المنصب مسئولية وليس غنيمة

بقلم: إبراهيم العسكري

اغلبنا يعرف ان لكل نجاح اسباب ولكل فشل اسباب ومن اهمها وجود القائد او المدير او المشرف على اي مشروع او منشأة في قطاع عام او خاص كبير او صغير بل وعلى مستوى الدول هناك من ساهم في رقي وتطور بلاده وهناك من جعل بلده في دمار شامل بتصرف احمق ربما كان هو بزمرة اول الهالكين فيه.

يجب ان يكون رأس الهرم هو العقل المدبر الذي يختار المصلحة الاهم في نجاح اي مشروع قائم وبالتالي توزيع المسؤليات على الاكفأ والاجدر وليس الاقرب او ذوي الصلة اذا لم يكن اهل لذلك.

كثيرآ نرى ان صاحب الغنيمة يداري ويجامل الاقل كفاءة على الاكفاء وربما جعله مسؤلآ للاكفاء منه وبالتالي تقل همة وكفاءة الاكفأ اذا لم يحبط وتترهل قواه وبهذا ينحدر مؤشر الانجاز وتقل الكفاءة وربما يتعثر المشروع باكمله على حساب عدم اختيار القوي الأمين فخير من استأجرت القوي الأمين.!

للأسف نلحظ ان ذلك نوع سائد من الخيانة واهدار الطاقة والجهود ويعد ذلك حجر عثرة للرقي والتطور ومواكبة العصر .!

ان عدم اختيار الافضل والاجدر والاحق يسهم في تباطوء العجلة نحو النجاح وربما يؤدي الى الؤد في المهد وعلى ذلك قس .!

راجعت قبل فترة احد الدوائر الحكومية فوجد هناك بناء لصرح شامخ فخم بتكلفة عالية جدآ اعدته الدولة ليساهم في كثير من الخدمات المجتمعية للوطن والمواطن الذي تعده دولتنا الغالية في كل مكان.!

وجد بمواقف السيارات لذلك المكان حوالي عشرة مواقف لذوي الاحتياجات الخاصة ولكبار السن وفق رؤية دولتنا العظيمة وهذا شيء يعد امتنان لأنسان هذا البلد بما يستحق في موطنه ومراعاة لظروفه وانسانيته ودينه.!

للأسف عندما اتيت للوقوف لم اجد مكان من تلك المواقف الا وبه سيارة ولكن بدون احقية للموقف حيث لايوجد على السيارات الواقفة كليشة الاستحقاق للموقف باستثناء سيارتين فقط عليها الكليشة.!

برأيي ان من يقف بهذه المواقف المخصصة لغيرة يعتبر معتدي على حقوق الآخرين بدون وجه حق فلم تخصص تلك المواقف عبثآ او تميز او خلافة.!

باعتباري احد المستحقين لمواقف ذوي الاحتياجات الخاصة لفيت بسيارتي عدة مرات فلم اجد موقف منها متاح.

بعد عناء وقفت بعيدآ وتحاملت المشي متوكآ عصاي فوجد احد حراس الامن بتلك المنشأة يجول بسيارته في المواقف لتلافي الوقوف الخطأ فذهبت اليه ودار النقاش التالي :

انا/يا اخي الكريم انت مؤتمن على عملك وعلى هذه المواقف ولا اريد ان تكون خصمآ لي يوم القيامة.

هو/مذهول من المواجهة وقال ابرء لله من ذلك وما الخبر؟

انا/هل كل من يقف بمواقف الاحتياجات الخاصة لديكم وعددها كبير مستحقين لها فلم ارى الا سيارتين تحمل كليشة الاستحقاق .

هو/اغلبهم موظفين هنا واحرجونا كثير.

انا/لماذا لم تبلغ عنهم وترفع لهم مخالفات بالتنسيق مع ادارة المرور في ذلك.

هو.فعلت ذلك وبامكانك التاكد من ادارة الامن والسلامة هنا.

