بدون فلتر (لحظات ختامها مسك وبدايات يحدوها الأمل: بين تخرّج الغالين وعظمة الشعائر واقتراب العطلة)

فرحان الدوسري

مع اقتراب النهاية الجميله وإسدال الستار على نهاية عام دراسي حافل بالجد والاجتهاد، (عام طويل دراسياً)تعلو مشاعر الفخر والاعتزاز في قلوب الآباء والأمهات ( على حد سوا ) ، وقد تزيّنت وجوه أبنائنا وبناتنا الخريجين (بشت وعباة التخرج ) بضياء الإنجاز ونور المستقبل. إنه وقت حصادً وقطاف، حيث تُقطف ثمار سهر الليالي، ويبدأ فصلٌ جديد في رحلة مركب الحياة، معلناً بداية واعدة لمستقبل مشرق بإذن الله.

وتأتي هذه المناسبة الغالية في وقتٍ تتعالى فيه نفحات الإيمان وتتزامن مع مافرض الله علينا وتخشع فيه القلوب، مع اقتراب شعيرة الحج العظيمة، الركن الخامس من أركان الإسلام. تتجه أنظار المسلمين نحو بيت الله الحرام، حيث يقف الملايين من الحجاج بعرفات، ملبّين نداء الله في وحدة إيمانية عظيمة ( لبيك اللهم لبيك ) ، تُجسّد معاني الخضوع والطاعة والرجاء. إنه موسم للتوبة، للدعاء، ولتقوية الصلة بالخالق، في لحظات تهز الأرواح وتغمر القلوب بالسكينة والطمأنينة.

ويتزامن ذلك مع ختام موسم رياضي حافل، ( دورينا ودوريهم ) سواء على المستوى المحلي أو العالمي. فقد أسدل الستار على البطولات الكبرى، واكتملت فصول المتنافسين والبطل واحد ، ودوّنت الفرق والنجوم أسماءها في صفحات المجد. هذه المحطات الرياضية، وإن كانت للترفيه، فإنها أيضاً تعكس روح المثابرة والعمل الجماعي والانضباط، وهي قيم تلتقي في مضمونها مع القيم التي نحتفي بها في مناسباتنا الروحية والتعليمية.

وها نحن نقترب من العطلة الصيفية ( سافر واستمتع ) في هذا الفضاء الزمني الفسيح الذي يُنتظر كل عام بشغف. إنها فرصة للراحة، للسفر، لاستكشاف الذات، ولتجديد الطاقات. ولكنها أيضاً مساحة ذهبية للاستثمار في الذات: قراءة، تعلم مهارة، مشاركة مجتمعية، أو حتى التفكير في مشروعات صغيرة تكوّن بدايات لحياة مهنية أو فكرية متقدمة.

إنّ اجتماع هذه المناسبات المتنوعة في توقيتٍ واحد لهو دليل على غنى الحياة وتنوع محطاتها. ففي لحظةٍ واحدة، نحتفل بالنجاح العلمي، ونرتقي روحياً في موسم الحج، ونتأمل إنجازات عام رياضي عالمي، ونتأهب لعطلة نستثمر فيها بحكمة ووعي.

فلنغتنم هذه اللحظات، ولنجعلها محطات للتأمل والعطاء والتخطيط. ولنحمد الله على ما أنعم به علينا من فرص، ونسأله أن يبارك لنا في ختام هذه المراحل وبدايات ما هو آتٍ، وأن يحفظ أبناءنا وبناتنا، ويكتب لحجاج بيته حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً.وندعوا لولاة امرنا ونشكرهم على مابذلوه لاجلنا ،

مع خالص الشكر والتحية لكل من سعى، وعلّم، وربّى ( معلمينا الافاضل ونجح، وأخلص ( ابناءنا وبناتنا )

خواتيمها ( يالله لاتقطع رجاء كــل مشتاق ،
‏بأمرك يارب الحلم يصبح حقيقة )

شاهد أيضاً

نبي الله يوسف عليه الصلاة والسلام يتطوع ليكون مسؤول المالية

بقلم الكاتب/ عوض بن صليم القحطاني أشار القرآن الحكيم إلى نماذج من تطوع نبي الله …

تعليق واحد

  1. مروان محمد عثمان

    جزاك الله خيرا اخي فرحان ربي يوفقنا وإياكم لاقامه الشعائر ويوفق الدوله فيما تقوم به لتسهيل عمليه الحج لجميع المسلمين والله يوفق ابنائنا لبلوغ سلم النجاح في جميع مراحلهم الدراسيه

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com