سنين رحلت وخطفت منا ملذات الحياة

بقلم: ابراهيم العسكري

يلومني الكثير حينما اتحدث دائمآ عن الماضي بجماله وبراءته وعفويتة وبياضه الناصع وقلوب اهله المحملة بالود والوداد والفطرة العطرة من مجتمعنا القروي الصغير ومحدودية الامتداد فنظل في قريتنا وان اتسع النطاق لم يتجاوز قرانا المجاورة التي تحضى بنفس العبق الذي يتقاسم ترانيمة وملذاته الجميع وحتى مآسيه ان وجدت بين حين وآخر فلابد من الضد ان يختلط كما تجيره لنا الاقدار الربانية ومنعطفات الحياة من فقد عزيز او مرض او عوز او غير ذلك .!

حجة من يلوم بان ذلك كان ماض وارتحل مع من رحل من اهله.!

اقف ربما وحيد واحتج واحاجج بان ماضينا لا ينسى فهو اعطانا سنين من الخير والبشر والسعد واكسبنا كثير من الصفات الفطرية والمكتسبة بالعطر والعبق والجمال وحتى نوع الانتاج الذاتي والغذاء الجسدي والروحي والفطري المنطلق من وجدان الخالق في الزراعة والرعي والتعليم وبعض المهارات التي نتوارثها من الاجداد والأباء العمالقة العظام جيل تلك الازمان .!

فضلآ ارفق بنا ايها اللائم حينما نتذكر ماضينا بافراحه واتراحه فقد تغذينا فيه العذب وطيب الشجى ولا ننكر العسر والاسى كما يملي الشأن الادنى في الحياة الدنيا.!

رغم مروري بالست العقود الماضية لم انسى طفولتي فلا تزال تسايرني ذكرياتها العفوية الجميلة التي بدأت في قريتي الصغيرة الرهوة العاصمية احدى قرى ربيعة ورفيدة التابعة لعسير وبها ابها البهية النقية طريق المد لكل القرى بما يسعد لاهل القرب والبعد.!

من قريتي وكل القرى فقدنا اجيال عظيمة علمتنا اننا برحلة عبور وفقدنا جوانب كثيرة وحتى لا يطول الكلام او الملام ساتناول هنا جانب واحد وهو الجانب الاجتماعي المؤرق لي دومآ فكانت قريتي تربو على اربعين بيت كلهم اشبه بأسرة واحدة امتدت بيوتها لتسعهم فقط بينما هم اسرة نعم اسرة واحدة يملؤها الرفق والصدق والسعد.!

اعلم انه سيأتي من يلوم ويقول نحن اصبحنا في عيش رغيد وتطور افضل مما كان فعلام الحنين لماض حزين .!

صحيح ياعزيزي بعض ما تقول ولكن انظر ماذا دفعنا من ثمن في العلاقات وما فقدنا من التأخي والترابط الذي يوصي به الدين والفطرة والمنطق .!

فعلى مستوى الاسرة كنا نعيش تحت سقف واحد ونأكل دومآ بسفرة واحده ونحن للوجع الواحد بالم الجميع بجسد واحد

كنا نحب بعضنا بعض كأهل واخوان بصدق نوايا وعطف واحسان.

يا لائمي الا ترى ان بعض الحداثة قصمتنا واوجعتنا في مقتل حينما تدخلت وسائل التواصل المرئية والمسموعة بجانبها المظلم فاظلمت وقست واجحفت بحق الأسرة وجلعت الجمع ينفرد والمؤتلف ينشق فحل الخلاف في الرأي وتوسعت دوائر الخصام حتى بين الاخوان واتيحت الفرص للئام ودخلت الوحشة والانفصام واصبح النكرة والجاهل يعلن ويفتى ويقود.!

عفوآ.لست متشائم ولا ادعوا لذلك ولكن اطلب عودة الوئام بيننا وما يحث عليه الاسلام والسلام فلسنا في ساحة حرب وخصام او سجين ينتظر اعدام.

شاهد أيضاً

(رحيل صوت الابتسامة )

في وفاة أبو مرداع، تجلّت لنا حقيقة نعلمها جميعًا، لكننا كثيرًا ما نغفل عن استشعار …

تعليق واحد

  1. أبا أحمد. القرية التي انطبعت في الذاكرة و انحفرت على جدران الوجدان؛ وما زلنا نسترجع تلك العادات والتقاليد والأعراف. رحل البعض من أهلها – رحمهم الله – والبعض هجرها و اندمج في المجتمع المدني والقله الباقية تشعر بالوحدة و العزله. اطلال البيوت القديمة تبعث الألم وتلك الطرقات تجوبها العمالة الوافدة . جامع القرية اوكللت امامته لأحدهم و في بعض الاحيان يصعد المنبر خطيبا!!. هذه قرية اليوم. الحنين إلى الماضي الجميل أصبح متلازمة ” النوستالجيا” وقد يوصف من يذكر الماضي الجميل من قبل الحمقى بهذا المتلازمة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com