
بقلم / رشيد محمد آل جلي
لا أحد من البشر يولد بخارطة طريق ترسم له ملامح الحياة الناجحة، ولا يحمل بوصلة ترشده مباشرة إلى الوجهة الصحيحة لتحقيق أهدافه في عالم مزدحم باللاهثين نحو ذات الاتجاه.
لكن الله -سبحانه وتعالى- وهب الإنسان عقلاً يفكر به، وقدرة على السعي، ووسائل للعيش والتكيف مع تقلبات الأيام وصدمات القدر. يقول الله تعالى: “لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها” [البقرة: 286].
عند قراءة قصص العظماء، سواء في الماضي أو الحاضر، نجد أنهم اعتلوا قمم النجاح وتميزوا في مجالاتهم المختلفة. ما يثير الإعجاب هو تلك البدايات البسيطة التي قادتهم إلى نهايات عظيمة. تقلب صفحات حياتهم فتجد بين سطورها ما يشبه المعجزة، ومهما اختلفت تفاصيل تجاربهم، فإن هناك نقاطًا مشتركة تجمعهم كخيوط ذهبية تربط بين قصصهم.
قواعد النجاح المشتركة:
1. وضوح الرؤية والهدف
من يسير دون هدف واضح كمن يمشي في الظلام بلا دليل. تحقيق النجاح يتطلب رؤية جلية وخططًا مدروسة، وإلا سيصبح السعي عبثيًا. يقول الله تعالى:
“أفمن يمشي مكبًّا على وجهه أهدى أمَّن يمشي سويًّا على صراطٍ مستقيمٍ” [الملك: 22].
وكما يقول الكاتب مارك كين:
“هناك نوعان من الناس: من يسيرون فقط، ومن يسيرون وهم يعرفون وجهتهم. وما يميز الناجح هو معرفته للهدف الذي يسعى إليه.”
2. الصبر
الصبر مفتاح النجاح، ومن يُصابر ويصبر على الطريق يوشك أن يبلغ غايته. كثيرون توقفوا على بُعد خطوات من أحلامهم لأنهم افتقروا إلى الصبر.
من الأمثلة الملهمة قصة “جاك ما”، الذي بدأ حياته بركوب دراجته يوميًا لمدة 40 دقيقة وعلى مدار 8 سنوات ليصل إلى فندق يتحدث فيه مع السياح لتطوير لغته الإنجليزية. تلك البدايات المتواضعة فتحت له أبواب النجاح، فأسس شركة “علي بابا” وصار أحد أثرياء العالم.
3. الاستمرارية
النجاح لا يأتي دفعة واحدة. الطريق إليه مليء بالصعوبات، والسقوط والنهوض جزء من الرحلة.
توماس أديسون، الذي أخفق مئات المرات قبل أن ينجح في اختراع المصباح الكهربائي، قال: “لم أفشل، بل وجدت 10,000 طريقة لا تعمل.” هذا الإصرار هو الذي أضاء العالم.
4. القرب من الله
القرب من الله والاستعانة به هما الركيزة الأساسية للنجاح، خاصة في حياة المسلم. ومن اللافت أن حتى غير المسلمين لديهم ارتباط روحي يُعينهم في أوقات الشدة. الإيمان يمنح القوة لمواصلة السعي رغم العقبات.
ولعل من نافلة القول أن النجاح ليس محصورًا في هذه النقاط وحدها، بل هو نسيج متكامل من العمل الجاد، واقتناص الفرص، وتطوير الذات. هذه السطور هي دعوة للحالمين والطموحين ليجعلوا من هذه القواعد بوصلة تقودهم نحو مستقبل أفضل بأذن الله .
عسير صحيفة عسير الإلكترونية