
بقلم/ منى الشعلان
🖋️إن من الطبيعي أن يواجه الإنسان عوائق في حياته تكون سبباً في خوفه وعقبة للتقدم والنجاح ، حتى الأنبياء عليهم السلام واجهتم عدة عوائق مع قومهم ولم تثنهم عَنْ الدعوة إلى الله وتبليغ رسالته .
ومما يكدر عيش الانسان هو الخوف من المستقبل أو مايقال (المجهول) ، وهو أمر ينافي الإيمان بالله تعالى والتوكل عليه وحسن الظن به جل جلاله.
فالخوف المبالغ فيه منهي عنه شرعًا سواءً الخوف من المستقبل أو الخوف من البشر أو الجن ، ومن يخاف الله وحده لن يخشى غيره مهما كان من العقبات والعوائق .
إذا وصلنا بربِّ الكون أنفسنا
فما الذي في حياة النَّاس نخشاهُ؟
فمن الواجب على المسلم أن يتوكل على الله تعالى ، وأن يعيش يومه ويقوم بما عليه من واجبات وأعمال .
وإنَّ عدم الثقة بالله تعالى تجعل الإنسان يفقد كل شئ ؛ فالثقة بالله عز وجل هي أساس الأمل والمرتكز الذي يرتكز عليه المؤمن ، فقد كان نبينا محمد عليه الصلاة والسلام على جانب كبير من الثقة بالله تعالى في حياته ، ونصرة ماجاء به ، ورفعة من أتبعه .
ومتى كان الانسان يحمل الأمل المتعلق بالله تعالى صدقًا وبعقيدة صافية ، استطاع التغلب على كل العوائق التي تواجه بإذن الله .
ومن عوائق الطريق المقارنة بالآخرين ، فيجب على الانسان أن يتقبل نفسه ويحقق أهدافه بعيدًا عن وهم المقارنة ؛ لان المقارنة بالآخرين طريق مسدود ، ونهايته التوقف ، وعدم القدرة على المضي قدمًا في تحقيق الطموح ، لقول رسول اللهﷺ: “انظروا إلى مَن هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى مَن هو فوقكم ” .
ولكل إنسان مواهب وقدرات وظروف مختلفة عن الآخرين ، فقد قيل «من راقب الناس مات هما».
فالمهم أن يعرف الانسان نقاط القوة عنده ، وتوظيفها في تحقيق أهدافه ، وتنمية مواهبه نحو الإبداع ، والعمل الجاد ، والاعتماد على النفس .
وكذلك يأتي التسويف وهو من أشد عوائق الطريق ؛ لانه عبارة عن تأجيل المهام والأعمال الى وقت غير معلوم ، والتشتت عنها وإقناع النفس بإمكانية تأجيل إنجازها إلى وقت لاحق ؛ مما يؤدي إلى ضياع الوقت وعدم إنجاز المهام .
وحين يتكرر التسويف في المهام الحياتية بكلمة ( سوف ) أبدأ غدًا .. وماشابه ذلك ، فتمضي الأيام ولم يفعل شئ ؛ فإن ذلك يؤدي إلى الفشل ، فلا بد من التخلص من التسويف والتأجيل ، لان هدفه هو هدم كل طموح إلى الوصول لتحقيق المبتغى .
ومِمَّا يُؤثرُ عَن سيدِنا عمرَ بنِ الخطَّابِ رضي اللهُ عنه أنه قال : “مِنَ القُوةِ ألاَّ تُؤخِّرَ عملَ اليومِ إلى الغَدِ”.
فالواجب التوكل على الله عز وجل ، واغتنام الفرص ، والمبادرة إلى العمل ، ولا تقل سوف ، أو غداً ، ولا تنتظر حدوث معجزة ، أو وقت صفاء ذهن ، فالعمل الذي تراه اليوم صعب ، وستعود إليه فيما بعد ، قد يكون غدا أصعب وأشد على النفس .
