نعمة تعدد الزوجات

بقلم الكاتب / زارب بن علي آل معدي

الأصل التعدد، والواحدة هي التي يحصل بها عند العجز لأن الله -جل وعلا- قال: وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً [النساء:3] فدل على أن الأصل هو التعدد، يتزوج ثنتين، أو ثلاثًا، أو أربعًا ، لأن هذا أقرب إلى إعفاف الرجل، وإلى كثرة النسل، فإذا عجز ، اكتفى بواحدة، وإن خاف أن لا يعدل ، اكتفى بواحدة ، فجواز التعدُّد كشريعة لا يقتضي بالضرورة جوازهُ لجميع الرجال، فإنَّ من الرجال من لا تصلح له إلاَّ امرأة، بل إن منهم مَن لا يصلح له الزواج بواحدةٍ أصلاً! .

فالتعدد حلال..ومطلوب لمن يحقق العدل والمساواة بين زوجاته ، لذلك جدير بالرجل الذي أراد التعدُّد أن يريده شرعًا لا شهوة، فالبعض من اجل شهوته يتزوج سراً ، أو بما يسمى بالمسيار ، ويعيش كأنه يسترق الشئ في خوف وذعر ، وقد تنتقص من كرامته بعض التصرفات ، ولربما يلحق الضرر بأهله وبيته بأي شكل من الخلل والتفرقة ، ومما ورد بالفتوى ( أن على كل مسلم أن يتزوج الزواج الشرعي، وأن يحذر ما يخالف ذلك سواء سمي زواج مسيار، أو غير ذلك ، ومن شرط الزواج الشرعي الإعلان، فإذا كتمه الزوجان لم يصح لأنه والحال ما ذكر أشبه بالزنا ، والله ولي التوفيق – الشيخ بن باز رحمه الله ) .نشر في (مجلة الدعوة) العدد: 1693، في 12/2/1420 .

وليحذر أن يكون دَيْدنه مثل ذلك الذي تزوَّج الثانية ليؤدِّب بها الأولى، فإن الزوجة الثانية ليست عصَا لتأديب زوجتكَ الأولى، وما هكذا ينبغي أن يُنظر للتعدُّد! بل يجب أن يكنَّ جميعاً في كِفة واحدة من العدل والتقدير والكسوة …الخ ، ثم عليك بذات الدِّين، عليك بالمرأة الصالحة المعروفة بالأخلاق الطيبة، بالصلاة والعفاف، وطيب الخلق، وطيب الكلام، وحسن الصورة أيضًا لقوله ﷺ: تنكح المرأة لأربع: لمالها ولجمالها ولحسبها ولدينها؛ فاظفر بذات الدين تربت يداك ، فأوصى بذات الدِّين، ثم لاتنسى إن كنت انطوائياً فلاتبحث عن بيتاً اجتماعياً والعكس صحيح ، وعليك البحث عن ماتُناسبك من ناحية خُلقك وصفاتك وحالتك الاجتماعية وتُناسب ظروفك بقدر المستطاع من التقريب ليكون زواجاً شرعياً ناجحاً وبيتاً مستقراً بإذن الله تعالى ، وإن كنت قادراً صحياً ومادياً ، وفوق ذلك حُسن ادارة ،وإلا فاستريح من التعدد .

وتعدد الزوجات قربة، وطاعة، وعمل صالح في تكثير الأمة، وفي عفة الرجال، والنساء، وفيه القضاء على أسباب الفساد، والسفاح، وتعدد النساء أمر مطلوب مع القدرة عليه، ومع العدالة في ذلك، فإذا كان قادرًا وعادلًا فمشروع له أن يعدد حتى يكثر الأمة، وحتى يكون أعف لفرجه، وأعف لبصره، وحتى يعف من النساء من يسر الله له إعفافها، وحتى يكثر بسبب ذلك النسل، والأمة.

فإذا وجد الزوج الصالح، والزوجة الصالحة؛ فهو خير كثير، ومصلحة عظيمة، ولا يخفى أن الناس قد يبتلون بحروب، وأمراض، وغير ذلك،

فتعدد الزوجات فيه مصالح كثيرة فالزوج يعف الله به فرجه، ونظره، فالمرأة تبتلى بالمرض، وتبتلى بالحيض، والنفاس، وتبتلى بأشياء تمنع الرجل من التمتع بها، فإذا كان عنده ثانية، وثالثة، ورابعة انتفع بهذه، وهذه، وهذه في قضاء وطره، وفي عفة فرجه، وفي غض بصره، وهكذا النساء قد يبتلين بالفقر، قد يبتلين بالحروب، فإذا كان تحت زوج يقوم عليها، ويحسن إليها، ويعفها، ويحميها خير لها من عدم ذلك.

شاهد أيضاً

كم كنت عظيماً يا ابي

بقلم : د. علي بن سعيد آل غائب بمناسبة الذكرى الخامسة على رحيل والدي رحمه …

تعليق واحد

  1. سعد ال جبران

    وينهم لي سنه وانا ادور زوجه ثانيه ولا لقيت احد كلهم ترفض المتزوج

    إذا عندك حل عطني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com