لغة الإنتماء

بقلم ✍️الكاتب / لاحق بن عبدالله

نشأتُ في أرضٍ من أرض

الوطن لاتعرف سوى

الجمال لغةً والإنتماءَ روحًا.

هنا في عسير حيث

كلُّ نبتة تحكي حكايةً

وكلُّ زهرةِ تبثُّ عبيرها

في القلب قبل الأنف.

 

كنتُ طفلًا فتحتُ عيناي

على بساطةٍ في واحدة ٍ

من قرى عسير الحالمة

بما فيها من نقاءٍ وهدوء

 

ثم كبرتُ وامتدت بي الحياة

كما يمتدّ النهر مبتعدًا

عن منبعه حاملًا معي

ما تبقّى من صورالطفولة

 

رَحَلَتْ بي الأقدار من جنوب

المملكة إلى شمالها ثم إلى غربها .

أبحث عن مستقبل وعن معنى

آخر للوجود خارج حضن الجنوب .

 

كانت المدن الجديدة صاخبة تموج

بالوجوه والإيقاعات المتسارعة

تعلمتُ الكثير ،وحققتُ بعضًا

مما كنتُ أحلم به.

 

لكن شيئًا ما في داخلي ظلّ

ناقصًا شيء لا تعوّضه الشهادات

ولا الوظائف ولاحتى الإنجازات.

 

الجنوب كان يسكنني رغم كلّ

البُعد .مرّت سنوات وحين عدتُ

إلى حُضن الأرض الأولى عدتُ

لا كالعائد العابر بل كالعاشق

الذي أضناه الحنين.

 

وجدتُ الملامح قد تغيّرت،

وجوهٌ غابت،طُرقٌ لم أعد أعرفها

وأشياء كثيرة لم تعد تعرفني

أو تذكرني .

لكنها لم تغب عن الذاكرة.

 

كان هناك شيءٌ أعمق لم يتغير،

الأماكن ،الذكريات، والمشاعر.

 

حين وطأت قدماي تراب

عسير عائداً إليها من جديد

أدركت أن البُعد الذي ظننته

اغترابًا كان في الحقيقة

طريقًا للعودة إلى الذات•

 

✍️عذرًا أيها القلم✍️

 

كيف لك أن تفهم أن

الجنوب ليس مكانًا فحسب؟

بل هو نبض•هوية •وملاذ لا يخون•

لقد عدتُ مغرمًا لا يريد بُعْداً

تائهًا في تفاصيل الطبيعة الفاتنة

بين الضباب والحنين،والجَمَال

صرت أتنفس الجنوب كما أتنفس

الحياة وأيقنت أن بعض الأماكن

ليست وطنًا فقط بل قَدَرٌ

لا يُنسى وسكنٌ لا يُبدَّل.

 

إذا كان هذا شوقي لفراق

جزءمن وطني وأنا لم أُغادره .

فكيف هو شعور من ابتعد

عن وطنٍ بأكمله؟

 

المملكة العربية السعودية

ذلك العشق الذي لا ينتهي

والإنتماء الذي لا يزول أو يتغير•

هذا هو الإحساس الذي لايمكن

وصفه أوتصويره.

 

وإن كنت أكتب عن الجنوب

فأنا أكتب عن الوطن فكل ما

في هذه الأرض يوصلني إليه.

وكان الله في عون كل العاشقين

————————————–

✍️الكاتب لاحق بن عبدالله

أبها ——الشبارقة ‏ ‏

شاهد أيضاً

نبي الله يوسف عليه الصلاة والسلام يتطوع ليكون مسؤول المالية

بقلم الكاتب/ عوض بن صليم القحطاني أشار القرآن الحكيم إلى نماذج من تطوع نبي الله …

تعليق واحد

  1. أ. قد يخالط سعة المشاعر ولوعة الحنين لأي بلد ضيق أخلاق البعض فيها (لَعَمرُكَ ما ضاقَت بِلادٌ بِأَهلِها
    وَلَكِنَّ أَخلاقَ الرِجالِ تَضيقُ)

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com