ذهبت من عندة احمل هم الاستهتار باحقية اهل حقوق المواقف وبدلآ من مراجعة امري الاهم في تلك الإدارة بالمنشأة راجعت ادارة الامن والسلامة المعنية بالمواقف وذكرت لهم ما حصل بالتفصيل واوضحوا انهم رفعوا بذلك لادارة المرور والله اعلى واعلم بما يصفون .!

يجدر الذكر هنا حينما قدمت تقاعدي المبكر قبل الاستحقاق النظامي بثلاث سنوات فسألني رئيسي المباشر والمسؤل الثاني بالجهاز وهو زميل غال ويربطنا زمالة عمل لثلاثة عقود وحاول اقناعي بالاستمرار للسنوات الباقية فهي تمر مر السحاب ولعل هناك ترقية لي.

اجبته انني استفذ كل قدراتي وطاقاتي مع الضروف الصحية ولم يعد لدي اكثر مما قدمت ولعل الخير في الخلف.

لم يقتنع كثيرآ فهو يرى ان الخبرة والاختصاص اهم وامام الحاحي فرج همي ووافق وله الشكر والتقدير حينها وفي كل حين.

احد الزملاء من حقبتي يقول لاتتقاعد فكلنا لم نعد قادرين كما يجب وكما كنا نبذل من جهود ومشها لحين التقاعد بقوة النظام .!

اجبته ان المسؤلية شانها عظيم فاذا لم يكن لديك القدرة للمساهمة الفاعلة في البناء فارحل فورآ ودع الامر لمن يستحقه فكلما اعطينا المسؤلية قدرها ولمن يستحقها بذل ما في وسعة من اخلاص وعلى النقيض ينخفض الاداء اذا قل الوفاء والولاء.

شاهد أيضاً

نبي الله يوسف عليه الصلاة والسلام يتطوع ليكون مسؤول المالية

بقلم الكاتب/ عوض بن صليم القحطاني أشار القرآن الحكيم إلى نماذج من تطوع نبي الله …

تعليق واحد

  1. لا غرابة أبا أحمد فمثل هذه السلوكيات تعكس أخلاق من يمارسها من الموظفين و المراجعين ، وان زرت مكاتبهم تجد من تعاملهم ما هو أمر ادهى، لقد تحول البعض منهم إلى معقبين لأشخاص يتبادلون معهم مصالح…
    ( الخلق هو شعور المرء بأنه مسئول أمام ضميره عما يجب أن يفعل لذلك لا أسمى الكريم كريماً حتى تستوي عنده صدقة السر وصدقة العلانية ولا الرحيم رحيماً حتى يبكى قلبه قبل أن تبكى عيناه ولا العادل عادلاً حتى يقضى على نفسه قضاءه على غيره ولا الصادق صادقاً حتى يصدق في أفعاله صدقه في أقواله
    – لا ينفع المرء أن يكون زاجره عن الشر خوفه من عذاب النار أو خوفه من القانون وإنما ينفعه أن يكون ضميره قائده الذي يهتدي به و مناره الذي يستنير بنوره في طريق حياته

    – الخلق هو الدمعة التي تترقرق في عين الرحيم كلماوقعت عينه على منظر من مناظر البؤس، الخلق هو العرق التي يتصبب من جبين الحي خجلاًأمام السائل المحتاج الذي لا يستطيع رده ولا يستطيع معونته، هو الصرخة التي يصرخهاالشجاع في وجه من يجترئ على إهانة وطنه أو العبث بكرامة قومه.
    – وجملة القول أن الخلق هوأداء الواجب لذاته بقطع النظر عما يترتب عليه من النتائج فمن أراد أن يعلم الناس مكارم الأخلاق فليحي ضمائرهم وليثبت في نفوسهم الشعور بالرغبة في الفضيلة والنفورمن الرذيلة.) مطفى لطفى المنفلوطي – رحمه الله تعالى و اسكنه فسيح جناته.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com