أهمية الوفاء لمن قدم لك معروفًا

بقلم
د. تركي العيار
أستاذ الإعلام بجامعة الملك سعود

يُعتبر نكران الجميل من الصفات التي تُفسد العلاقات وتُؤلم النفوس، حيث إن تقديم المساعدة والعون لمن يحتاجها يُعتبر من القيم الإنسانية النبيلة التي تُظهر التكافل والتعاون بين أفراد المجتمع. فقد أظهرت الدراسات أن تقديم المساعدة والعون للأخرين يمكن أن يُحسن من الصحة النفسية والجسدية للفرد، كما يُساهم في بناء مجتمع أكثر تماسكًا وتضامنًا. وفقًا لدراسة نشرت في مجلة “Psychological Science”، وجد الباحثون أن الأفراد الذين يقدمون المساعدة للآخرين يميلون إلى الشعور بالسعادة والرضا عن حياتهم أكثر من غيرهم.
على الجانب الآخر، يمكن أن يؤدي نكران الجميل إلى تدمير العلاقات وتقويض الثقة بين الأفراد. وفقًا لدراسة أجريت في جامعة كاليفورنيا، وجد الباحثون أن الأفراد الذين يتعرضون لمواقف يُنكَر فيها جميلهم يميلون إلى الشعور بالغضب والخيبة، مما قد يؤثر سلبًا على صحتهم النفسية.
يسرني أن اقدم للقارئ الكريم بعض النصائح للوفاء لمن قدم لك معروفًا على النحو التالي:
1. *أظهر الامتنان*: عبّر عن شكرك وامتنانك لمن قدم لك المساعدة، سواء كان ذلك عبر كلمة شكر بسيطة أو هدية رمزية.
2. *كن مُقدرًا*: اعترف بفضل من ساعدك، وتذكر أن الجميل لا يُنسى.
3. *رد الجميل*: حاول رد الجميل لمن ساعدك، سواء كان ذلك بمساعدة شخص آخر أو بتقديم العون في موقف مماثل.
ختامًا، اقول إن الوفاء لمن قدم لك معروفًا ليس فقط واجبًا أخلاقيًا، بل هو أيضًا وسيلة لبناء علاقات صحية ومستدامة. فلنكن ممن يُقدرون الجميل ويُثيبون عليه، ولنحرص على أن نكون أُناسًا يَشكرون الله في كل حين ، فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله.

شاهد أيضاً

نبي الله يوسف عليه الصلاة والسلام يتطوع ليكون مسؤول المالية

بقلم الكاتب/ عوض بن صليم القحطاني أشار القرآن الحكيم إلى نماذج من تطوع نبي الله …

تعليق واحد

  1. د. أخذ اللؤم منزلة الوفاء، والنذالة غلبت المروءة في نفوس بعض البشر.
    و خلتهم سهاما صائبات فكانوها ولكن في فؤادي
    وقالوا قد صفت منا قلوب لقد صدقوا ولكن من ودادي
    وقالوا قد سعينا كل سعي لقد صدقوا و لكن فسادي
    ( علي بن فضال المجاشعي)

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com