إِنْ أَنتَ لَم تَزْرعْ وأَبصَرتَ حَاصِدًا
نَدِمْتَ علَى التَّفرِيطِ في زَمنِ الْبَذْرِ
ويأتي عائق آخر ألا وهو الكسل ؛ وهو صفة ذميمة تمقتها النفوس ويبغضها العقلاء ، وعدوًا للنجاح ؛ لانه يعيق الانسان في إنجاز الاعمال والاهداف المراد تحقيقها ، فبدلًا من إنجاز هذا العمل أو المشروع المطلوب منه في الوقت المحدد وانجازه بإرادة قوية ، وهمة عالية ، يتراخى ويتكاسل ثم يتمنى لو كان باستطاعته أن ينهي عمله بأسرع وقت ، فتصبح كأمنية عابرة كسحابة صيف تشبه الأمنيات التي لم تتحقق .
وقد وصانا نبينا عليه الصلاة والسلام بالاستعاذة من الكسل بقوله ﷺ : “اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل”.
ولا أُؤخِّرُ شُغلَ اليَومِ عن كَسلٍ
إلى غَدٍ إنَّ يَومَ العَاجِزينَ غَدُ
وكي تشق طريق أمنياتك وأحلامك دون النظر والإلتفات لعوائق الطريق ، فلا بد من -التركيز – ؛ لانه مفتاح النجاح في جميع أمورك الحياتية ، وهو ببساطة توجيه انتباهك الكامل نحو بناء فكرة وانجاز عمل أو هدف معين لمدة محددة من الزمن دون الالتفات للمشتتات .
ففي حياة الصحابة الأوليين رضوان الله عليهم تجد الواحد منهم صب كل تركيزه على أمر واحد ، فخالد بن الوليد ركز على المعارك والفتوحات وفنون الحرب ، ومعاذ ابن جبل ركز على معرفة الحلال والحرام ، وأبو هريرة ركز على رواية الأحاديث وغيرهم الكثير ..
وقد يعيق الإنسان أيضًا في حياته عدم الإهتمام بترتيب الأولويات واستغلال الأوقات لكونها فرص ثمينة لا تعوض.
ولأهمية الوقت أقسم الله تعالى به في قوله: {وَٱلۡعَصۡرِ (1) إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَفِي خُسۡرٍ (2)}.
ولترتيب الوقت أهمية كبرى في حياة الإنسان ، لانه يساعده في إنجاز أعماله ، ومشاريعه ، بفعالية أكبر ، وجهد أقل .
كما يؤدي ترتيب وتنظيم الوقت إلى التوفيق بين العمل والحياة الشخصية ، فعندما يقوم الإنسان بوضع بعض الخطط يتمكن من تحقيق التوازن والفصل بين القيام بالأعمال والمهام وحياته الشخصية ، بالإضافة إلى أن القيام بتنظيم الوقت يعتبر سبب في إنجاز الأعمال في الوقت المحدد مما يؤدي إلى عدم تراكم الأعمال على الانسان .
وقد غرس رسول الله صلى الله عليه وسلم أهمية قيمة الوقت في نفوس الصحابة الكرام ، وغرس فيهم كيفية الحفاظ عليه واستثماره ، فكانوا أكثر الناس حرصاً على أوقاتهم ، لأنهم كانوا أكثر الناس معرفةً بقيمته.
وقال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله: (إذا رأيت عمرك يمضي وأنت لم تنتج شيئاً نافعاً ولم تجد بركة في الوقت ، فاحذر أن يكون أدركك قوله تعالى: {ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطاً} أي انفرط عليه وصار مشتتاً ، لا بركة فيه).
وأجمل ماقيل في الوقت :
الوقتُ أنفَسُ ما عنيت بحفظِه
وأراه أسهَل ما عليكَ يضيعُ
وقال آخر :
دقَّاتُ قَلْب المرء قائلةٌ له
إن الحياةَ دقائقٌ وثوانِ
فارفَعْ لنفسِك بعد موتِك ذِكرَها
فالذِّكرُ للإنسان عُمْرٌ ثانِ
فتذكر دائماً بأن وقتك من ذهب فلا تدعه يذهب من غير فائدة.
فلا يوجد أجمل وأعمق من النفس المطمئنة المتوكلة على الله في شق طريقها نحو أهدافها وطموحاتها ، فهو النور الذي لا ينقطع وهو القوة التي تحيي القلب وتنظم قدرة العقل على التفكير والتركيز والانتباه السليم ، دون مخاوف وشكوك ، وتذكر دائماً بأن وقتك من ذهب فلا تدعه يذهب من غير فائدة .
🔘 إضاءة :
التفاؤل هو الدافع الذي يجعلنا نكمل الطريق رغم العوائق .
