المعلوماتي يتطلب مجموعة مختلفة من المتطلبات والمهارات التي يجب على الطلاب اكتسابها من خلال نظم التعليم التي تمنحهم القدرة على إنتاج المعرفة وتطبيقها في نواحي الحياة المختلفة، وإمعان الخيال في التنبؤ بالمستجدات المستقبلية التي تتيح المشاركة في دعم الابتكار والإبداع للمشاركة في وظائف سوق العمل المستقبلية ومتطلباتها.