بعد نصف قرن.. لقاء الوفاء بين أنور خليل ومحمد الفصيلي

بقلم / علي سعد الفصيلي

دعاني يوم السبت 22صفر1447هـ شقيقي عبد الله الفصيلي لمرافقته في زيارة إلى الأديب والباحث الأستاذ أنور محمد خليل، رئيس نادي أبها الأدبي الأسبق، برفقة شقيقي محمد الفصيلي، الذي كان أحد زملاء أنور على مقاعد الدراسة بالمتوسطة الثانية بأبها منذ أكثر من خمسين عاماً، كنت قد قرأت كثيراً عن هذا الرجل العصامي، الذي احتفى به وكرّمه الأمراء والأدباء والوجهاء، فتهيّأت نفسي للقائه بشغف.

دخلنا منزله في أبها، فاستقبلنا الأديب بوجه بشوش، واتجه بنا إلى الدور الأرضي الذي خصصه كمتحف ومكتبة، أشبه بذاكرة حيّة لكل محطة من حياته، كانت الجدران تروي سيرته، وقد غطتها الوثائق والتحف والصور التذكارية مع شخصيات بارزة في الدولة والمجتمع، من أبرزهم الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله إلى جانب أمراء مناطق ووزراء وأدباء ومسؤولين جمعته بهم روابط عمل أو محبة وثقافة، أما الأرفف فقد ازدحمت بالكتب والمؤلفات والكاميرات والوثائق، إلى جانب أرشيف فوتوغرافي يوثّق تاريخ عسير وأعلامها، لتغدو مكتبته مرجعاً للباحثين والمهتمين، ومشروع عمر بناه أنور خليل بعصاميته وإيمانه بأن الكتاب والصورة هما أوثق ما يحفظ ذاكرة المكان.

أنور محمد آل خليل اسم بارز في المشهد الثقافي بعسير، تولّى رئاسة نادي أبها الأدبي وأسهم في تنشيط فعالياته، وكتب مقالات وبورتريهات في الصحافة السعودية، وكرّس جهده لتوثيق النقوش والمواقع الأثرية، وقد حظي بتكريمات عدّة، آخرها من مؤسسة «عطاء ووفاء للوطن» التي شدّدت على قيمة منجزه وضرورة طباعة أعماله.

وكان اللقاء بينه وبين زميل الدراسة محمد الفصيلي بعد نصف قرن لحظة مؤثرة، استعادا فيها ذكريات المدرسة ومواقفها الأولى، وكأن الزمن عاد بهما إلى مقاعد الدراسة من جديد، ثم ودّعنا الأستاذ أنور بكل حب وكرم ضيافة، تاركاً في نفوسنا أثراً عميقاً من صدق اللقاء ودفء الذكريات.

ختاماً:

لم تكن هذه الزيارة مجرد لقاء عابر، بل كانت رحلة في ذاكرة عسير، من خلال رجل عصامي حمل الكلمة والصورة معاً ليحفظ للتاريخ صوت المكان وملامحه.

شاهد أيضاً

إيران اتخذت القرار السليم

بقلم / حسن سلطان المازني يبدو لي ان ايران بدأت تلتمس الطريق السليم ففي ظل …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com