عسير صحيفة عسير الإلكترونية
الطريق إلى الأهداف ليس مستقيماً!
نتمنى أن تكون رحلتنا نحو تحقيق الأهداف سهلة وخالية من التعقيدات، لكن الحقيقة غير ذلك. الواقع مليء بالتحديات والعوائق، الشك، الفشل، والتعلم.
كل منعطف وكل عثرة هي جزء من الرحلة، تجعلنا أقوى وأكثر خبرة.
المهم هو الاستمرار بالتكيف والاصرار.
أحياناً نخطئ في قراراتنا، ولكننا نصل في النهاية إلى المكان الصحيح الذي كان مقدراً لنا أن نكون فيه، خلف قراراتنا الخاطئة تكمن البوصلة الغير مرئية التي تقودنا في النهاية نحو المكان الصحيح والى نقطة الالتقاء مع قدرنا. تمامًا مثلما يكتسب النهر قوته من الصخور التي يصطدم بها، نجد أن أخطاءنا تمنحنا القوة والنضج لتوجيه خطواتنا نحو مستقبل أفضل، حتى وإن بدا الطريق غير واضحاً في اللحظة الراهنة.
كلّ ما يرجوهُ المرءُ:
هو ألَّا يَقطعَ شوطًا طويلًا في
طريقٍ خاطىءٍ..
وألَّا تأكلَ التجاربُ قلبَهُ عبثًا..
وألَّا يَستَدِلَ على طريقه بعد أنْ
ينتهي السِّباق..
طريق الله طويل، ونحن نمشي فيه
كالسلحفاة، وليست الغاية أنْ نصل
إلى نهاية الطريق، ولكن الغاية أن
نموت عليه.
تتوالى عليك الشدائد كجبل شامخ لا يُرتقى، وأبوابٌة موصدة لا مفاتيح لها، فيحار أمامها عقلُك، ويضطرب معها قلبُك، فتقف عاجزًا مهما امتدت يداك إلى أسبابٍ ظننتها يومًا قوتك وعتادك.
تُلقي بثقلك على جهدٍ لا يُثمر، وتركن إلى وسيلةٍ لا تُجدي.
كل ذلك لأن ربك لم يأذن بعد بالفرج، فتبقى نفسك معلقةً بين الرجاء والخضوع والانطراح بين يديه واللجأ إليه والانقطاع من كل حبل إلا حبله.
حتى إذا ما شاء وقال كُن شملتك عنايته وتوجهت إليك إرادته، انهمر عليك غيث فرجه واحاطتك أطواق نجاته من حيث لا تحتسب، ونُزعت عن صدرك كرباتٌ ظننتها أبدية، وفتحت لك المغاليق بأبسط الأسبابٍ ٍوأذاقك لذة عنايته التي ألقاها عليك وحراسته إياك ولطفه بك.
لتدرك أن تدبيره فوق كل تدبير، وألا سلطان فوق سلطانه وان لطفه يتجلّى في أدق التفاصيل وأعمقها. فترى في تلك اللحظة سرًّا لا تدركه ببصرك، بل ببصيرتك.
(وهو الذي ينزل الغيث من بعد ماقنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد)
كن ممتناً وموقناً دائماً انك ستتغلب على عوائق الحياة واحداً تلو الاخر .. انت اقوى بكثير مما تظن .. وستتجاوز كل يوم صعب من ايام حياتك ..
الحياة ليست مثالية على الدوام ، ولن تكون .
لكل مرحلة صعوبتها وأزماتها وعوائقها ونجاحاتها وخيباتها ، ويبقى السر الأكبر في التعامل الصحيح معها ؛ هو قلب مؤمن بقضاء الله وقدره ، وعقل مرن يواكب التغيير ويستطيع التعامل والتأقلم معه.
عش الحياة كما هي ، لا كما تريدها أن تكون.
