
✍️ فرحان الدوسري
داخل أسوار المدينة الهادئة الجميلة ، وبيوت الطين القديمة وأخرى حديثة ًمبنية، يوجد حيّ قديم باسمه ورسمه ينبض بالحياة، حيّ يسكنه ناسً بسطاء رائعِ الصفات ،عفيفي النفس، نبلاء الروح لاجارح ولا مجروح . أهل هذا الحي ( حارتنا )هم عنوان الواجب والكرم، هم اشهر من نار على علم ،وجوههم مشرقة بالحب، وقلوبهم تنبض بالمودة والرحمة( هم للحياة طب).
في هذا الحي ( حارة بن جابر ) ، لا يعرف الجار معنى الوحدة الكل اهله عنده ، فالكل سند للكل، والأفراح فيه لا تخص بيتًا واحدًا دون احد بل تعم الجميع. إذا فرح أحدهم، تزينت البيوت كلها ( عرس الشارع )، وإذا ألمّ الحزن بأحدهم، انكسرت قلوب الجميع، فكانوا كالجسد الواحد. وفي كل صباح ومساء تجدهم حاضرون مجتمعون ،وفي مسجد الحي رجالهم وصبيانهم يتسابقون ، حيث الأرواح تتصافى، والقلوب تتلاقى ،(على الرصيف )لنا لقاء واحاديث المساء ،وفي ملعب قلب الاسد نلعب سوا ،
يرأس هذا المجتمع الجميل (عمدة الحي )رجل وقور حكيم وراية دائما سليم يعرف صغيرهم وكبيرهم، يسمع لهم، ويحمل همومهم ،كأنها همه الشخصي كلهم . أبناء الحي إخوة، وبناتهم خوات، يجمعهم مقعد الدراسة( مدرسة ابو بكر الصديق والمعهد ) والايام بنا تسعد وتوحدهم للطفولة احلام وبراءة الأيام ، وعندما يحل العيد، ترى الفرح يعم ارجاء الطرقات دون فروقات ، وتسمع ضحكات الأطفال ( اكو والبقية )تعانق السماء، يجتمعون جميعًا يزينون الحي بأيديهم ( السفرة مفروشه ) ، ويتقاسمون حلاوة العيد والكل منهم سعيد ( بيت مبارك )
هؤلاء الناس، عرفوا بالحب والعطاء، قلوبهم وفية، وأيديهم ممتدة دومًا للخير. يوقرون الكبير، يحترمونه كما لو كان والدهم ( العم يحى والبقية ) ويغدقون الحب والاهتمام على الصغير كأنه ولدهم. بينهم من المودة والرحمة ما يجعلهم مثلاً أعلى في الإنسانية.
إنه حي ليس ككل الأحياء … حيّ علمنا أن البساطة كنز، وأن المحبة حياة وان للإنسان قيمة .
خاتمة البروق ( ألا ليت الزمن يرجع ورا ولا الليالي تدور …ويرجع وقتنا الأول وننعم في بساطتنا )
عسير صحيفة عسير الإلكترونية
كلام جميل وروعه التعبير عن الماض والزمن الجميل وتسلم اخي فرحان علي ما تقوم بة وجزاك الله خير