بقلم / حسن سلطان المازني
بعض الاخوة جزاهم الله خير يصرون بطريقة عجيبة وغير مقنعة البتة ودون دليل مدون او مادي ان الدمة خاصة بعسير القبيلة فقط وهذا خطأ كبير فهو قول لايسنده مرجع نعتمد عليه ويعتمد عليه الغير فقد قلت في مرات عدة وفي فترات زمنية متباعدة ان الدمة ليست خاصة بعسير القبيلة فهناك ربيعة المقاطرة من تهامة بني شهر المجاردة يؤدون الدمة بشكل جميل على النمط القديم المعروف بإيقاع صوتي وحركي فقط اي بدون ايقاعات إيضافية وهي الطريقة الصحيحة لان الإيقاعات مثل الزلفة والزير مستحدثة فهي إيقاعات سواحلية وفدت من سواحل القرن الأفريقي وهناك قبيلة آل الخلف ببني بشر قحطان يؤدون الدمة ويسمونها ((الدواره))وهناك قبائل جبلية شرق منطقة جازان يؤدون الدمة بذات النمط الحركي والشعري لدى تهامة بني مغيد وتهامة بني مازن الغيناء وربيعة الرأي وال عيسى بن حامد وصدر وائلة وال حبيب كأيقاع صوتي وحركي ودون ايقاعات مثل الزامل والحادي تماماً وفي العبادل وبلغازي توجد الدمة بذات النسق الحركي والشعري لدى قوم تهامة بني مغيد وقوم الغيناء ومنها ما يسمونها ((التكثيرة)) وعندما ناقشنا بعض الأعزاء حول هذا الموضوع جاءوا بمبررات لا تدخل في العقل فهي تنظيرات لا تصل إلى أطراف محيط الواقع فمبرارتهم ان قبائل خولان بن عامر اكتسبوا الدمة بالمصاهرة والمخالطة والمجاورة لقبائل عسير وهذا مبرر غريب جداً فبلغازي والعبادل ليس بينهم وبين عسير القبيلة قبل 50 عام مصاهرة وليس بينهم وبين عسير القبيلة حتى الان مخالطة ومجاورة حيث انه يفصل بين ديارهم وبين ديار عسير القبيلة ديار وأمصار وعندما تحرج بعض الأعزاء قال ان قبائل خولان بن عامر ينفون نفيا قاطعاً ان يكون لديهم دمة وان الذي لديهم يسمونها ((ازمولة )) ولا اعرف من أين أتوا بأسم ازمولة فنحن نعرف الزامل مفرده ((زامل)) ومجموعه ((زُمّل ))والزملة اما الازمولة فلم اسمع بها ولا اعتقد ان بلغازي والعبادل ينفون وجود الدمة لديهم سيما واني حضرت مناسبات كانت الدمة حاضرة ومن شعرائها الشاعر محمد علي الغزواني وحضرت قبيلة بالغازي في زواج نجل اللواء عبدالله إبراهيم عسيري مدير شرطة جازان سابقاً في قاعة الثريا بالمعتق شمال ابها ووردوا على المستقبلين بدمة وتخَلّفوا بدمة جميلة لشاعر لا يحظرني اسمه الان ولكن من المؤكد ان اسمه لدى الشيخ حسن مفرح الغزواني شيخ آل سليمان كبير ذاك الوفد …الدمة هي من الفلكلور الشعبي البيئي وليس فيها مراجع قديمة على الاطلاق وتاريخها تاريخ شفهي محكي والذي يحكم اللون المعين ليس القبيلة بل الذي يحكمه هي البيئة لذلك بيئة الدمة هي من خميس حرب شمالاً وحتى الحدود اليمنية جنوباً بل ان هناك قبائل يمنية تؤدي الدمة وايضاً في عُمان وقد يختلف المسمى ولكن الاداء والنسق الشعري واحد…ما اريد قوله انه لا يجب علينا ان نصادر حقوق الآخرين وان نكون أمناء في سرد المعلومة وعلى من يعارض كلامي ان يأتي بدليل مكتوب من مرجع معتبر بعيداً عن الكلام الانشائي الذي لا أساس له لأننا نكتب لأجيال قادمة ومن الأمانة إلا نوصل لها إلا كلام موثق بعيداً عن عاطفة الانتماء القبلي فكلنا نعتز بإنتمائنا القبلي ولكن هذا الانتماء القبلي لا يجيز لنا سلب حقوق الآخرين …قد تأخذك الدهشة ان يأتي شخص ما لم قد يقف في صف الدمة او الخطوة ثم ينظّر في هذه الألوان التي لا يجيد شلت صوتها ولا اداءها الحركي ولا يعرف ممارستها الحقيقية فمن الطبيعي والطبيعي جداً ان يشطح ولن يكون دقيقاً في تناوله لهذا الفلكلوري ولن يستطيع شرحه الشرح الصحيح إلا من كان ممارساً له ممارسة حقيقية لان ممارسته تمنح الممارس له شعوراً نفسياً يدرك كل تفاصيله فلا يصيب الهدف إلا البواردي الذي يعرف كيف يتعامل مع البندق والهدف…اتمنى ان يكون لدي كل شخص ضوابط من نفسه ولنفسه بحيث لا يتعامل مع ما يجهله وخلفتنا عليكم العافية.