إن الصبر هو الحل لجميع المشكلات والعوائق ، فيجب على المرء أن يتشارك وجدانيًا مع كل شيء، وأن يستسلم لكل شيء، ولكن عليه في الوقت ذاته أن يظل صبورًا ومتسامحًا…فلا مجال للانثناء أو الانكسار، فكل المسألة هي في التغلب على المصاعب فقط، وهي تبدأ بالتغلب على النفس أولاً ولا يمكن تجنب ذلك، فالأبتعاد عن ذلك الطريق يعني دائمًا التحطّم، فيجب على المرء تقبل جميع الصدمات بصبر, ولا يتقبلها فقط، بل ينميها في نفسه، فلا جدوى من التغلب على عوائق الأنا المشبّعة بالخوف إلا بالحب فإذا رأينا تلك الأوراق الميتة وحفيفها من حولنا لابد أن نرى أيضاً معها خضرة الربيع الناشئة والنضرة وأن نهدأ وننتظر صابرين، فالصبر هو الأساس الوحيد الحقيقي الذي بممارسته والتحلي به تكون قادراً على جعل أحلامك حقيقة.
أصعب العوائق والتحديات هي تلك التي
تصارع نفسك كل ليلة بين ذكرياتها التي تحرقك
وحاضرها الذي يرفض أن يمنحك السلام
آن تخفي ضعفك خلف قناع القوة
وتواصل المسير رغم أنك تعلم .
أن الطريق لايؤدي إلى حيث تريد
هو اختبار للذات
حيث لا خاسر ولا منتصر
فقط قلب أنهكته العوائق والتحدّيات
وعقل يبحث عن هدنة ..
الحياة رحلة طويلة مليئة بالتحديات والعوائق والعقبات، ولكن القلوب القوية والعقول المثابرة هي التي تستطيع أن تحول كل تلك العوائق والعقبات إلى دروس، وكل التحديات إلى فرص. لا تخف من الفشل، ولا تستسلم مهما كانت الظروف، لأن النجاح لا يأتي إلا لأولئك الذين يستمرون في السعي رغم الصعاب.
يرى الناس فقط النجاح والتمكين، ولكن قليلون يدركون أن الطريق إلى القمة مملوء بالمصاعب والانكسارات والعوائق . فالعزيمة والشغف هما الشمس والنور الذي يُضيء لنا الطريق في أظلم المواقف، والإصرار هو القوة التي تدفعنا للتغلب على الصعوبات. وتقبل التحديات بكل إصرار هو الصوت الذي يهزم الصمت بداخلنا.
الظروف الصعبة ليست نهاية الطريق، بل بداية لاكتشاف قوتك الحقيقية. في أعماق كل تحدٍّ، توجد بذور الحكمة والصمود. حين تشتد الرياح، لا تنحني لتنكسر، بل اثبت كما تثبت الجبال، وانظر كيف تُصقل قوتك مع كل عاصفة.
الانكسار للظروف خيارٌ، لكن مواجهتها بوعي وصبر اختيار القادة. لا تدع الظروف تُملي عليك مسارك، بل اجعلها محطات تعلّم تُهديك بصيرةً أعمق. من رحم المحن تولد أعظم النجاحات، ومن بين الآلام تُخلق أنقى الدروس.
لا تكن رهينة للواقع المرير، بل فارسًا يروضه ويُعيد تشكيله. اختر أن ترى في كل صعوبة فرصة، وفي كل عثرة خطوة نحو الأمام. القوة ليست في تفادي الصعاب، بل في استثمارها لبناء نسخة أقوى من نفسك.
تذكّر: الصخور التي تعترض النهر لا توقفه، بل تُعلّمه كيف يصنع طريقه الخاص. كُن مثل النهر، واجعل من كل تحدٍّ جسرًا إلى مستقبل تصنعه أنت.
حتى وأنت تمشي على الطريق، فلا تظنن الشوك أو عوائق الطريق قد تؤذيك وحدها، فهناك أشواك بشرية قد ترميك بكلمة نابية، فتكون خنجرا مسموما في خاصرتك، لذا عليك أخذ الحيطة والحذر، ثم التحلي بالصبر قدر المستطاع، وإلا فالتجاهل علاج الجاهل…
صدقتِ يا أستاذة منى في مقالك هذا الجميل والمحفز بأن كل العوائق اللي تظهر في الطريق هي جزء من الرحلة لاختبار ثباتك والتزامك وصقل مهاراتك.. (العوائق هبة متخفية للمواجهة وتفعّل المثابرة)،
ستزدهر أصلا في مواجهة الصعاب ..
عندما تحارب العقبات وجميع العوائق لهدف سامي راح يملأك بروح لاتُقهر .
من عوائق الطريق :
التردد والخوف
لو الطريق الذي تمشي فيه بلا عوائق، هذا يعني انك تمشي في طريق شخص آخر .