عقل اللاعب… ميدان خفي لا تراه الكاميرا

✍️ بقلم / عبدالله بن ثابت آل مغني

ماجستير التنفيذي في الإدارة الرياضية والترويحية

الإعلام الرياضي

 

نصف الفوز يُصنع في القدم،

لكن النصف الأهم… يُصنع في العقل.

 

حين تنطلق صافرة البداية، لا تبدأ المباراة فقط في الملعب، بل تنطلق أيضًا في عقل كل لاعب؛ حيث تدور معركة صامتة بين الخوف، الثقة، الذكاء، والذاكرة.

 

في هذا المقال، لن نتحدث عن عدد الأهداف، بل عن الأفكار التي تسبق الهدف. عن اللاعب ككائن نفسي معقّد، وعن الرياضة كاختبار يومي للقوة الذهنية.

 

🧩 الضغوط… الخصم غير المرئي

كل لاعب نراه على الشاشة يعيش آلاف الحوارات مع نفسه:

هل سأخطئ؟

هل سأخيب ظن الجمهور؟

ماذا لو لم أُسجّل؟

 

اللاعب المحترف ليس فقط من يسدد بدقة، بل من يصمت في داخله حين يصيح العالم خارجه.

 

🧘‍♂️ التركيز… مهارة العصر الحديث

في زمن مشتت، يصبح التركيز ثروة.

اللاعب الذي يستطيع أن يعزل ضجيج المدرجات، وتاريخ الخسارات، وشائعات الصحف… هو اللاعب القادر على اتخاذ القرار الصحيح في ثانية واحدة. وتلك الثانية قد تساوي بطولة كاملة.

 

🎭 هل اللاعب يمثل؟ أم يشعر؟

نرى لاعبين ينهارون بعد هدف قاتل، أو يبكون أمام جماهيرهم.

البعض يقول “تمثيل”.

لكن من يفهم اللعبة، يدرك أن الملعب يعري القلب. لا أحد يستطيع إخفاء مشاعره حين يخسر على أرضه، أو يخذل زملاءه، أو يُهتف ضده.

 

💡 اللاعبون يحتاجون علاجًا نفسيًا… وليس فقط لياقة بدنية

في السنوات الأخيرة، بدأ الحديث يزداد عن أهمية الطب النفسي الرياضي. فاللاعب الذي يُصاب برباط صليبي، نعتني به شهورًا.

لكن ماذا عن الذي يخسر ثقته بنفسه؟

من يعالجه؟ من يستمع له؟ من يفهم أن الضغط الجماهيري أخطر من أي كدمة عضلية؟

 

📌 في الختام:

اللاعب ليس آلة.

هو إنسان.

وكل صافرة، وكل خطأ، وكل تسديدة،

تسبقها معركة داخلية…

لا تراها الكاميرات، ولا تُسجّل في الإحصاءات.

 

لذا حين تشاهد لاعبًا يهدر فرصة أو يرفع الكأس،

تذكّر: أن ما يحدث في عقله، أعمق مما يحدث في قدميه.

شاهد أيضاً

نبي الله يوسف عليه الصلاة والسلام يتطوع ليكون مسؤول المالية

بقلم الكاتب/ عوض بن صليم القحطاني أشار القرآن الحكيم إلى نماذج من تطوع نبي الله …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com