
الكاتب✍️: لاحق بن عبدالله: الشبارقة
ليست الرجولة في الصوت المرتفع، ولا في القسوة المتصنعة، ولا في فرض الهيبة بالخوف…
بل الرجولة الحقة تُقاس بمقدار الرحمة، باليد التي تُمد لا لتبطش، بل لتمسح دمعًا، وتربت على وجع.
الرجل الحقيقي هو من يُشعر المرأة بالأمان،
لا بالخوف…من يكون سكنًا لقلبها لا قيدًا، من يربّي في نفسه النبل قبل أن يُطالب بالطاعة، من يحترم عقلها، ويقدّر عاطفتها، ويمنحها ما يفتخر به لا ما يكسفها.
هي ليست خصمًا لتُهزم، ولا كائنًا يُستضعف، بل شريكة الحياة التي تستحق أن تُعان،
أن يُحتفى بها، أن تُعامل كما أوصى النبي الكريم ﷺ: “استوصوا بالنساء خيرًا”.
في كل موقف رِفق، تُبنى الثقة.
في كل كلمة تقدير، تُزرع كرامة.
في كل لحظة دعم، تولد امرأة قوية تستند إلى رجلٍ لا يُخلف وعده، ولا يُسقطها حين تميل عليها الهموم.
المرأة لا تطلب معجزة، تطلب رجلًا صادقًا، كريمًا بأخلاقه، عادلًا في مشاعره، رجلًا يقف وقت الضيق، لا يهرب ، يُخفف، لا يزيد، يكون لها جبلًا لا ريحًا عاتية.
فالرجل الذي يعرف قيمة المرأة…
لا يُهين، لا يخذل، لا يتجاهل… بل يرفعها، ويحميها، ويكون في حياتها نعمة لا عبئًا.
كونوا كما الرجال في المواقف لا في المظاهر، فكم من ذكرٍ يُحسب على القوّامين، وهو لا يُؤتمن على قلب ولا على كرامة.
عسير صحيفة عسير الإلكترونية
(وما أبو زَرْعٍ؟! أنَاسَ مِن حُلِيٍّ أُذُنَيَّ، ومَلَأَ مِن شَحْمٍ عَضُدَيَّ، وبَجَّحَنِي فَبَجِحَتْ إلَيَّ نَفْسِي، وجَدَنِي في أهْلِ غُنَيْمَةٍ بشِقٍّ، فَجَعَلَنِي في أهْلِ صَهِيلٍ وأَطِيطٍ، ودَائِسٍ ومُنَقٍّ، فَعِنْدَهُ أقُولُ فلا أُقَبَّحُ، وأَرْقُدُ فأتَصَبَّحُ، وأَشْرَبُ فأتَقَنَّحُ، أُمُّ أبِي زَرْعٍ، فَما أُمُّ أبِي زَرْعٍ؟! عُكُومُهَا رَدَاحٌ، وبَيْتُهَا فَسَاحٌ، ابنُ أبِي زَرْعٍ، فَما ابنُ أبِي زَرْعٍ؟! مَضْجَعُهُ كَمَسَلِّ شَطْبَةٍ، ويُشْبِعُهُ ذِرَاعُ الجَفْرَةِ، بنْتُ أبِي زَرْعٍ، فَما بنْتُ أبِي زَرْعٍ؟! طَوْعُ أبِيهَا، وطَوْعُ أُمِّهَا، ومِلْءُ كِسَائِهَا، وغَيْظُ جَارَتِهَا، جَارِيَةُ أبِي زَرْعٍ، فَما جَارِيَةُ أبِي زَرْعٍ؟! لا تَبُثُّ حَدِيثَنَا تَبْثِيثًا، ولَا تُنَقِّثُ مِيرَتَنَا تَنْقِيثًا، ولَا تَمْلَأُ بَيْتَنَا تَعْشِيشًا، قالَتْ: خَرَجَ أبو زَرْعٍ والأوْطَابُ تُمْخَضُ، فَلَقِيَ امْرَأَةً معهَا ولَدَانِ لَهَا كَالفَهْدَيْنِ، يَلْعَبَانِ مِن تَحْتِ خَصْرِهَا برُمَّانَتَيْنِ، فَطَلَّقَنِي ونَكَحَهَا، فَنَكَحْتُ بَعْدَهُ رَجُلًا سَرِيًّا، رَكِبَ شَرِيًّا، وأَخَذَ خَطِّيًّا، وأَرَاحَ عَلَيَّ نَعَمًا ثَرِيًّا، وأَعْطَانِي مِن كُلِّ رَائِحَةٍ زَوْجًا، وقالَ: كُلِي أُمَّ زَرْعٍ ومِيرِي أهْلَكِ، قالَتْ: فلوْ جَمَعْتُ كُلَّ شَيْءٍ أعْطَانِيهِ، ما بَلَغَ أصْغَرَ آنِيَةِ أبِي زَرْعٍ، قالَتْ عَائِشَةُ: قالَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: كُنْتُ لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ لِأُمِّ زَرْعٍ)